القيادة الاستراتيجية في الجامعات

بقلم: د. سناء موسى احمد فرج الله

المقدمة

يتسم عصرنا الحالي بمجموعة من المميزات و الخصائص من أهمها التطورات المتسارعة والتغيرات الهائلة في جميع مجالات الحياة، نتيجة لثورة المعلومات والتكنولوجيا والاتصالات، مما أدى الى جعل المؤسسات  عامة ومؤسسات التعليم العالي خاصة تقف أمام مجموعة كبيرة من التحديات والصعوبات والضغوطات الخارجية، من أهمها كيفية مواجهة تلك التطورات ومواكبتها وطرق التكيف معها. لهذا أخذت مؤسسات التعليم العالي تبحث عن طرق  إدارية جديدة وحديثة لكي تحل محل الطرق الإدارية القديمة التقليدية، كذلك أخذت تبحث عن الوسائل المناسبة التي تتسم بالمرونة والحداثة من جل الاستجابة لتلك التطورات والتغيرات المستمرة ، وهذا دفع المؤسسات تفكر بشكل جدي من أجل إيجاد قادة أكثر كفاءة ومرونة وملاءمة لظروف هذا العصر.

تعتبر القيادة بشكل عام هي المحرك الرئيس لنجاح المنظمات وتطورها وتحقيق اهدافها، حيث تقوم  بعمل اساسي وجوهري وهو شحذ الهمم ومن ثم توجيهها حتى تحقيق اهدافها، وتعد القيادة الاستراتيجية من اهم المفاهيم الادارية المعاصرة التي تمنح المنظمات القوة التي تضمن لها البقاء والاستمرار والتطور والتكيف مع التغيرات والتطورات المعاصرة والمتسارعة، وذلك بفضل قدرتها الكبيرة على التأثير في الاخرين، ومرونتها الهائلة في التعامل مع الاحداث وقدرتها على ترسيخ مبادئ المبادرة والابتكار والابداع كوسائل فاعلة في تدعيم فاعلية الاداء وجلب القوة الاجتماعية وتزويد العاملين بالطاقات الفاعلة واللازمة للتعبئة العملية.

كما ان القيادة الاستراتيجية بأبعادها تمارس دورا مهما في تحقيق التفوق التنظيمي بأبعاده، وهذا ما اكدته علاقة الارتباط فيما بينها، اذ ان التفوق التنظيمي يتحقق كلما تبنت المنظمات ممارسات القيادة الاستراتيجية بشكل فاعل. كما ان القيادة الاستراتيجية تركز على بناء مستقبل المؤسسات عامة ومؤسسات التعليم خاصة، كما وتساهم في الاستغلال الامثل والافضل للموارد البشرية والمادية المتاحة. كما انها تساهم في دراسة واقع المنظمات والتنبؤ بمستقبلها تمهيدا لتحقيق رؤية المنظمة ورسالتها.

أولاً: مفهوم القيادة الاستراتيجية

تعرف القيادة  الاستراتيجية بأنها عبارة عن كل الجهود القيادية المبذولة  والقادرة على التأثير في الجماعات المختلفة، وذلك من اجل انجاز وتحقيق الأهداف، وفق الأهداف الاستراتيجية والتخطيط الاستراتيجي، والذي يتلخص بالرؤية المشتركة، والرسالة المبتكرة، وتمكين العاملين، ومواكبة التغيير، والإبداع الإداري، والتخطيط والأداء الاستراتيجي، والمسائلة والرقابة والتقييم ، وكذلك القدرة على مواجهة الأزمات، والتحديات.

مميزات القيادة الاستراتيجية

  1. تعتبر القيادة الاستراتيجية ممارسة من ممارسات الإدارة العليا.
  2. تمثل القيادة الاستراتيجية أداة ربط بين المنظمات وبيئاتها الخارجية.
  3. تعمل القيادة الاستراتيجية على المساهمة في استشراف المستقبل وتصوره.
  4. ان ممارسة القيادة الاستراتيجية تتطلب مهمات وقدرات ومهارات خاصة. .
  5. يعشق القادة الاستراتيجيون الابتكارات والتجديدات وكسر الجمود والروتين.
  6. تعمل القيادة الاستراتيجية على تحقيق التكامل والتناسق بين الاخلاقيات الاجتماعية والاخلاقيات التنظيمية.

أهداف القيادة الاستراتيجية

ان القيادة الاستراتيجية تسعى الى تحقيق مجموعة من الاهداف من اهمها ما يلي:

  1. العمل على التعامل مع المستقبل ومتغيراته وتحدياته بمرونة كبيرة.
  2. العمل على اسقاط الحاضر على المستقبل، مع محاولة افتراض الواقع بطريقة اكثر واقعية تساهم في استيعاب التغيرات المستقبلية.
  3. تساهم القيادة الاستراتيجية في تمكين العاملين بهدف قيادة أنفسهم، ومن ثم التعرف على العلاقات والروابط بين الأشياء وادراكها وفهمها، بالإضافة الى التعرف على الأهمية الاستراتيجية لأفعالهم وتصرفاتهم.
  4. تساهم في صياغة الأهداف الاستراتيجية للمؤسسات بطريقة واضحة وسهلة، بالإضافة الى انها تهدف الى ايجاد افضل الطرق التي تساهم وتساعد في تحقيقها بأقل وقت وجهد واقل تكلفة.
  5. تساهم في توقع المشكلات والتحديات والصعوبات المستقبلية والاستعداد لها، كما انها تهدف الى العمل على ايجاد حالة من الإنذار المبكر من اجل التحرك والعمل على مواجهتها في الوقت المناسب.

أنماط القيادة الاستراتيجية

تتمثل انماط القيادة الاستراتيجية فيما يلي:

  1. القيادة التحويلية: إنه من الواجب الأساسي للقائد التحويلي ان يساعد كل موظف في المؤسسة على تطوير فهمًا مشتركًا من اجل تحويل ثقافة المؤسسة بما يتماشى مع رؤية وثقافة المؤسسة، وذلك من خلال إجراء تحول في افكار الموظفين.
  2. القيادة الإدارية: على القائد الإداري أن يكفل الاستقرار والنظام، وأن يركز على إنجاز الأنشطة اليومية والأهداف القصيرة الأجل  حيث انه يتفاوض ويساوم ولا يتجنب استخدام الجوائز والمكافآت والعقوبات وأساليب الضغط الأخرى على موظفيه.
  3. القيادة الأخلاقية التي تحدد شخصية ومزاج القائد. وتتضمن القيادة الأخلاقية أن يقوم القائد  باتخاذ قراراته على أساس المعايير والقيم والمبادئ العالمية، كما يمكنه أن يأخذ في الاعتبار القرارات والنتائج التي ستنتج عن ذلك.
  4. القيادة السياسية وهي بعد آخر للقيادة الاستراتيجية، وهي تتطلب سلوكيات سياسية. في السلوكيات السياسية، تحتل أهداف المؤسسة ومصالحها مكان الصدارة، ويتفاوض القائد ويناقش ويتوصل إلى اتفاق ويعمل من أجل تحقيق مبدا الربح للجميع.
  5. القيادة العلائقية، وهو نوع من القيادة يركز على العلاقات. الهدف من هذه القيادة هو بناء تحالفات وعلاقات قوية تقوم على مبدأ المعاملة بالمثل. حيث تهتم ببناء العلاقات مع الموظفين وأصحاب المصلحة الخارجيين.

ممارسات وأبعاد القيادة الاستراتيجية

ابعاد القيادة الاستراتيجية تتمثل فيما يلي:

  1.  تحديد الرؤية الاستراتيجية : تعتبر الرؤية الاستراتيجية احد أهم المكونات التي تساهم في امداد المؤسسة بالطموح  والتطور والنمو والتفوق والارتقاء في نشاطاتها  وذلك بهدف تحقيق أهدافها، فهي تعمل على وصف طموح المؤسسة، وكذلك وصف ما الذي تريد أن تصل إليه، كما انه من خلال الرؤية يتم استشراف المستقبل ومن ثم تكوين صور ذهنية للمستقبل المرغوب فيه للمنظمة.
  2.  تطوير رأس المال البشري : ان راس المال البشري هو القيمة الموجودة في المعرفة، بالإضافة الى انه يشير الى المهارات والقدرات والخبرات الخاصة بالأفراد، ان القادة الاستراتيجيون يجب ان يحصلوا على المهارات الضرورية لكي تساعدهم على تطوير رأس المال البشري في حدود مجالات مسؤولياتهم واختصاصاتهم وعندما تكون استثمارات رأس المال البشري ناجحة فان النتيجة  بالتأكيد هي وجود قوة عمل قادرة على التعلم بصورة مستمرة.
  3. المحافظة على الثقافة التنظيمية الفاعلة للمؤسسة: أن ثقافة المؤسسة التنظيمية الصحيحة تعتبر الأداة الفاعلة التي بإمكانها مساعدة القادة الاستراتيجيين على إرشاد وتوجيه المؤسسات،  كما ان القادة الاستراتيجيين  يسعون بجد من اجل اعادة تشكيل الثقافة التنظيمية وذلك من اجل دعم رؤيتهم وتوجهاتهم, وانجاز مهامهم, وتطوير أداء مؤسساتهم.
  4. التأكيد على الممارسات الأخلاقية/ تعرف الأخلاق بأنها المبادئ والقيم والقناعات الأدبية التي توجه الإنسان من الباطن والتي يستخدمها لتحليل او تفسير وضع معين ومن ثم تحديد الطريقة الصحيحة او الملائمة للتصرف في ذات الوقت، او هي التصرف غير الصحيح وكيف يجب أن يتصرف المرء لتجنب إيذاء إنسان أخر.كما أنه يمكن للقادة الاستراتيجيون تعزيز السلوك الأخلاقي من خلال عناصر متعددة : نماذج الدور, نظام المكافآت والتقييم و نظام الانضباط والإجراءات والسياسات.

مهارات القيادة الاستراتيجية

فيما يلي توضيح للمهارات الأساسية للقيادة الاستراتيجية:

  • المهارات الذاتية

تشمل المهارات الذاتية القدرات المتعلقة ببعض السمات والقدرات اللازمة في ذات القائد وهي تعد الركيزة الأساسية للقيادة، وتتضمن أربع مجموعات من المهارات، وهي: القدرات الجسمية، والقدرات العقلية، والمبادأة والابتكار، وضبط النفس.

  • القدرات الجسمية

تشتمل على كافة الاستعدادات المرتبطة بالناحية الجسمية، مثل الطول والهيئة والاستعدادات الفسيولوجية، وتتمثل كذلك في اللياقة البدنية والعصبية والقدرة على التحمل والنشاط والحيوية.

  • القدرات العقلية

يقصد بالقدرات العقلية هي عبارة عن مجموعة من الاستعدادات الفكرية والقدرات العقلية والعادات الذهنية والاتجاهات العلمية لدى الفرد .

  • المبادأة والابتكار

هي القوة المحركة للعمل لدى العاملين التي تدفعهم إلى إنجاز مهارات القيادة الاستراتيجية مع التعرف على علاقتها بمستوى الأداء المؤسسي للعمل، ويرتبط بالمبادأة ثلاث سمات أخرى هي : الشجاعة وسرعة التصرف، والقدرة على التوقع .

  • ضبط النفس

تعني قدرة القائد على السيطرة والتحكم في انفعالاته، بالإضافة الى التخلص من الاندفاع في أداء المهام، فالقائد الهادئ يدفع مرؤوسيه إلى التصرف بهدوء، وبذلك يكون قادرا على مواجهة الجماعات والقوى المتصارعة ولا يخضع للضغوط، فضبط النفس هو بمثابة القدرة على النضج الانفعالي.

  • المهارات الفنية

ان المهارات الفنية مرتبطة بالمعارف المتخصصة في أي مجال من مجالات العلوم المختلفة، كما انها مرتبطة بالكفاءة والفاعلية في استخدام هذه المعارف، بالإضافة الى استخدامها في أداء الاعمال بالشكل الذي يحقق الهدف.

  • المهارات الفكرية

ويقصد بها قدرة القائد على التفكير المجرد بطريقة موضوعية، ان القائد يحتاج إلى امتلاك رؤية العلاقات بين القوى والمتغيرات المختلفة بصورة أفضل من غيره، كما انه يحتاج إلى تفهم مدى ومقدار التدخل بين هذه القوى، كما انه يحتاج الى تبني مفهوم شامل للمؤسسة  في علاقتها مع البيئة.

  •  المهارات الإدارية

تشير المهارات الإدارية الى مقدرة القائد على فهم واستيعاب اعماله، بالإضافة الى قدرته الهائلة على توزيع الاعمال والمهمات داخل التنظيم توزيعا سليما متوازنا وعادلا، بالإضافة الى مراعاة وضع وايجاد مقاييس ومعدلات للأداء الفعال.

الوظائف الأساسية للقيادة الاستراتيجية

  1.  تحديد غرض المنظمة ورؤيتها: وذلك  من اجل تحقيق النمو والتطوير في الأمد البعيد وكذلك من اجل امتلاك الديمومة.
  2.  استثمار القدرات الاساسية والجوهرية للمؤسسة مع المحافظة عليها: في عصر يتسم بالتقلبات السوقية المتسارعة والمتلاحقة، فإن نمو ونجاح المؤسسات مرتبط بشكل أساسي ورئيسي  بقدرة المؤسسات على ايجاد وإدامة القدرات الاساسية والجوهرية.
  3. تطوير رأس المال البشري: يشير رأس المال البشري إلى مجموعة المعارف والمهارات التي يمتلكها الأفراد العاملين في المؤسسة، ومن خلال هؤلاء الأفراد الذين يمثلون رأس المال البشري تقوم المؤسسة باكتساب وتعزيز القواعد المعرفية وهكذا يتم بناء القدرات الاساسية والجوهرية ومن ثم تحقيق الميزة التنافسية المستدامة.
  4.  المحافظة على الثقافة المؤسسية الفاعلة: تمثل الثقافة المؤسسية الفاعلة مجموعة من الممارسات والرموز والقيم الاساسية والجوهرية، الموجودة في مؤسسة ما والتي يؤمن بها أفراد تلك المؤسسة، والثقافة تتطور عبر الزمن في المؤسسة، ومن ثم تصبح أسلوبا للحياة فيها، والحفاظ على مثل هكذا ثقافة وإدامتها هي واحدة من ادوار ووظائف القيادة الاستراتيجية.
  5.  التركيز على الممارسات الأخلاقية: في القرن الحادي والعشرين أصبح التحدي الأكبر الذي يواجه المنظمات هو خلق وإيجاد المعايير الأخلاقية، فالقادة الاستراتيجيون هنا بحاجة إلى فهم التوقعات الأساسية لأصحاب المصالح فيما يخص المعايير الأخلاقية.
  6. تأسيس أدوات رقابة مؤسسية متوازنة: في مجال القيادة الاستراتيجية يتم الاهتمام والتركيز على أدوات ووسائل الرقابة، وذلك على اعتبار أنها جزء من عمليات التنفيذ الاستراتيجي ، وأحد اهم المهام الرئيسية للقادة الاستراتيجيين.

التحديات والمتطلبات للقيادة الاستراتيجية 

  • التحديات الخارجية: وتتمثل بكافة ابعاد وعناصر البيئة الخارجية الواسعة كنقص وقلة التمويل ومعارضة قوى المجتمع والمشكلات الاقتصادية والسياسية والقانونية.
  • التحديات الداخلية: وتتمثل بمجموعة التحديات الداخلية للمؤسسة كضعف اليات التمكين وادوات التعلم التنظيمي وعدم الاهتمام بالمواهب وطبيعة استقطابها والصراع التنظيمي والخوف وعدم الثقة والتعصب والانحياز لفكرة معينة بالإضافة الى مشكلات العمليات التشغيلية وضعف الاستشارة.
  • التحديات الناجمة عن القيادة ذاتها : تعد هذه التحديات من اهم التحديات التي تواجه القيادة، اذ تكمن في مسؤولياتها ومهامها وادوارها بصفتها مسؤولة عن اعداد الرؤية والرسالة والتخطيط والتنفيذ، وهذه الاعباء قد تلقي بظلالها على القائد من خلال اهتمامه بتحفيز الأفراد والحفاظ على مقدرات المنظمة ومواهبها وان يكونوا قادة في كل وقت.

مبادئ القيادة الاستراتيجية في مؤسسات التعليم العالي

إن مؤسسات التعليم العالي كمؤسسات تعليمية ومؤسسات نظم قائمة على الترابط والتعقيد والغموض، كما ان قيادتها عملية مقصودة ولكن نتائجها قد لا تكون مقصودة، فالقيادة تهتم بتطوير وضع المؤسسة من أجل تحقيق أهدافها بنجاح كبير وهائل، وهذا يتطلب من القيادة الاهتمام بالطلبة وانجازاتهم باعتبارهم المخرجات الاساسية والرئيسية في الوقت الحالي وفي المستقبل.

والقيادة الاستراتيجية تهتم بمجموعة من العناصر الهامة ومن اهمها الى أين تتجه المؤسسة وكيف تستطيع تحقيق ذلك، كما انها تعتمد على مبادئ أساسها المشاركة على العكس تماما ما كان معروف ومتبع من أن التخطيط الاستراتيجي بعيد المدى على أنه عملية تنتمي إلى الإدارة العليا دون غيرها وغالبا ما كان يتم ذلك خلف أبواب مغلقة، وعندما يتبع القادة أسلوب المشاركة في إدارة عمليات التخطيط والتحليل والتنفيذ والتقييم يعتبر ذلك أساسا ليكون قائدا استراتيجيا.

سبعة مبادئ رئيسية للقيادة الاستراتيجية وهي:

المبدأ الأول: التوجه المستقبلي والاستراتيجية المستقبلية: قوة القادة الاستراتيجيين تتركز وتعتمد على التطلع لمستقبل غير مؤكد وغير حقيقي ويمتاز ويتسم بالغموض والتعقد، ولذلك يجب تنمية “التفكير المستقبلي”  لديهم من خلال الحوار المستقبلي” وذلك من أجل بناء “منظومة مستقبلية في المنظمات التربوية، ووضع بعض القيم كمعايير وبناء تنمية مهارات القيادة الاستراتيجية للقيادات الأكاديمية بالجامعات.

  • المبدأ الثاني : الاستناد إلى الأدلة المستندة على الدراسات والأبحاث: فالممارسات المبنية على الدراسات والأبحاث تساعد وتساهم في وجود قاعدة بيانات ومعلومات عملاقة تمكن القادة الاستراتيجيون من اتخاذ القرارات السليمة والمناسبة الخاصة بالمنظمة.

المبدأ الثالث: القدرة على انجاز الأعمال: فالقادة الاستراتيجيون يسعون لإحداث فروقات، كما انه تتوافر لديهم المقدرة على الانجاز وتحويل الأفكار الاستراتيجية إلى واقع.

  • المبدأ الرابع: فتح آفاق جديدة: فالقادة الاستراتيجيون يدركون أن المنظمات التربوية تلعب دورا حيويا وهاما في عالم المعرفة وتدفقها وفتح آفاق جديدة لا يعني تجاهل قيمة المنظومة التربوية وإنما هو الرؤية الشاملة للمجتمع ككل، وتحديد أوجه الاستفادة من البيئة المحيطة لتحقيق مستوى أفضل من الانجاز.
  • المبدأ الخامس : القدرة على القيادة: لابد للقادة الاستراتيجيون أن يتمتعوا باللياقة البدنية والعقلية، وكذلك يجب ان تتوافر لديهم المرونة واللباقة وسعة الافق وان يوثق بهم، فالصمود يمكنهم من التغلب على العقبات التي تواجههم أثناء عملية التغيير والتعامل مع ضغوطات العمل.
  • المبدأ السادس: صناعة وايجاد شركاء جيدين: القادة الاستراتيجيون يعملون بفاعلية كبيرة مع الطلبة، وأعضاء هيئة التدريس، والموظفين، وأولياء الأمور والمنظمات التربوية الأخرى، فهم على دراية كاملة بكيفية تشابك عملهم وضرورة الاستفادة من كل القدرات والإمكانات المتاحة والمتوفرة وذلك بهدف ايجاد فرص الممارسات المبتكرة، ويتضمن ذلك ضرورة العمل الجماعي وتقاسم المعرفة والتواصل بحرية واحترام قيم الآخرين والحساسية للثقافات المختلفة.
  • المبدأ السابع: القادم هو الشيء الصحيح: القيادة الاستراتيجية تدور حول فعل الشيء الصحيح المقبل وهذا بشأن القيادة الأخلاقية، فالقادة الاستراتيجيين لابد لهم من إدراك أهمية السلوكيات الأخلاقية والتصرف وفقا لها، ولذلك يجب عليهم التخلي عن بعض الأمور غير المناسبة والملائمة مثل الاستغلالية والطموح الذاتي والأنانية وتحقيق المكاسب الشخصية.

عوامل نجاح القيادة الاستراتيجية

  1. لابد من امتلاك القادة الاستراتيجيون لرؤية صحيحة وواضحة ونظرة ثاقبة وواثقة قائمة على الحكمة والعلم المسبق بأمور المؤسسات والموظفين بها.
  2. لابد من امتلاك القادة الاستراتيجيون للطاقة الايجابية وكذلك طاقة التمكين وسعتها والتي يتم عن طريقها الإلمام بالمعلومات والبيانات الضرورية والاساسية واستعادتها في اللحظة المطلوبة كلما احتاج الأمر لذلك.
  3. لا بد من امتلاك القادة الاستراتيجيون للشخصية الناقدة والقادرة على تحسين وتطوير صورتهم النفسية والأخلاقية بين العاملين.
  4. لابد من امتلاك القادة الاستراتيجيون لمجموعة كبيرة وهائلة من المعارف والبيانات والمعلومات وما يترتب عليها من معالجة المواقف وايجاد حلول لها عبر توازنات معرفية دون إهمال لأي عنصر او جانب أحد جوانبها.
  5. لا بد من امتلاك القادة الاستراتيجيون المعرفة اللازمة لكيفية إدارة الوقت بالإضافة الى القدرة على الاستخدام الأفضل للإمكانيات المتاحة والمتوفرة بالطريقة التي تؤدي الى تحقيق الأهداف وانجازها.
  6. لابد من امتلاك القادة الاستراتيجيون للعقيدة الصحيحة والسليمة والتي تمثل المثل العليا التي يسعى القائد الاستراتيجي إلى تحقيقها والدفاع عنها.
  7. لا بد من امتلاك القادة الاستراتيجيون لصفات خاصة ومميزة مثل الفطنة والشجاعة والقدرة على حسم المواقف الحرجة واتخاذ القرارات الحازمة والسليمة عند الضرورة.

بقلم: د. سناء موسى احمد فرج الله

 

أضف تعليقك هنا