تغير الزمان مع ثبات الأصل في الأعمال والتصرف

لايمكن بأي حال من الأحوال أن ننسى ماضينا بكل مافيه من أحزان وأفراح نسجله في ذاكرتنا ثم نرحل مع الأيام الحقائق ثابتة والأحداث متغيرة سنة الله في خلقه فلو ثبتت لأحد لم تصل إلى غيرنا هذا الأمر قادني إلى الربط في كل ما يحدث حولنا وهل نحن مجتمع وعصر مختلف عن سابقينا مع تغير الزمان هذا الاستفسار قادني للزمن البعيد والتفكر في أحداثه قادني إلى جيل ما قبل الرسالة المحمدية وجيل وحضارات انقرضت وشواهدها باقيه امامنا ومنها عصر الفراعنة والحضارة الأشورية ثم اليمن وحضارته وبلقيس وعرشها الذي انتهى بدعوة ملك والتقدم العلمي في عصرهم وهيمنة العقل مع تغير الزمان .

ثم رحلت الى الحضاره القريبة وعصر ملوك الأندلس وشواهدهم الباقية من القصور والمياه الجارية إلى أن تصلهم وهم مستقرين كيف استقروا ثم رحلوا قادني تفكيري كيف تتحول احوال الناس وهل الوفاء عادة أم أنها موروثة وهل تفكك المجتمعات والأسر علامة عصر وحضارة لابد أن نقبلها في ظل الدعوة من بعض الكتاب باهمل القبيله وأنها علامة تخلف خصوصاً ان هذي القبائل تحمل صفات وقيود قد تكون حميدة في رأي البعض وقد تكون مكروهة عند الأخر كل هذه التساؤلات جعلتني اذكر حادثتان وقعت في زمنان مختلفان سوف اذكرها ونستنتج منها حدث.

حوادث حصلت في أزمنة مختلفة يستخلص منها عبر وحكم مع تغير الزمان

الحادثة الأولى

رجل عاش في الجزيره العربيه وسط قبيلته واهله شب هذا الطفل على اصول وقيود ورثها من اباه الذي توفاه الله وهو صغير السن الرجل ولده شيخ عرف عنه الكرم والشهامه وايغاثة الملهوف عاش الرجل مع مجتمعه يقودهم ويشاورهم ويدفع كل مقدراته في خدمتهم طول هذي السنين وهو يراهم بعين الرحمه والمحبه والتفاني ولكن دوام الحال من المحال والايام كما يقال هي من تختبر البشر بخيرها وشرها مما واجه هذا الوجيه ان ساق الله عليه حادثة دهر وفاجعة مرض تشابه ما حل بالعالم من احداث كرونا في عصرنا الحاضر.

في هذه الحادثه ماتت مقدراتهم وسبب رزقهم من الماشيه واصبحوا في حالة من العوز لايدرك احد وضعه ولا يختلف عن وضع اي احد الرجل اصبح في وضع لا يحسد عليه كل من حوله فارقوه ونسوه تركوه وحده مع اسرته يقلب احزانه وسلطانه المفقود وفي احد الليالي اتاه ابن اخته واستاذنه للسفر لعلمه بصديق قديم له يقع في مكان اخر قرر ان ينصاه ويخبره بما حل بصديقه وان كل من حوله جحدوه وفروا منه غير معتبرين لكل ما قدم لهم من كرم ورعايه خلال الاعوام السابقه بعد علم صديقه بما حدث اقتسم حلاله ترك النصف والنصف الاخر اخذه ورافق ابن اخته الى ديرة خاله.

وعند الفجر في صباح يوم من الايام استيقض الرجل على قدوم الحلال والرفاق وكل ما كان ينقصه على ظهور الجمال استيقظ على صوت ابن اخته الذي لم يكن يتوقع منه الكثير يوم من الايام سمعه يناديه ياخال ابشر بفك الفرج وعندما خرج عليهم عرف صديقه ورحب فيه هو ومن معه عندها بادره الرجل قائل انت اخوي وصديقي ولا صديق الا وقت الضيق هذا الحلال حلالك ودعته عندي يوم من الايام في صيغة شهامه وكرامه واليوم انا ارده لك وانت عارف ان ارضكم مجدبه وانت الان صاحب القرار ان اردت ترافقني بحلالك واهلك الى ديرتي فانت صاحب المعروف وان رغبت البقاء فانت صاحب القرار عندها قرر الرجل رفقة صديقه وترك خلفه حقبه من الزمن اضاعها مع جماعته اللي تنكروا له من احداث كارثه كانت واقعه على الجميع.

الحادثة الثانية

وقعت في زمننا الذي نعيشه الان ففي احد المدن يعيش جاران الاول موظف وصاحب مركز اجتماعي كبير الناس تكرمه وتقدره والاخر رجل اسره ميسور الحال مجلسه عامر طبع وصفته وارثها من ابوه وابوه وارثها عن جده ومن له لون صعب تصبغه بغير عادته الرجل كريم يخدم من يعرف وكل من دخل مجلسه بيته عامر ومع تغير الاحوال وكوارث الزمن فقد جزء كبير من ثروته واصبحت نفقاته اكثر من دخله والناس ما لهم إلا الظاهر بدوا من في مجلسه يتململون ويتكلمون فلان بخل وفلان تغير طبعه المهم نصفهم غادر مجلسه وسفرته والناس مالها إلا الظاهر اما ما خفي بيد الله.

قرر يوم من الأيام أن ينصى جاره بحكم انه ثري ويقدر يسلفه الى ان تتدبر اموره المهم قصد جاره وكلمه وقال يا فلان ابي مبلغ بسيط حتى اسد اموري ولا تتغير نظرة من حولي لي حتى اتصرف في بعض اموالي هناك لي حلال محجوز لدى البنوك وانا قاعد اسوي وضعي واتخارج معهم بعد كارثة الاسهم جاره ضحك وسكت ولا اكتفى قال انا نصحتك من هالبشر اللي تصرف عليهم ولا منهم فايده بينه ابو فلان انا اعتذر منك خرج الرجال من مجلسه محزون وقصد مجلسه العامر بالكرامه والعلوم الطيبه.

وهو جالس دخل عليه احد المرتادين لمكانه وقال له( يا عم انا موضف وعلى قد حالي وانا عرفت ممن حولك بانك تمر في وضع ما نقدر نقول صعب لكن متغير انا معي شيك بمبلغ من فلوس موضوعه في البنك وانا قلت اودعها عندك افضل من البنك حتى ربك يفرجه انا اتكلم معك وانا محرج لان الواقع يقول اليد العليا تبقى عليا وصعب نشوفك متضايق ولا نسوي شي) ضحك وارتاح قال تقهو وتعش وانا ابشرك اموري زينه وما حل بي حل بغيري قام من المجلس وهو مهموم لكن فرج والله عظيم .

في نفس الوقت جاته سومه على ارض له خارج مدينته رغبت احدى المصانع الاستفاده منها ساوم وراهن ثم باعها بمبلغ محترم فرج من الله الكريم وكان اول قرار يتخذه بيع بيته والانتقال الى طرف المدينه والابتعاد عن جاره اللي ما قدر حاجته اما جاره فاحيل الى التقاعد وكان كل من حوله اصدقاء مصالح قافلين عليهم حلقتهم جاره اصبح بدون اي احد اصدقاء المصلحه ذهبوا مع زوال المصلحه سبحانك ما اعدلك الرجل لو فرضاً اراد بناء اصدقاء جدد يحتاج زمن والاخ وقته استثمره مع من لا يستحقه اصدقاء المصلحه ذهبوا مع المصلحه سنة الحياه في ادارة الكون.

ماذا نستنتج مما سبق؟

مماسبق نستنتج اشياء كثيره اولها بان الحياه قصيره جداً كما ندرك بان تكون وظهور البشريه غير معروف كما نستنتج امر مهم بان المجتمعات والعادات متغيره على مدى القرون لكن الثابت فيها كلها هو عمل الخير والاخلاص في النيه والعمل واكرام الناس لوجه الله اذا استطعت حتى لو تغير الزمان كما ندرك بان ليس من طبع الحياه الدوام لذالك علينا ان نتوقع اي شي الخير وغيره واذا صادفتنا حادثه فلا نتوقف عندها فالحياه مستمره ومن زرع الخير لابد ان يلقاه لذالك قيل قديماً ازرع الخير وانساه لان زرعة الخير شجره مباركه لابد ان يطولك خيرها ولو بعد حين.

فيديو مقال تغير الزمان مع ثبات الأصل في الأعمال والتصرف

أضف تعليقك هنا