أنت حزين..كن قريباً منه!

عزيزي القارئ أنا لا أعلم ما حل بصدرك سواء أكان حزناً أم فرحاً، ولكن حين ترى الجميع من حولك أنهم سعيدون بحياتهم وقد بعضهم لاتكاد تفارق وجوههم الإبتسامة يتبادر إلى ذهنك ذلك السؤال!؟

كيف أعيش بسعادة إذاً؟

ثق تماماً ياصديقي أن كل ما أصابك من تعب أو شقاء أو وحدة أو فقر أو أو أو إلخ، إنما هو مكتوب مسبقا في علم الله تعالى، وفي زمن أصبح كل شيء فيه تقريبًا يُقاس بالمكانة المادية أو الوظيفية مما قد يضيف لك المكانة الإجتماعية سواء أكنت تستحق تلك المكانة أم لا.
فترى الجميع ممن حولك يحاول التقرب منك أو يبادر بكسب وِدك وهذا هو طبع البشر وهنا لا أعمم على الجميع إنما هو سلوك بشري بالعموم قد جُبلت عليه النفس البشرية.

وعلى نقيض ذلك إذا كنت لست من أصحاب المكانة الإجتماعية وكنت مجرد شخص عادي حين تختلي بنفسك وتشعر أنك قد خذلت من الجميع وربما تنهمر تلك الدموع التي تشعر بحرقتها على خدك لعدم وصولك لتلك المكانة الإجتماعية وبرما يزيدها خذلان الناس لك في هذا الموقف!..فـ تذكر أن الذي قدر لك الخذلان في هذا الوقت هو بذاته سبحانه وتعالى قد قربك منه أكثر وأكثر وجعلك بحاجة ماسة أكثر له وللقرب منه فـ تهرب إليه من تلك الضغوط ،وكلما تقربت منه أكثر كلما شعرت أنك لست لوحدك في وإنما معك ذلك العظيم وأنت بحمايته وقوته حتما ستقدر أن تتغلب على هذه الدنيا بأسرها وستشعر ايضا انه اغناك برحمته عن جميع الخلق وهنا يكمن معنى”يا عساه خيره!”.

الثقة بالله تعالى وأن الأمر كله بيده

وعلى هذا خير مثال من خير قائل تبارك وتعالى (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا) كلما إستشعرت معنى هذه الآية الكريمة فترى فيها العجب في كل كلمة منها،فقوله سبحانه: (وَاصْبِرْ) هنا يأمرك بالإستمرار على الصبر والمداومة عليه في كل أمور حياتك بحميع تفاصيلها والفعل المتبوع بذلك القول الكريم قوله عز من قائل:(لِحُكْمِ رَبِّكَ) فـ هنا تدرك غاية الرضى عما اصابك فتنتقل من حالة الجزع والهلع والإنكسار إلى حالة التسليم وبتالي إلى حالة الرضى التام لإن من قدر عليك هذا المصاب والوضع الراهن هو من سيرضيك بعد هذا الإختبار وكذلك سينمو لديك جانب الثقة به تبارك وتعالى.
وقوله عز من قائل(فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا) هذه هو البلسم أو الترياق لشفائك بإذنه تعالى فأنت برعايته ورحمته!..فهو أرحم بذلك الطفل الضعيف من أمه ومن الناس أجمعين.

فثق بإن الله هو من بيده مقادير الخير وما يصيبك منه ليس كرهاً لك حاشى لله تعالى ذلك ولكن ليختبرك وليطهرك من ذنوبك وزلاتك وهنا يتبين لك أن ما اصابك إنما هو رحمة من هذا الرب العظيم.

همسة لقلبك “ثق بالله وأعلم ان الله رحيم وأنه قريب منك في حزنك قبل فرحك وفي كل حالاتك..ثق به وسيرضيك”.

بقلم: عبدالرحمن المشحن

أضف تعليقك هنا