رسالة من أحد الشيوخ الى أحد الأساتذة
ان الحمد لله نحمده و نستعينه ونتوكل عليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وان محمد عبده ورسوله اما بعد ….
نعلم جيدا أن في هذه الأيام قد تفشت ظهارة التبرج بصفة كثيرة لدى كثير من الفتيات والمعلمات في هاته السنوات وهذا من ينبغي الوقوف عليه وعدم التساهل منه …
ومن واجبي كانسان اتاه الله من علمه ان لا أكتم ما علمه الله لي والا الجمني الله لجاما من نار كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم …وفي هذا المقال الوجيز ان شاء الله سأنبه فيه على ضرورة التمسك بالدين الإسلامي وخاصة في اللباس بالنسبة للفتيات وخطورة التقليد الاعمى للغرب والوعيد الشديد لمن كان ضمن ما سيذكر ان شاء الله.
أولا
-منزلة السنة والتمسك بها: قال تعالى:( واعتصموا بحبل الله جميعا ولات تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم )1وقال أيضا(يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول اذ دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه_) وقال أيضا 2(وما كان لمومن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلال مبينا 3) فالانسان المؤمن حياته راهنة على اتباع هذا الدين وذا اختار غيره ورأى انه لا يتوافق مع عصر التطور والموضة ضاع ….
ولقي من الهم و الاسى ما سيلقى ولك ان تعرفي أحوال الأمم السابقة لما عصوا امر رسولهم….. كذلك ان هذا الدين هو منهج حياة أو موت كما جاء في الآية (لما يحييكم ) و اذا اتجه عن غيره مات كما قال رسوله الله (مَثَلُ الذي يَذْكُرُ رَبَّهُ والذي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الحَيِّ والمَيِّتِ4 وهنا الموت يعني بالموت العقل وليس موت الجسد لان موت الجسد اكبر من ذالك وسيذكر ان شاء الله … أيضا لا يحل لك يا اختي ان تختاري ما يناسبك وما تشتهينه من لبس وعطور وزينة
لان الشرع لم يخيرك بل أراد منك ان تتبعي ولا تعارضي والوعد الشديد لمن خالفه كما جاء في الآية 3 ….
وكما قال تعالى (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ 5 ) وهنا نص صريح على وجوب طاعة الله ورسوله في أي حال وعدم العزلة عنه وهاته الايات ما يتدبر بها الا اولوا الالباب …..
ثانيا
-منزلة المرأة المسلمة في الإسلام : قال تعالى (فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمً6) (الْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)7 (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا8) 8 فالمراة المسلمة لها مكانة عالية عند الله بما وصفها بالمحسنات والمومنات الحافظات و الذاكرات والقانتات كلها أسماء على عظمتهن اذا تمسكن بما انزل الله ورسوله ولم يخيرن فيما انزل الله بل صدقن واتبعن دون معارضة منهن …
ثالثا
مسالة الحجاب قال ربنا الكريم (يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ) 10 (وقال ايضا {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا) 11 وقال ايضا (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) 12.
ففي الآية الأولى التصريح بوجوب ستر الزينة كلها، وعدم إظهار شيء منهن امام الأجانب من غير أهلها إلا ما ظهر بغير قصد منهن ولكن ان تعرفن من سيرة الصحابيات في عهد رسول الله كما ورد عن البخاري كنَّ نساءُ المؤمنات يَشْهَدْنَ مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر متلفعات بمروطهن، ثم ينقلبن إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة لا يُعرفن من الغلس)…
من شروط الحجاب
1- استيعاب جميع البدن بحيث لا تكاد ترى الفرق بين الاعلى والاسفل كما قال تعالى (يدنين عليهن من جلالبهن)
وعلى عكس ما يرتدينه الان ووصفه بالحجاب وما هو من الحجاب لأنه مزين بزينة تدعي الشهوة ومصمم على اظهار الصدر والعورة
2-ان يكون فضفاضا لا يشف كما قال صلى الله عليه وسلم (سيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت،)
وفي هذا العصر يظهر هذا اللباس جليا واضحا ونوع ربطة الشعر التي توضع فوق الرأس وفي قصة رسول الله لما اعطى لأسامة ابن زيد القبطية الكثيفة فكساها امرأته ولما سأله رسوله الله عن تلك القبطية أخبره ان كساها لزوجته فأمره صلى الله عليه وسلم أن تجعل تحتها غلالة حتى لا يرى حجم عظامها وهذا شاهد على عدم اظهار أي شيء من البدن
3-ان لا يكون مبخرا ومطيبا ك: لقوله عليه السلام أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية”
4-ألا يشبه لباس الرجل: كلبس السراويل وقد “لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-الرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل”. وقوله صلى الله عليه وسلم ليس منا من تشبه بالرجال من النساء ولا من تشبه بالنساء من الرجال”. وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم المترجلان من النساء أي المتحلقات حلاقة الرجال ولباس الرجال وكل شيء فيه تشبه للرجال وقال اخرجوهم من بيوتكم
5-أن لا يشبه لباس الكافرات: وكما قال ربنا (وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} ، فعند التقلد بلباسهم وكأنك تؤيدينهم على لباسهم الكافر وكما قال صلى الله عليه وسلم (من تشبه بقوم فهو منهم”) وقوله (المرء مع من احب ) فاذا أحببتي الكافرات بزينتهن ولباسهن فانك تستحقين ان تكوني منهم أي كااافرة
6-أن لايكون ثوب شهرة: قال صلى الله عليه وسلم “من لبس ثوب شهرة في الدنيا، ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة، ثم ألهب فيه نارًا” وعكس ما نعايشه الان ما يسمى بالموضة والعصرية ….
وأقول بعد هاته الأدلة الدامغة على وجوب لبس المراءة ما يعقفها انه ما لم تكن آيات الله وكلام رسوله السبيل الوحيد الى التوبة من هذه المعصية والفاحشة الكبيرة فلن يكون بعدهما مرجع ….
ملحوظة هامة جدا
كل الأيات والأحاديث النبوية صحيحة وموثوقة من صحيح البخاري و مسلم وغيرهما من الاعلام الثقات
من وجد أي نقص او عيب الرجاء ان يطلعني على العيب فورا والا تبرات منه يوم القيامة
اعتمدت في هذا المقال على كتاب جلباب المرأة المسلمة للشيخ ناصر الدين الالباني
الرجاء لمن قرأ هذا المقال ان يساهم في الطبع والنشر حتى تعم المنفعة فالدال على الخير كفاعله
لمزيد من التعمق في هاته المسألة الرجوع الى كتاب جلباب المرأة المسلمة
هذا المقال ما هو الا توفيق من الله عز وجل لي وما كان من خطا فهو مني وما كان من صواب فمن الله
لمزيد من الأسئلة او تقديم شكوى على الجميل [email protected]
وسبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا إله الا انت نستغرك ونتوب اليك