بقلم: آمنة السنافي
هل تذكر في أيام الدراسة عندما كنت ترى ذاك الطالب الذي ما إن يرفع يده ليقرر المشاركة.. إلا أن اجابته خاطئة كما هي العادة.. والعجيب بأن تكون درجة اختباره كاملة! لكن كيف يمكن لهذا التناقض أن يحدث؟
كيف يدرس الطالب في البيت؟
لنرى كيف يدرس في منزله قبل الاختبار، نجده عاكفاً على الكتاب لساعات طويلة لدرجة تحفظ عيناه التي تشبه الماسح الضوئي كل ما يقع نظرها على السطور، والطامة الكبرى هي الحفظ دون أن يكترث بهدف الكتاب حتى!
حسنا ننتقل إلى يوم الاختبار نراه تحرك قلمه الأشبه بالطابعة لتطبع كل ما حفظه بالحرف، وعندما نراقبه وهو يهم بالخروج من القاعة، نلاحظ بأن نظرته الخاوية التي تدل بأن عقله فارغ كأنه مسح كل المعلومات بضغطة زر. ما رأيك يا عزيزي القارئ؟ هل تعتقد بأن لديه الثقافة والمعلومات الكافية عن هذه الحياة؟
على من يعود اللوم هل على الطالب أم المعلم؟
في الواقع لا نستطيع أن نلومه على دراسته؛ لأن قد يرجع السبب إلى إيصال المعلومات بطريقة خاطئة أثناء المحاضرة والتي جعلته مجبراً على الحفظ بلا فهم. السؤال الذي يطرح نفسه هو..هل الخطأ هنا من قبل المعلمين أم الطلبة أنفسهم؟
لأكون صريحة معك في الإجابة بأن الخطأ يكون من قبل الطرفين، بحيث على كل شخص سواء كان معلماً أو طالباً أن يستمر بالقراءة ليوسع مداركه؛ لأن العلم بنسبة للطلاب أكبر من حفظه في عقلهم خلال فترة قصيرة، لذلك من الضروري الاستمرار في القراءة حتى لو كانت نصف ساعة في اليوم على الأقل، والأجمل عندما تكون واحداً من محبي العلم الذين يبحثون عما وراء جهلهم، بالطبع يمكنك البدء بالكتب التي تكون أيسرها فهماً سواء كانت كتب علمية، مقالات، مواقع تثقيفية، وحتى الروايات بشتى أنواعها يمكن أن تستفيد منها بشكل غير مباشر.
وفي أحيان أخرى قد تراودك تساؤلات تقفز فوق رأسك لتثير فضولك لمعرفة الإجابة، لكن تضطرب أثناء البحث لوجود تناقض شاسع بين المعلومات مما يجعلك تحتاج أن تسأل ذوي الاختصاص، لكن انتبه ممن يتباهون بثقافتهم بحيث يُسعّر معلوماته كأنها بضاعة يشتريها كل من يسأله، وثق فقط بمن تواضع أثناء حديثه معك ليجيب على اسئلتك بلا مقابل مادي.
يجب على الطالب أن يُكثر من القراءة والاطّلاع
تخيل معي عندما تقرأ باستمرار لتصبح مثقفاً فيما بعد، هل تعتقد بأنك تصبح حكيماً؟ أود أن اقتبس الإجابة من مقولة ارسطو الخالدة: “الحكمة الحقيقية الوحيدة هي معرفة بأنك لا تعرف شيئاً”. بصراحة أنا اتفق معه لأنني أرى مهما تعمقت في دراسة أي تخصص كان أو حتى معلومات عامة سنجد بأن ما نعرفه بضع قطرات في بحر العلم الواسع.
ومن سابع المستحيلات أن يصل شخص مثقف ما إلى العلم الكامل، والكمال هو لله وحده سبحانه، لذلك لا ضير لرسخ بضع قطرات علمية في عقلك عن طريق التأمل والتفكر أثناء قراءة كتاب يقع بين يديك مهما كان نوعه، والأهم هو استمتاعك أثناء القراءة، ويمكن أن تلخص ما قرأته كي يثبت في ذهنك كل ما يخط قلمك.
بقلم: آمنة السنافي