اللغة العربية بين التعلم الرسمي والتوجه الاقتصادي

إن الحديث عن اللغة العربية في الأوساط المجتمعية العامة يتخذ منحى سلبيا في عصرنا الراهن، و هذه النظرة السلبية لها ما يبررها من ابتعاد لغتنا العربية عن موازين القوى الاقتصادية الحياتية و هذا يرتبط بالتبعية الاقتصادية للغرب المتحكم فيها، و بلغته التي تتم من خلالها التعاملات الاقتصادية، فببساطة أي طالب عليه أن يتمكن من اللغة الانجليزية أو الفرنسية حتى تتاح له فرص أكثر و أكبر للوصول إلى مراكز العمل القوية، و المذرة لربح مادي و معنوي أكبر.

إذ لا تكاد تجد أحدا ( جهة شركة) يشترط التمكن من اللغة العربية حتى يلج إلى عمل ما أو ما شابه، إلا إذا كان من تخصص بها كالتعليم و الترجمة و يأخذ نسبة ضعيفة. هذا واقع لا مفر منه و لا ينكره أحد في مراحل التعلم المتقدمة( الباكلوريا فما فوق) بله في الأواسط العلمية الأرقى إذ نجد الكثير من المؤلفين باللغة العربية يستشهدون كثيرا في كتاباتهم بلغة غير العربية.

بعض خصائص اللغة العربية

و لكن مما لا شك فيه أن لا يخفى على أحد ما تكتسيه لغتنا العربية من أهمية بالغة في ذاتها، فهي لغة متينة و غنية أكثر من غيرها، و لا يختلف الدارسون و الباحثون في اللغات ما يطبع اللغة العربية من أهمية و تميز في خصائصها و قوتها، و يمكن جمع بعض هذه الخصائص فيما يلي:

  • أكبر لغة من حيث عدد المفردات.
  • أكثر اللغات تداولا و تحدثا بين الدول.
  • أقدم لغة لم تتغير معانيها مع تغير الزمان و المكان.
  • من اللغات الحية التي تعترف بها جمعية الأمم المتحدة.
  • أنها لغة روحية ترتبط بكتاب سماوي مقدس نزل من السماء.

اللغة العربية عند الطلبة المغربيين

نحن في المغرب و لعله في أكثر الدول العربية إذا ما ربطنا اللغة العربية بالنجاح الأكاديمي للطلاب نجد أن أكثر الطلاب و الأسر لا تولي اهتماما بمادة اللغة العربية، ناسين أهميتها في مرحلة الثانوي التأهيلي خصوصا بالنسبة لطلبة السنة الأولى باكالوريا للشعب العلمية و التقنية (المغرب)، حيث يحتاجون للتمكن من مادة اللغة العربية لاجتياز الامتحان الجهوي في ثلاث مواد باللغة العربية، و هي اللغة العربية و الاجتماعيات و التربية الإسلامية.

فيتفاجأون في وقت ضيق للاستدراك، و يضطر الكثير منهم للبحث عن أساتذة مختصين من أجل الدعم الخاص، وة قليل من يجد الأنسب و بأثمنة باهضة للغاية، عموما تبقى اللغة العربية مكونا أساسيا و لها أهميتها و قيمتها في الحياة بشكل عام أو خاص، و سواء أ ارتبطت بتحقيق النجاح للطلبة أم لا ؟

بقلم: عمر الشركي عبودة

أضف تعليقك هنا