السَّعادة

يبحثُ الجميع عنْ السعادةِ، ذلك السر الخفي والكنزُ الثمين الذي يُريحُ القلبَ والبدنَ نعم يبحث الجميع عنه ويحتاجه كل إنسان. منْ أجل العيش والبذل والعطاء. لكن أين تختفي السعادة؟ وهل هي كنزٌ ملموس.

تختفي السعادةُ في قلبِ كل إنسان إنها شعور ليسَ له مثيل والدليل على ذلك بسيطٌ جداً. انظر معي إلى التالي: عندما يُنجزُ شخصٌ ما عملاً مادياً كان أم معنوياً وتسأله: ماذا تشعر؟  يجيب: أشعر بالسعادة. النجاح، الزواج، إنجاب الأولاد، الحصول على عمل، أو مال. كلها ظروفٌ تخلقُ السعادةَ لدينا.

كيف تتحقق السعادة؟

ومن الممكن أن يكون شعورنا بالسعادةِ مؤقتاً عند النجاح مثلاً أو الحصول على مبلغٍ من المال. وقد يكون طويلَ الأمد عند الانتهاء من كابوسٍ معين كالفشل، أو عدم الشفاء من مرض، أو طول غياب شخصٍ عزيزٍ على القلب.

لماذا لا نقرر أن نكون سعداء ونجعل مَن حولنا سعداءَ أيضاً؟ فلنحاول أن نصنع شيئاً يجلب لنا ولمَن نحب السعادةَ عطفنا على يتيمٍ أو مساعدتنا لفقيرٍ أو مواساتنا بكلمة طيبة كلها سبلٌ يمكن أن تحققَ السعادة لكلِ الأطراف.

هل الكلمة الطيّبة باب للسعادة؟

فكم من كلمةٍ طيبة كان لها كل الأثر في تشجيعِ شخص على فعلٍ معين أو قولِ شيءٍ معين يجلب السعادة له ويشدُ من أزره عند محنة. كلٌ منا يملك مفاتيح لهذا الكنز العظيم لا تستخف بأي قولٍ أو فعل ربما لا يؤثر فيكَ قول أو فعلٌ ما، لكنه يمكن أن يكون أحد مفاتيح السعادة للآخرين.

دقق معي التأملَ تسمع ضحكةَ طفلٍ صغير تجد قلبك يفرح من الداخل. أو تسمع كلمة من أحدهم تفكر فيها تجدُ نفسك سعيداً. إذاً هي شعور يختلجُ في النفسِ البشرية.

انظر لأحدهم البسمة مرسومةٌ على وجههِ تجد عنده طاقة للبذلِ والعطاء أليس هذا من شدة السعادة التي يشعر بها؟ ولاحظ لمَنْ يكون عابسَ الوجه مقطبَ الجبين تجده مقيداً مكبلاً لا يستطيع القيام بأي شيء، لا يقدر على الكلام بإيجابية ولا فعل شيء إيجابي. هذا من شعوره بالقلق وربما الخوف المجهول لنا لكنه واضحٌ عنده.

هل يمكن وصف شعور السعادة؟

والصحيح أن السعادة شعور لا يمكن وصفه أحياناً لشدته هذا ما يريح القلب ويبعث الطمأنينة في النفوس. ويؤدي إلى راحة البدن لأن التعب يزول عند الوصول للهدف مما يؤدي لنعكاس طاقة السعادة الداخلية على البدن.

وهل للأمل من طريق إلى القلوب دون توفرِ عنصرِ السعادة؟ من أجملِ سبلِ السعادة أيضاً أن تشعر مَن تحب أنك تهتم بهِ وبتفاصيل حياتهِ مهما كانت صغيرة أم كبيرة. إن كان هذا الذي تحب أباً، أو أماً، أو زوجة، أو ولدً، أو بنتاً، أو أخاً، أو أختاً، قريباً في عائلتك، أو حبيباً تود العيش معهُ كل العمر. تخلق السعادة في قلبه حين تخبره وتشعره أنك تفكر فيه أو تخبره أنك تعرف ما يحب وما يكره سعادة ليس كمثلها شيء في الدنيا.

قدم أبسط الأيشياء وراقب أثر ذلك على الوجوه حيث إنه انعكاسٌ لما يختلجُ في القلوب. هل رأيت عزيزي كم هي مهمة مفاتيحُ السعادة وكم هي كثيرة السبل المؤدية إلى ذلك الشعور الذي لا يقدر بثمن.

كن إيجابياً صانعاً للسعادة

وفي الختام كن إيجابياً صانعاً للسعادة واهباً مفاتيحها لمَن هم حولك وبحاجةٍ ماسة لها كي يتسنى للآخرين إسعادك أنت. وسعادة الدنيا لا تغني عن سعادة الآخرة تلك السعادة الأبدية التي يقررها كل مخلوق حسب ما فعل في الدنيا ليجد ما زرعه حاصداً ذلك الثمر من الشقاء أو السعادة.

فيديو مقال السَّعادة

أضف تعليقك هنا