نيوتن في المحاسبة

بقلم: ياسمين عاتيه

متى بدأ تخصص المحاسبة؟

بدأ تخصص المحاسبة بالانتشار قبل أن يستحضر مؤسس القيد المزدوج فكرته، فقد كانت تتركز آن ذاك في الصين وبابل ومصر واليونان، وكانت عبارة عن تدوين يومي شبه بسيط في الدفاتر إلى أن أتى الراهب الإيطالي صديق ليوناردو دافنشي (لوكا باتشولي) لتغيير واجهة المحاسبة ونقلها إلى مرحلة جديدة، ولأن إيطاليا المعروفه بأنها جنة كرة القدم أصبحت في الوقت ذاته جنة المحاسبة بل وجنة عدة مجالات أخرى.

نظام القيد المزدوج في المحاسبة

قدم باتشولي بشكل علمي ومتكامل نظام القيد المزدوج الذي يمثل العمود الفقري لأي نظام محاسبي في وقتنا الحاضر، كما يضمن هذا النظام إنتاج معلومات مالية بشكل كفء ودقيق على أساس رياضي.

نقاط التشابه بين بعض أساسيات المحاسبة وقوانين نيوتن

  • وأستعرض هنا بعض نقاط التشابه بين بعض أساسيات المحاسبة وقوانين نيوتن المتعارف عليها، ففي القيد المزدوج مثلا يوجد ترابط كبير بينه وبين قانون نيوتن الثالث الذي ينص على أن لكل فعل ردة فعل مساويه له في المقدار معاكسه له في الاتجاه، وهذا بالضبط شرح لمفهوم القيد المزدوج في المحاسبة، حيث أن القيد المزدوج مكون من طرفين هما المدين والدائن متعاكسان في الاتجاه حيث يكون المدين في الاعلى، والدائن في الاسفل، وفي نهاية الأمر يجب أن يتساوى الطرفان لتتحقق عندنا الموازنه الصحيحة في نتائج الحسابات.
  • كما أن قانون نيوتن الأول ونقطه التعادل في المحاسبة يتشابهان في أن الأول ينص على أن الجسم الساكن يبقى ساكنا مالم تؤثر عليه قوى خارجية وقوته المحصله تساوي صفرا، ونقطه التعادل التي تعني في المحاسبة تعادل التكاليف الكلية مع الإيرادات الكلية تصفر عن نفس نتيجة مستوى النشاط الذي يساوي صفرًا ايضا.
  • وإن القانون الثاني لنيوتن الذي يقول أنه كلما كانت القوة أكبر كان التسارع أكبر يصف حال بعض المنشآت التي تركز فقط على تحقيق الإيراد بشكل سريع متغاضيه عن أنها بمجرد ما تحققه سترتفع خانة مصروفاتها تدريجيا بشكل متسارع مع الوقت.

إذن بعد هذا كله هل يمكن أن تكون المحاسبة مشتقه من الفيزياء أو من نيوتن تحديدا؟ 

في الحقيقه لا أتوقع ذلك؛ بحكم أن المحاسبة مشتقة أكثر من الرياضيات كما هو حال الفيزياء والرياضيات، ويمكن ربط هذا التخصص فقط بالأمور المالية حيث أن للمحاسب مكانه كبيرة في شتى المجالات خاصه مع النهضة الحديثة. لكنه في الواقع يناسب فقط من لهم قدرة على التعامل والتجاوب مع الأعمال الروتينية أكثر ولا أقول أنه ممل كليا بل العكس إنه جيدا جدا في الدراسة لكن في الحياة العملية مختلف بتاتا.

ومن خلال تجربتي الشخصية معه أقول أن نمط تدريسه المنغلق في زواية واحدة هو السبب في عدم تقبل الكثيرين أمثالي له ، وبما انه متعدد الأفكار يمكن بالتاكيد تطوير أساليب التعليم فيه بل وإعطاء المحاسب مساحه شخصيه أكبر في إيجاد وابتكار حلول عملية أفضل.

وسواء في العمل أو في التعليم فإن متلقيه يحتاج إلى تأسيس سليم في أبجدياته لكي يتمكن من الترفع في مستوياته كما هو الحال في التخصصات الباقية، وأتمنى في نهاية هذه المقاله لكل من يخوض رحلة فيه أن يجعله علما نافعا له ينتفع وينفع به من حوله. (شاهد بعض مقاطع فيديو موقع مقال على اليوتيوب).

بقلم: ياسمين عاتيه

 

أضف تعليقك هنا