وهم المثالية

المثالية أو وهم المثالية هي سمة شخصية تظهر في رغبة الفرد الشديدة والسعي الدائم للوصول إلى الكمال والخلو من الأخطاء والعيوب، فهي تدفعه إلى وضع خطة لتحقيق الأهداف غير واقعية لوصوله لمبتغاه، وهذا لأن باعتقاد هذا الشخص أنه سيلفت أنظار الجميع بمثالية فبعضها يكون متكلفاً بها ولا يوجد شخصاً مثالياً، فالكمال لله وحده سبحانه وتعالى ولا يشاركه أحداً بها، والكمال البشري لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، والمثالية هي كلمة نسبية تتغير من شخص لآخر وكيفية فهمه لها وطريقة تفكيره، فامتلاك شخصاً ما صفات معينة تعجب شخصاً آخر بالنسبة لهذا الآخر هو شخص مثالي ولا يوجد أحداً مثله.

الأسباب التي تجعل الإنسان يسعى إلى المثالية

أنهم يضعون في حياتهم أهداف كبيرة ويسعون لتحقيقها بحرفية ولكن عندما يتم تحقيقها وتكون النتيجة ليست مرضية لا يقبلوا بها، لأنهم يريدون أن يكونوا مثالين وهذا يسبب لهم اهتزاز ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم ومنها : نقد الذات إن لم تكن النتائج مثلما يحبون، ففي الوقت الذي يشعر به الشخص الطبيعي بالفخر تجاه إنجازته، نجد أن المثالي ينسى إنجازه ويركز على الأخطاء والثغرات .

الخوف من عدم تحقيق الأهداف وينظر لنفسه بأنه فاشل ، وأيضاً يرون النتائج النهائية ولا شئ غيرها ، ويخافوا من الفشل فهو أيضاً يركز ويهتم برأي الآخرين به ويريد أن يمدحوه على الدوام ويشعر بالقلق والرهبة إذا لم يحصل على المديح.

ما هو علاج هوس السعي إلى المثالية ؟

الإعتراف بوجود المشكلة لكي يتخلص الإنسان من مشكلة الهوس بالكمال وأن ينظر للمشكلة على أنها تصرف غير مرغوب يود تغييره وليست سمة شخصية.
ما الذي يغذي هذا الهوس بالكمال ؟
مثلاً : هل هو الشعور بالخوف من شئ معين ، أم الرغبة في المجد والتباهي، عندما يسأل نفسه هذه الأسئلة حينها يعرف السبب الحقيقي الذي يجعله مهووساً لهذا الحد.
الإنتباه لحديث النفس ويراقب ما يقول لنفسه كأن يقول لنفسه، إن كنت سأقوم بهذا الأمر سأقوم به بشكل صحيح وتاماً وإلا فلا، فبدلاً من هذه يقول لنفسه سأحاول القيام بالأمر بشكل صحيح قدر الإمكان.

أخيراً لا يوجد إنسان كامل ولا يخطئ فنحن بشر على كل منا أن يدرك ذلك، وأن يعترف به فلا تنشغل بما يريده الآخرون منك بل انشغل بما تريده لنفسك، حاول أن تربط رضاك الذاتي بالجهد الذي تبذله في أي أمر يهمك ولا تربط رضاك بالنتيجة، تفاءل واعمل للأفضل ف الإجتهاد والإمتياز مطلوب، أما المثالية فهي معيقة، اجتهد دائماً للإتقان أكثر من الإنتصار.

بقلم: غناء الموعد

أضف تعليقك هنا