استمتع باللحظة!

بقلم: أحمد البشري

لحظات منذ الصغر

ما أحوجنا أن نتعلم من الصغار مھارةً من أروع وأرقى وأھم المھارات؛ألا وھي الاستغراق في اللحظة، والإنغماس في المشھد، دون قلقٍ من مستقبل غامض ، أو حزن من ماض ألیم ؛ فعنمدا یلعبون، أو یرسمون أو یأكلون، أو یسبحون تجدھم في غایة الاستمتاع!

مهارة القلق

إن مھارة القلق وتوُسع التفكیر ونسیان اللحظة ھي مھارة مكتسبة لدى البشر للأسف، لم نولد علیھا ولكن اكتسبت مع الأیام، وھي مھارات تجعل الماضي یجثو على الحاضر، وتجعل المستقبل یزاحم اللحظة ویكدِّرھا وھنا مكمن المشكلة!

أثبتت الدراسات ان غالبیة البشر لا یستمتعون بالأشیاء الا ما نسبته %10 على أكثر تقدیر! أي انھم یمرون بلحظات سعیدة وجمیلة ولا یستمتعون بتفاصیلھا إلا بتلك النسبة البسیطة جدا!
ومثلھا النغمات المشجیة والاصوات الجمیلة! حتى الروائح الزكیة لا یستنشقون منها إلا القلیل استمتاعاً! فما السر یا ترى في ھذا الھدر الكبیر، وفي فوات مواطن المتعة ومراتع الجمال؟!

مالسر؟

  • یسافرون لأجمل المدن ولكن الاستمتاع لا یكون بالمستوى المتوق َّع!
  • یزورون أماكن باذخة الجمال وكأنھم لم یذھبوا إلیھا! یأكلون ألذ وأشھى الوجبات دون تلذذ بطعمھا!
  • یرتادون فنادق فارھة، ومع ھذا نصیبھم من المتعة محدود!

أسباب عدم الاستمتاع!

  1. عدم التركیز وخلط الأمور ببعضھا؛ فالبعض یأكل ویتصفح الجھاز، وذاك یقرأ ویشاھد التلفزیون، وثالث یجلس مع أسرته وقد حمل هم عمله
  2. لا تصبح أسیر ھاتفك الذكي وتبدو معھ كالمغلوب على أمره لاحول ولا طول!
  3. مراقبة عقارب الساعة والتفكیر فیم یعقد ویعكر علیك صفو اللحظة.

والماءُ حولك فضّة رقراقةٌ
والشمس فوقك عسجدٌ یتضرمُ

ھشت لك الدنیا فما لك واجماً؟

وتبسمت فعلام لا تتبسمُ؟

من سیضمن أنك ستعیشُ لغدٍ؟!

یبدو أن ثمة اعتقادًا في اللاوعي یحضر على نحو مستمر یقول إن التفكیر في الماضي والمستقبل سیجعلك أكثر سعادة ، وثمة ھاتفاً في دواخلنا یقول: كیف تسعد؟ وكیف تضحك؟ وقد حدث لك ھذا ؟ ومررت بھذا؟ وربما یقع لك كذا؟!

علّم من حولك أن لا یذكروك بمھامك أو مسؤولیاتك أو أي امر یشغلك!
استمتع بكونك حیاً معافى آمناً، استمتع بكل مقومات الحیاة من حولك، استمتع بكل ھبات الخالق في ھذا الكون من شمس وقمر، لیل و نھار، بحار وأنھار وأمطار، وأزھار وأطیار وأشجار!

یقول (كارمل كونتيل) : “السعادة شعور یتم الشعور به بقوة أكبر إذا كنت بالفعل واعیاً للحظة الحالیة!”وھناك حقیقة غفل عنھا الجمیع بأننا لا نتذكر ایاماً بل نتذكر لحظات!

یقول أندروا ماثیوز: إن المعیار الذي نقیس بھ راحة البال ومقدار الكفاءة الشخصیة یتحدد حسب المقدرة على عیش اللحظة؛ بغض النظر عما حدث بالأمس، وما سیحدُث في الغد!”

استمتع باللحظة فأنت لاتملك الماضي ولا المستقبل

استمتع باللحظة!، فأنت لا تملك المستقبل ولا الماضي لكنك تملكُ الحاضر !كلمة أخیرة ، وقطار السعادة ربما یستثقل الوقوف في محطتك إذا ما وجد منك جفاءً وصدوداً وعدم
إحتفاء بمقدَمِه.

بقلم: أحمد البشري

أضف تعليقك هنا