أحلام اليقظة المفزعة #لهجة_مصرية

عندما كانت زوجتى تقوم بإعداد الطعام ، بعد يوم شاق فى العمل، جلست ارتاح قليلا، وامسكت هاتفى الخاص بى كعاده كل يوم بعد العوده الى المنزل، أاتصفح المواقع الاخباريه واقرأ أخر الاخبار والملفات الساخنه بين ابطال المهرجانات الشعبيه وخناقات السوشيال ميديا بين الفنانين ، وما يحدث من مستجدات فى القضايا الكبرى الخاصه بكوكبنا العملاق الذي اوشك على الانهيار جراء نيزك قادم الينا _ ” قولوا يا رب ” _ وجراء الانبعاثات اللفظيه المقيته التى تخرج من السنتنا ومجتمعنا وتسكن الفضاء الفسيح _”الحمد لله انه فضاء فسيح “_.

بداية أحلام اليقظة التي تراودني

وما بين تلك اللحظه وانا غارق فى القراءه _” الحمد لله ان القراءه ليس لها اثر فى الملابس _” وجدت ذهنى شاردا لم اعتاد الشرود فى شيئا آخر وانا اجلس هكذا ، وما هى الا لحظات قليله وإذا بقلبى ينتفض وجسدى يرتعد وقدماى لا تقويان على الحركه ، وشعرت اننى مقيد بالحديد ، هل اصبت بالانفلونزا الموسميه ربما لكن شعور هكذا لم اعتاد عليه مطلقا ، وبدأت ارى ان كل شئ من حولى يختفى اقلامى التى على المنضده ، والمزهريه التى اقسمت زوجتى ان تشتريها لان ابنه خالتها لديها قطعه مثلها ، بدأ كل شئ حولى يتلاشى ، واصبحت وحيدا.

ثم شعرت ان هناك شخص ما بجانبى ، يطوق حواسى لم اراه ولكننى كنت اشعر به وبأنفاسه الحاره ، وكآن هناك احدا اراد ان ينتقم ، فلهيب انفاسه لا تبشر بقدوم الخير مطلقا ، فربت على قلبى وعدلت من موضع جلوسى رغم الصعوبه والرهبه والفزع الذى كنت اشعر به.

لحظات قليله مرت حتى سمعت صوت ينادى بآسمى ، يا الله
انه صوتى انا حين اكون حزينا بالطبع ، لا انه صوت اكثر رعبا وقوه
لم استطع ان اتلفظ بكلمه ، اصبح لسانى ابكم ، لا استطيع الحركه او التحدث
و ظل هذا الصوت ينادى بآسمى حتى انتبهت اليه بكل هدوء وثقه _” كنت عامل فيها عنتر وانا اصلا ميت من الرعب _”

أحلام اليقظة وحوار مع النفس

ثم قال لى يا هذا _” اللى هو انا يعنى _”
ماذا لو علمت زوجتك فى يوم من الايام انك تتحدث الى فتاه اخرى وتقوم بمراسلاتها هاتفيا وتستمع الى احاديثها العذبه وتقوم بملاطفتها _” يا عم هو مين هيقولها بس _”

هل يا ترى ماذا سيحدث إذا ؟
وهل تستطيع انكار ذلك ؟
وما ذنب زوجتك التى تقوم بخدمتك وترعى ابنائك وتحافظ على كيان هذا المنزل _” محاضره علميه فعلا _”
ما الذنب الذى اقترفته زوجتك لتقوم بهذا الفعل الشنيع _” شنيع ايه بس يا عم _”

لم استطع النطق بتاتا ، واصبح جسدى هشا للغايه ، فكلماته نزلت على قلبى كالصاعقه

ثم همس الى مره اخرى وتحدث الى بنبره مليئه بالخوف والعتاب
كيف سيكون مصير تلك الاسره وهذا المنزل المفعم بالحياه والحب والطمآنينه
هل بآستطاعتك مواجهه الاعاصير التى ستهب فى كل ارجاء المنزل ؟
هل بآمكانك اخماد هذا البركان حين يثور ويلتهم الاخضر واليابس ؟
هل تستطيع الاعتراف بكل شئ ام انك جبان _” اعتراف ايه بس ايوه انا جبان _”

ثم قال بصوت راقى يحمل معانى ساميه _” ساميه جمال يعنى ولا ايه _”
هذا الصوت الذى تسمعه هو صوت الحق والرحمه والعدل والحكمه
ذلك الصوت الخافت هو صوت الضمير الذى ما زال حيا بداخل اعماق قلبك

ثم انقطع هذا الصوت فجآه وانتهى الضجيج الذى اوشك ان يثقب أذنى
وانفاسه التى كادت ان تخنقنى ، انتهى حمدا لله ، رحماك يا رب ، كدت أن اجن
يا الله على تلك اللحظات العصيبه

صحوتي من أحلام اليقظة ومن النقاش مع نفسي

وعندما بدآت بالنهوض واسترجاع كل ما تلاشى حولى ، وجدت نفسى فى منتصف دائره تحيط بها النيران من كل اتجاه ، حاولت الخروج بشتى الطرق ، ولكل لا محاله ، حدثت نفسى هل ستكون هذه نهايتى ، يا لها من نهايه حزينه لشخص مثلى ،

رددت بعض الآيات الكريمه ، واستعذت بالله من الشيطان الرجيم ،
حتى انطفآت النيران المشتعله ، وعاد كل شئ مكانه

وآتى صوت من بعيد ينادى ، انه صوت زوجتى ( الاكل جاهز يا خالد )
شكرا يا رب لقد اطمآن قلبى ، يا له من كابوسا مزعجا ، لقد كنت فزعا
هرولت الى زوجتى وانا احاول استيعاب ما حدث فى تلك الدقائق الماضيه
واحاول التقاط انفاسى بهدوء حتى لا تلاحظ زوجتى شيئا

تقدمت خطوه الى جوارها فى مطبخنا الفسيح الذى يشبه الحاويه المتنقله
ونظرت لها بآبتسامه عريضه تحمل فى طياتها معانى الحب والموده والامتنان

ثم قولت لها
: ما اجمل هذا الطعام
فقالت لى بصوت حنون
: بالهنا والشفا يا حبيبى ، من اسبوع وانا بحاول اجهز كل حاجه للاكله دى علشان تتطلع مظبوطه انا عارفه انت بتحب الاكله دى قد ايه
شعرت بالخجل من نفسى ، اسبوع بالكامل ، …….احدث نفسى هنا……… سبعه ايام لتصنع وجبه واحده ، _” على اساس انها صنعت قنبله نوويه _”
يا لها من افكار سلبيه تتدور فى رآسى_” احمد ربنا يا عم _”

النفس الأمارة بالسوء

جلست على المائده اتناول الطعام الشهى الذى تم تجهيزه على مدار اسبوع بالكامل
واحاول ان انسى ما حدث خلال ما حدث قبل ساعه
ثم قمت بعد ان اكلت الطعام اللذيذ الذى اعاد الحياه الى معدتى الفارغه
وقبلت جبين زوجتى اعترافا منى بحبها وشكرها على ما قدمته

بعد دقائق دخلت الى غرفتى الخاصه ، وجلست على الأريكة لارتاح قليلا جراء ما عانى عقلى من الافكار التى مضت ، وبجانبى كوب من الشاى اعددته لى زوجتى ، فهيا تعلم مقدار كوب الشاي بعد الطعام بالنسبه لى ، واشعلت سيجاره بيضاء ، وامسكت هاتفى الخاص ، وفتحت الواتس اب

وكتبت رساله مفادها !! مرحبا نرمين عامله ايه وحشتينى الساعتين دول هكلمك بالليل لما مراتى تنام.

فيديو مقال أحلام اليقظة المفزعة #لهجة_مصرية

أضف تعليقك هنا