سوق المقدسات والاسترزاق منها!

جاء الفقهاء بالقياس وهم من يقولون بالنهي عن القياس وكلما جئنا برأي في مسألة فقهية قالوا هذا استحسان أو هذا قياس وجل أرائهم الفقهية إما استحسان أو قياس.

استخدام القياس في الحكم الشرعي السليم

فحين قالوا على معنى الآية الكريمة : ﴿ أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فديةطعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون(184) سورة البقرة.

ما كان في الصيام وهو ما ينعكس على جسمك من صحة ومن التخلص من السموم لشهر فيالسنة ما يعادل 30 يوما فالمتطلب لتحقيق هذه المهمة 30 يوما تمتنع فيها عن الاكل والشرب والملذات فإن صادف قطعها لمرض أو لسفر فتقضي هذه المدة لتكمل الثلاثين.

هذه الآية المباركة التي فيها قضاء الأيام التي فطرت فيها لعذر عليك اتمام العدة إن فرغت من مقامك فما الداع لاسقاط هذا التكليف على بقية العبادات في القضاء فلم يأت عليها الله في بقية التكليفات ك الصلاة والحج فلماذا استحسن الفقية بل وقاس الصيام بالصلاة والحج فأفتى بالقضاء فيهما إن لم يؤديها أو أداها بطريقة أخرى غير التي قال بها الفقيه أو اشتبه بالحكم .

حكم قضاء الصلاة أو الصيام بالنيابة عن المكلف

كثيرة هي الاحكام التي يفتي الفقيه فيها للمكلف بالقضاء للصلاة أو للحج حتى أنه يسمح بشرائها لمن لا يستطيع أو توفى ولديه أيام أو شهور أو حتى سنوات لم يصلي بها أو لم يحج .

فهل يليق أن نعرض العبادات كعلاقة خاصة جدا بين العبد وخالقه كالصلاة والحج على قارعةالتجار والمتبضعين كي يصلوا أو يحجوا عنا ويكون هو المصلي وانا المثاب عن صلاته.

الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر فماذا تنهى عن ميت دفن وهي انعكاس اخلاقي علاقاتي مع بقية الناس أو اجتماع مع الناس في الحج فماذا يعود قضاء آخر على تقوى المتوفي أو ذاك الذيكان يغتسل بطريقة لا تروق للفقيه فأمر بقضاء صلاته لسنوات ، أو شراء صيام عنه والصيامانعكاسه على نفس وجسم المكلف فمن مات ماذا ينعكس عليه من صيام أخر عنه كقضاء !!!!

﴿ واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون(123)  سورة البقرة.

العبادات الادائية كالصلاة والصيام والحج والتي هي علاقات خاصة بين الفرد وربه لا يقضيها عنه أحد اطلاقا كما أنها إن فاتت على فرد في حياته لا قضاء فيها وما حكم القضاء إلا قياس قاسه الفقيه من قضاء الصيام وعسر على المكلف دون يسر والله يريد بكم اليسر .

فلا عبادة لفرد نيابة عن آخر اطلاقا  ﴿ كل نفس بما كسبت رهينة(38) سورة المدثر.

فيديو مقال سوق المقدسات والاسترزاق منها!

أضف تعليقك هنا

علي البحراني

علي البحراني