وعند الملك تجتمع الخصوم!

بقلم: عبدالرحمن المشحن

الحمدلله والصلاة والسلام على من بُعث رحمة للعالمين وعلى آل بيته الطاهرين وعلى صحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..وبعد.جميعنا يعلم أن الظلم ظلمات يوم القيامة لمن آمن بالله وباليوم الآخر، وهذا الجانب راسخ لايقبل النقاش ولكن سنطرح بمشيئة الله تعالى الجانب الإنساني والفكري فيهذه المسألة من حيث تعاطي البشر مع الظلم والظالم.

هل يرضى أهل الخير الظلم؟

اعلم رحمك الله ان هذه الدنيا فيها من الخير الكثير ومن الشر الكثير ولكل منهما حزبه فأهل الخير عُرف عنهم رفض الظلم دائماً وخير مثال هو سيد الخلق مُحمد ﷺ حين بُعث بالحق واخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد ومن ظلم السادة للعبيد إلى مساواة العبيد للسادة وبل أن بعض ممن كانوا يصنفون على انهم من العبيد في هذه الفترة هو الصحابي الجليل سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه وارضاه وأن النبي سمع قعقعت نعليه في الجنة وابولهب الذي هو من سادات قريش في زمانه ومكانه سيصلى نار ذات لهب.

أهل الشر والظلم

وفي مقابلهم أهل الشر  واكبر مثال على ذلك هو فرعون قد تكبر وظلم الناس وجعل نفسه في مكانة عالية إلى درجة أنه كان يقول انا ربكم الاعلى وهنا جاء رد العدل الحق تبارك وتعالى فجعله عبرة للأمم جعلنا الله واياكم بعيدًا عنهم. واهل الشر في الغالب من يتصف بالظلم بالمجمل من انواعه مابين البشر وكأن يظلم الظالم المظلوم في حقه سواء في ماله او في بدنه او في ظنه بالجرم او بالمعصية اوفي اي شي غير محسوس وقِسّ على هذه من الأمثلة الكثير من سائر الامور .

أيها الظالم انتبه!

ايها الظالم إنتبه،،! انت لربما خُدعت بمكانتك أو منصبك أو مالك أو اي شيء آخر، كما خُدع فرعون بقوته ومكانته وكانت نهايته كما تعلم أنت!!..ولا نتكلم هنا عن الآخرة فهي معروفة ماستأول إليه الأمور في هذا الجانب ولكن نتكلم في هذه الدنيا الدنية بالمقارنة مع الآخرة الأبدية وهي الحياة التي تسمى الحياة فعلاً..فإعتبر بإنك حتماً ستجد بعد قوتك ضعف وبعد غِناك فقر وبعد مكانتك تهميش!

ضع نفسك مكان هذا المظلوم وكيف يشعر بداخله تجاهك

وأنت على قيد الحياة أما في ذلك اليوم العظيم جدًا..سيقف الجميع بين يدي قاضي الدنيا والآخرة ومن لا يُظلم عنده أحد،فماذا ستبرر ما أقترفته تلك اليدين ؟؟هل ستقول له تبارك وتعالى انك قوي ؟ام انك صاحب مال؟ ام انك ذو مكانة عالية بين الناس؟اسأل نفسك هذا السؤال وعِش هذه اللحظات مع نفسك وقيم موقفك وماذا ستجهز لهذه الوقفة العظيمة جدًا؟!وكذلك ضع نفسك مكان هذا المظلوم كيف إحساسه وكيف يشعر بداخله تجاهك؟

همسة لروحك ايها المظلوم

اعلم وتيقن أن ملك الملوك وأن قاضي السماء ليس بغافل عن حقك ولا عن صغيرة ولا كبيرة ولا شاردة ولا واردة في هذا الكون الملياري إلا سيحصيها ولكن كما قال عز من قائل و إستشعر هذا القول الكريم بحضور قلبك في قوله في سورة إبراهيم الآية ٤٢  :( وَلا تَحسَبَنَّ اللَّـهَ غافِلًا عَمّا يَعمَلُ الظّالِمونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُم لِيَومٍ تَشخَصُ فيهِ الأَبصارُ * مُهطِعينَ مُقنِعي رُءوسِهِم لا يَرتَدُّ إِلَيهِم طَرفُهُم وَأَفئِدَتُهُم هَواءٌ)

وهذه الآية الكريمة من قاضي الكون تبارك وتعالى أعتقد انها كفيلة وكافية لتجعل قلبك  وفطرتك البشرية يطمأنان وليس بالضرورة ذلك أنك لست متيقن من عدل الله حشى له ذلك أن لايعدل ، ولكنك بشر لديك الجانب النفسي الذي يحتاج للطمأنينة فالله تعالى ليس بغافل ولكن يُمهل ولا يُهمل.

ومن الصور المطمئنة ايضا قوله تعالى في هذه الآية الكريمة في سورة الأنبياء الآية 47 ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ )همسُ لمظلوم،،:فعليك أخي المظلوم أن تقنع نفسك بإن من خلقك لن ينساك ولين يغفل عن أي شيء جرى لك في هذه الدينا وأن حقك سيصلك في هذه الدنيا أو في الآخرة لامحالة.

عاقبةُ الظلم

حقيقة لظالم،،: ايها الظالم إتق الله في نفسك أولا ثم في من ظلمت ،فإنه ليس بغافل من حرم على نفسه الظلم وجعله بين خلقه محرماً وهو رب كل شيء ومليكه فأحذر من هذا المأزق العظيم الذي ستقع فيه في هذه الدنيا أو في ذلك اليوم العظيم الذي تجتمع فيه الخلائق أمام الملك العظيم حينها لن ينفع المال ولا القوة ولا الندم.

بقلم: عبدالرحمن المشحن

 

أضف تعليقك هنا