دور خطبة الجمعة في تنمية وعي المسلم المعاصر

بقلم: عزه السلمي

إن الخطابة إحدى وسائل الدعوة إلى الله جل وعلا، وهي من أهم وسائل التربية والتوحيد والتأثير، لذا فقد كانت جزءا من مهمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في دعوة أقوامهم إلى توحيد الله جل وعلا وطاعته، ويمثل فنُ الخطبة في الوقت الحاضر المظهر الحضاري للمجتمع الراقي؛ إذ رقيها في التطور دليل تقدم المجتمع وفهمه لروح العصر ، وشاهد على انتشار الثقافة فيه؛ وضعفها دليل ذل وهوان وتخلف وانحطاط، لذلك فهي تحظى بمكانة رفيعة ومنزلة عالية ذات أولوية في أغلب المجتمعات ، رغم ما ظهر لها من منافسة وسائل الإعلام الأخرى.

خطبة الجمعة فرض على كل مسلم

وخطبة الجمعة لقاء دوري أسبوعي يلتقي فيه خطيب الجمعة مع المصلين يعظهم ويوجههم ويأخذ بأيديهم نحو الخير والفضيلة، وهو ليس لقاء اختياراً خاضعاً للإرادة والرغبة، بل هو فرض على كل مسلم بالغ عاقل، لقوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون}[الجمعة: 9]

فوائد خطبة الجمعة

إن خطبة الجمعة من خلال هذه الأهمية أصبحت اليوم أهم وأكبر صوت إعلامي إسلامي توعوي يمكن أن يؤدي أكبر دور في المجتمع إن أحسن الاستفادة منها من كافة الجوانب في الحفاظ على مكتسبات المجتمع الدينية والتربوية بين أكبر قدر ممكن لشرائح المجتمع وخاصة في فئة الشباب والناشئة.
ولخطبة الجمعة مقاصد عظيمة وحكم جليلة، فهي وسيلة إعلامية مهمة يتداول فيها الخطباء الأخبار التي تهم المسلم في حياته اليومية، وهي أداة تواصل بين المسلمين لتحقيق التكافل والتضامن الاجتماعي، كما أنها وسيلة مهمة للتغيير الإيجابي؛ إذ يستطيع الخطيب من خلالها أن ينشر القيم الإيجابية والأخلاق الفاضلة، وتوجيه المسلم نحو مكارم الأخلاق ومعالي الأمور.
اليوم من المؤكد أننا نحتاج إلى خطيب الجمعة وإلى خطبة الجمعة كصوت وكرأي في تنمية وعي المسلم وفي مواكبة عصر تطور واختلاف المجتمع.

يجب أن تتضمن خطبة الجمعة على أمور الحياة وقضاياها

من أجل رفع معدلات ثقافة أفراد المجتمع ، و يعد المنبر من أهم وسائل تغيير الأفكار، وله تأثير يوازي تأثير القنوات الإذاعية، إذ يعد المنبر منذ بداية الإسلام الواجهة الإعلامية، فقلما تجد حادثة جرت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ونادى في الناس وصعد المنبر وعلّمهم من أمور دينهم.
وكذلك الخلفاء من بعده كان المنبر وسيلة لهم لبيان البرنامج السياسي الذي سيحكم فيه، لذلك من الضروري اعتماد خطبة الجمعة على ثقافة الحياة المعاصرة وقيم التنمية والتعمير، فهذا من شأنه إيجاد مجتمع متقدم ووطن ناهض يستطيع المنافسة في كافة المجالات العلمية والاجتماعية والاقتصادية  نسأل الله التوفيق والسداد.

بقلم: عزه السلمي

 

أضف تعليقك هنا