تمارا محمود نجمة حاضرة في ذاكرة المشاهد العراقي رغم سنوات من الغياب

بقلم: وسام محمد

شهدت فترة التسعينات من القرن الماضي ولادة جيل جديد من الفنانات العراقيات الشابات وبالتحديد العام 1994، حيث برزت مجموعة ممثلات شابات من طالبات كلية الفنون الجميلة في بغداد تمارا محمود فنانة عراقية أصبحت من أبرز النجمات في الدراما العراقية، وخاصة التسعينية.

أهم الأعمال الدرامية التي قدمتها الفنانة العراقية تمارا محمود

الخطوة الأولى كانت في مسلسل القمر والثريا أو كما سمي مسبقاً عمر بن أبي ربيعة حيث عرض عليها أحد المخرجين المشاركة بالعمل. قدمت تمارا بعدها عدة أعمال، لكن فوهة التوسع كانت عام 1996 عندما رشحها المخرج العراقي الكبير صلاح كرم للمشاركة في أضخم إنتاجات الدراما العراقية وملحمة المخابرات العراقية (رجال الظل) بدور سوزان التي يغرم بها حسن البابلي (الفنان حسن حسني) في العاصمة الفرنسية باريس، لكن لم يكتب لهذه القصة الاستمرارية.

اتجهت تمارا نحو التنوع بالأدوار وبرغم جمالها الفتان إلا أن قوة أدائها وحضورها الطاغي جذب أنظار الكتاب والمخرجين لها فقدمت أصعب الأدوار في هيستريا وقصة العشق والهوى بين غسق وسجاد (الفنان حكيم جاسم)، صنعت لنفسها اسماً بارزا ً في الساحة الفنية آنذاك وشكلت ثلاثياً ذهبياً قوياً مع بنات جيلها النجمة إيناس طالب والنجمة آلاء شاكر التي ما زالت لليوم من أعز صديقاتها، عام 1997 شاركت بمسلسل عالم الست وهيبة مع القديرة فوزية عارف مؤدية دور سحر التي تقع في غرام مهيدي (الفنان غالب جواد)، وعام 1998 بمسلسل كبرياء وهوى مع العملاق عبد الخالق مختار وشكلت معه ثنائية قوية حتى لم يلحظ المشاهد فارق العمر بينهما وهذا دليل على الاحترافية والتقنية العالية والخبرة أيضا.

أعمال الفنانة تمارا محمود في مجال المسرح وتقديم البرامج 

لم تقتصر أدوار تمارا على الدراما بل قدمت أدواراً في الدراما البدوية، التاريخية  كما وقفت على خشبة المسرح الوطني والرشيد مشاركة في العديد من المسرحيات الشعبية التي لاقت صدى واسعاً حينها لدى الجمهور، خاضت تمارا تجربة تقديم البرامج لتكون من أوائل الفنانات اللاتي خضن هذه التجربة، ويعتبر ستديو ٢٠٠٠ من اعداد وإخراج المخرج عدنان هادي أبرز البرامج الشبابية الفنية في ذلك العام بحضور حشد جماهيري غفير في الاستديو واستضافة كبار النجوم والفنانين.

مغادرة الفنانة تمارا محمود إلى أمريكا

لم يكتب لها القدر أن ترى سقوط بغداد والحرب الشرسة على بلدها العراق ولم تكن تعرف أنها ستغادر نهائيا دون عودة قريبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتقديم مسرحية للجالية العراقية هناك عام 2000 ودعت أهلها وزملائها وسافرت لكن دون عودة قريبة، شاب عراقي مقيم في أمريكا جاءها على جواد أبيض. واختارها زوجة له لاقى تمارا في بلاد الاغتراب لتكون لها عائلة جديدة وتعيش شعور الأمومة من خلال إفان وفينا، دخلت مجالاً مختلفاً وبعيدا عن الفن مجال الطب والمختبرات الطبية لتحصل على الجنسية الأمريكية وتصبح مواطنة رسميةً هنالك.

عام 2015 عادت إلى العراق لوداع شقيها الذي استشهد في معركة الضلوعية دفاعاً عن ثرى العراق ولم تعد بعدها لليوم رغم رغبتها الشديدة وشوقها والحنين الذي قادها للبحث عن عمل يعيدها للشاشة العراقية والمشاهد الذي أحبها وما زال يذكرها واعدة إياهم بعمل قريب جديد بمستوى ما قدمته سابقاً من حيث النص والقصة والإخراج. تمارا محمود رغم الغياب لا زالت حاضرة وبقوة في أذهان العراقيين محبي الفن والجمال. (شاهد بعض مقاطع فيديو موقع مقال على اليوتيوب).

بقلم: وسام محمد

 

أضف تعليقك هنا