هجرة الأنبياء والصالحين في القرآن الكريم

 بعد تحطيم إبراهيم عليه السلام الأصنام ونجاته من النار تباحث مع لوط عليه السلام وقرر الهجرة “فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي” (العنكبوت 26) وهي نفس الحالة حصلت مع النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم نجا من حصار قريش بحماية أبي طالب ثم تحطيم أصنام الكعبة ليلا مع علي بن أبي طالب عليه السلام ونجاته من رؤية قريش له قرر الهجرة إلى المدينة، وقبلها خرج جعفر بن أبي طالب إلى الحبشة. مقال يتحدث عن هجرة الأنبياء ويمكنك قراءة المزيد من المقالات التي تتحدث عن الإسلام من هنا.

الهجرة تتطلب إيماناً حقيقياً

ومن مستلزمات الهجرة الإيمان كما في الآيات “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا” (الانفال 72) و “وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا” (الانفال 74)، و “وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا” (الانفال 75) و “الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا” (التوبة 20). و إذا لم تستطع إقامة شعائرك الدينية بدون خوف فعليك الهجرة من بلدك وإلا فإنك ظالم لنفسك “إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا” (النساء 97) عدا المستضعف “إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ” (النساء 98).

الآيات التي تحدثت عن هجرة الأنبياء

ذكر القرآن الكريم آيات عن هجرة الأنبياء فهذا ابراهيم “وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي” (العنكبوت 26) ولوط “قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ” (الشعراء 167) وموسى “فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ” (القصص 21) وشعيب “قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا” (الاعراف 88) و مريم وابنها عيسى عليهما السلام  “وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ” (المؤمنون 50) ومحمد “وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ” (الانفال 30). و عيسى عليه السلام هاجر إلى السماء “بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ” (النساء 158).

سبب هجرة الأنبياء

السبب الرئيس لهجرة الانبياء اضطهاد قومهم “وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا” (النحل 41) عند تبليغهم ان يعبدوا الله وخروجهم لنشر رسالة الله تعالى ” وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي” (العنكبوت 26) و ” وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ” (النساء 100).

الهجرة ثم الجهاد

والأنبياء جابهتهم المصاعب في هجرتهم وساعة عسرة “لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ” (التوبة 117). والأنبياء والأولياء هاجروا ثم جاهدوا أي إن الهجرة مقدمة قبل الجهاد “وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ” (الانفال 74) و “الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ” (التوبة 20)

تعدد هجرة المسلمين

لم تكن هجرة المسلمين الأولى من مكة الى المدينة بل سبقتها هجرة إلى الحبشة بسبب ضغط قريش عليهم “وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً” (النساء 100). هاجر النبي صلى الله عليه واله وسلم بسبب مكر اعدائه “وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ” (الانفال 30) وبعد ان حطم اصنامهم “وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ” (الانبياء 60).

لما دخل الحسين مكة من المدينة كان غرضه الكوفة عمل كما عمل جده عند هجرته ذهب باتجاه الطائف عكس المدينة وقرأ “وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ” (القصص 22) لأن يزيد أمر والي المدينة أن يأخذ البيعة من الحسين بالقوة ولكنه تعامل معه بحنكة فعالج ذلك فخرج وأهل بيته وثلة من أصحابه ليلا من مكة باتجاه الكوفة بمقالته المشهورة (هيهات منا الذلة) وقوله عند خروجه “الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ” (الحج 40) كما قال موسى عليه السلام عند خروجه خائفا يترقب ” قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ” (القصص 21) وهي اول هجرة له هربا من الظلم.

فيديو مقال هجرة الأنبياء والصالحين في القرآن الكريم

أضف تعليقك هنا