التأسيس لهوية أنثوية خارج الباراديغم الذكوري عند سيمون دي بوفوار/سلمى بالحاج مبروك

بداية ناقشت الكاتبة ذكورية الفلسفة وكيف أسست سيمون ما أسمته “انجيل ” نضالي من خلال كتابها الجنس الآخر , حيث استطاعت تطويع الجزء في الكل ومن هنا نرى أن الأنوثة ليست حالة فردية .كما تطرقت الكاتبه إلى الهوية الأنثوية التي رسمها الرجل حسب قوانينه وقياسه  في حين رفضت سيمون أن يكون بناء هذه الهوية حسب تصورات الرجل  ليضعها في قالب بحيث لا تؤثر على سيطرته ومكانته وجعل من المرأه ناقصة بحكم طبيعتها البيولوجية.

الكاتبة سيمون ودفاعها عن المرأة

كما طرحت سيمون الكتابه بصيغة الانا  لتحويل النظرة الى المرأة من الاخر الى الانا  موضوعا لذاتها  واوضحت ان ما يكتبه الرجل عن هوية المراه يثير الشبهات  وحقيقة هذا هو الواقع  فكيف ينصف الغاصب مغتصبه !! كما انه لن يكتب الحال الا صاحب الحال …وفي طرحها لسؤال هل المرأة انسان مثل الاخرين ؟تقول سيمون ان الحضارة كتبها رجال  فالإنسانية بعرفهم هي مذكر والنساء هن الآخر جريمة بحق الانسانية قبل ان تكون بحق الانثى .

“الانثى الابدية )”كن نساء .. ابقين نساء ) تناقش الكاتبه صورة المرأة في المخيلة الذكورية التي تطالبهن بان يكن نساء! فان  هن لسن نساء فماذا اذن ؟!  كما المطالبة بان يبقين نساء حسب الصورة الذهنية المطبوعة في ذهن الرجل.كما توضح سيمون معنى الاخر حيث ان المرأة لم تتجرأ على خوض صراع ضد الرجل بل هي من ساهمت بإثبات عبوديتها للرجل من خلال خضوعها وبالتالي لم تكن تشكل أي تهديد للرجل.

المرأة هي من تعطي الحياة من خلال صفاتها البيولوجية

وبالرغم من ان المرأة هي من تعطي الحياة من خلال صفاتها البيولوجية إلا ان المجتمع البطريركي جعل من هذه الاسباب هي اصل النقص وتوضح الكاتبه ان المجتمع الذكوري يسعى لتحضير الانثى منذ الطفولة الى الزواج كهدف ،فتربى لتكون ام من خلال دميتها فتبدا بتقليد امها لتكون ذلك المخلوق المثالي الذي يطبق ما يتطلب منه المجتمع من ادوار،ومن ثم مرحلة البلوغ والذي يفرض عليها ان تكون زوجة خاضعة للرجل جنسيا  ومتاعا له كيفما يشاء ، في حين ترى حاجتها من خلال الرجل فقط ، وبكونها زوجة فانها هي ايضا تخضع وترى نفسها (الآخر ) , يسيطر عليها الخوف من المواجهه وان تجرأت فانها ستكون الضحية .

حديث الكاتبة عن المرأة التي تهرب من الحرية

كما تطرقت الكاتبة الى هروب المرأة نفسها من الحرية حيث ترى هذه المرأة بنفسها عدم القدرة على المواجهة وبالتالي الاستسلام لما قد تعتبره قدر منزل والزوج والاولاد كما يتوقع المجتمع وترى هي العالم الخارجي من خلال الرجل .إن الهويَّةُ تشكّل ركيزة أساسية ومهمة في الدراسات الفلسفية فالهويَّةُ قائمة على الحرية لأنّها إحساس بالذات، وتكتسب الانثى هويتها بتعريف نفسها تجاه (آخرين) تدرك اختلاف ذاتها عنهم.

فيديو مقال التأسيس لهوية أنثوية خارج الباراديغم الذكوري عند سيمون دي بوفوار/سلمى بالحاج مبروك

أضف تعليقك هنا