إعادة رص العقول

خلال العقد المنصرم تعرض العقل العربي للكثير من الضغوط والأحداث تماما كما تعرضت البلدان والدول ، كل هذه الأحداث جلعت الكثير مشتتين ومتفرقين بين انفتاح بلا ضوابط أو انغلاق بلا رحمة ولذلك  نحن فعلا بحاجة ملحة لإعادة رص العقول.

الدمار الهائل الذي تعرض له عقل المثقف العربي بعد أحداث ما يسمى بالربيع العربي جعلنا في حالة تهريب وتسرب وتسيب في الحديث والتفكير والتحليل ومحاولة إيجاد الحلول للمشاكل والأحداث التي تواجهنا.

طريقة التفكير السلبية والتغيير السلبي في العقل العربي المثقف

حيث يصر المثقف على رأيه الأعوج دون أن يرى إلا الاستقامة ويصر المتدين على أنها إرادة إلهية قدرية نهايتها حتما في سورة الانشراح دون الرجوع لكل آيات العمل والإعداد، ويصر آخرون تعرضوا للتعذيب النفسي من قبل المتدينين على أن الله غير ما يشرحه لهم أصحاب الحديث والفقه وأن الأحداث تحتاج لعلمنة الفكر والأرض والواقع ويخرج بعضهم عن الطريق لينكر كل شيء من الله وحتى نفسه وأن ما يجري مجرد نظرية إنسان كان قردا في يوم من الأيام وهو الآن يحاول أن يعود لطبيعته أو يمارس شيئا من أصوليته الضاربة عبر التاريخ.

بصراحة لقد تعرضنا جميعا لنزيف حاد في العقول وخرج كثيرون عن السيطرة على أنفسهم ، المتحزبون ازدادوا أصولية والبسطاء عمَّموا احقادهم على كل من فيه حياة، بينما المثقفون تشيَّع كل فريق لقوى يعتقد أنها صاحبة الحق وأصبحنا شيعا وأحاديث.

ما نحتاجه بالوقت الحالي بعد الهجمات التي تعرض له العقل العربي

  • نحتاج فعلاً لإعادة ترتيب منظمه للعقول تماما مثل تلك الهجمات المنظمة التي قتلت فينا روح التفكير الهادئ والمتزن.
  • نحتاج لقراءات حقيقية مكثفة عن الأحداث وذلك من عدة نواحي ووجهات ولا نتقوقع داخل دوائر مغلقة.
  • لماذا فقدنا الثقة في كل شيء وسيطرت علينا قاعدة الفوضى حتى في التفكير رغم أن العالم كله بات أكثر شفافية ..؟
  • لماذا استسلمنا لكل الهجمات التي نعرف جيدا انها موجهة لتفكيك عقولنا قبل ثرواتنا وارضنا ومددنا رقابنا بسهولة لكل شفراتهم دون مجرد المقاومة ؟

نعترف أن الكثير كان فاقد الثقة بنفسه وبمجتمعه وبسياسييه وبدعاته ولكننا يجب أن نرفض دعوات العودة الى مجاهيل التاريخ والتقاتل على عظامهم ، يجب أن نتوقف عن الحديث عن الماضي الا من باب الاستذكار وأخذ الدروس أما أن نجعل منهم مواد مشعَّة فإننا سنكون أول من يحترق .

المشردون نفسيا إلى ما خلف التاريخ الذين يلهثون بحثا عن الموتى من الزعماء والمؤثرين وذكرهم بكرة وأصيلا إلى حد الاعتقاد أننا يجب أن نطلب يد الله لتحييهم كوننا بشر غير صالحون إلا بهم وحدهم يجب أن يعيدوا عقولهم الى القرن الجديد بعيداً عن خلافات داحس أو البسوس أو الأفكار التي تمنعهم من الشعور بأننا في القرن الواحد والعشرون .

المنهكون من الأوضاع والمتذمرون من الواقع والذين هربوا بأنفسهم الى غرف مغلقة وأقفلوا على أنفسهم وباشروا بجلد ذواتهم يجب أن يستيقظوا وينفضوا عن أنفسهم التشاؤم المفرط وثقافة البكاء الأبدي على الأطلال.

الفرص التي تعيد لنا ترتيب أذهاننا ورص العقول

لدينا فرص كثيرة سوف تساعدنا على إعادة رص العقول والتفكير بمنطق وجدية بعيداً عن التنكيت على كل شاردة وواردة، من هذه الفرص والوسائل هي المكتبات والقراءة اليومية ولو القليل وبعدها سنجد عقولنا تستيقظ بشكل تلقائي وتعود إلى مواقعها، وسنكون أكثر جدية في البحث عن الحلول وأكثر جدية في الحديث والتحليل وحتى في النقد والانتقاد وسنعرف أننا خرجنا فعلاً من آثار قنابل انشطارية تشظت عقولنا على إثرها إلى درجات مخيفة.

فيديو مقال إعادة رص العقول

 

أضف تعليقك هنا