اجعل لحياتك غاية ومعنى

تأملت الحياة، فوجدت أن لكل شيء ثمن وحساب وأن بعد كل حساب ثواب وعقاب، فلا تمضي حياتك طائشاً مستهتراً رافعاً راية اللهو والعبث مستغنياً عن راية الإيمان والعمل، عاملاً بقاعدة ((أجل عمل اليوم إلى الغد))، فربما يأتي الغد إن كان للغد نصيبا من عمرك وأنت أسير لماضيك العابث بحاضرك والقاتل لمستقبلك.

لا تجعل حياتك فارغة تضيع هدراً بلا إنجاز

أثمن وأغلى مايملكه الإنسان حياته.فلا يوجد للإنسان أغلى من حياته، فلاتجعل حياتك فارغة، تضيع هدراً تمضي بلا عمل إنجاز، ترحل بك الدنيا كيفما تشاء، دون اي مقاومة منك، أو اختيار. فلا تكن طائشاً بأساً، تعيش حياة كحياة الحيوان تاكل وتشرب وتلهو، دون أن يكون لحياتك غاية ومعنى.

هل تعيش ليومِك أم لغايتِك؟

فإذا لم تكن حياتك ذات غاية ومعنى فليس هناك فرق بين حياتك وحياة الحيوان، تعيش لأجل يومك لا لآجل غايتك. أجعل لحياتك غاية ومعنى، وأعمل لأجلها وأجعل كل الأسباب والعوائق التي تقف أمامك طريق لها.لو كان مقدراً للإنسان أن يعيش حياته بلاغاية أو معنى أو أن يقضيها كيفما يشاء بين اللهو واللعب والاستهتار لما أنزل الله الشرائع وبعث الأنبياء لدعوة إلى عبادته والإيمان به، وإعمار أرضه.

لو لم يكن للحياة غاية ومعنى لما وُجد العلم

ولو لم يكن للحياة غاية ومعنى لما وجد العلم الذي ضحى لأجله وفي سبيله العلماء، فالعلم عبادة وإيمان إيمان بقدرة الخالق وعظمته، وتأمل في بديع خلقه وعظيم سلطانه.إن لم يكن لحياتك غاية ومعنى فستجد ألف عذر وعذر لتعيش حياة كحياة البهائم.
وإن كان لحياتك غاية ومعنى فتسجد أن كل الطرق تنتهي إلى غايتك ، حتى وإن كانت أبوابها مغلقة فمفاتيحها بين يديك.

قال شوقي رحمه الله:
وما نـيل الـمـطـالب بالتمنـي***ولـكـن تــؤخـذ الـدنـيا غلابـا
وما استعـصى على قومِ منالٌ***إذا الإقـدام كـــان لــهـم ركابا.

مهما كانت الظروف المحيطة بك ضع لك هدفاً وامض نحوه

ولا شك أن الوصول للغاية المنشودة يتطلب العمل الدؤوب، والاجتهاد والاستمرارية حتى يصل المرء لمراده. مهما كانت الظروف المحيطة بك ضع لك هدفاً وامض نحوه، فتأثير الظروف المحيطة بك يعتمد على تأثرك بها من عدمه.المهم أن تجعل لك هدفاً تعيش لأجله وأن يكون هدفك سامي و نبيل ففي اعتقادي أن كلمة غاية و هدف تعني كل عمل خير تنوي الوصول إليه، وماعدا ذلك من نوايا خبيثه وشريره لا يعد غاية وهدف بل يعد سقوط وفشل.

هل للظروف دور في الفشل؟

للفاشل أعذار وأسباب وظروف كثيرة يبرر ويعلق بها فشله …. ولا يعني ذلك أن تلك الظروف والأسباب واهية وغير واقعية، فالأسباب والظروف في حياة الفاشل موجودة ومنطقية ، ولكن الغير منطقي التمسك بها وتعليق كل فشل وسقوط بتلك الظروف و الأسباب، فتصبح الظروف شماعة لكل فشل وسقوط.

فلو كانت الظروف سبب للفشل وعدم تحقيق النجاحات لما رأينا المبدعين والعباقرة من ذوي الإعاقة ناجحون في كل المجالات كالرسم والكتابة، وكثير من الرياضات، فتجد رسامة مبدعة ترسم بقدميها أروع اللوح، وسباح ماهر ليس لديه قدمين، أو إداري ناجح نصفه السفلي مشلول، فلو تعذر كل هؤلاء بالظروف والأسباب التي تحيط بهم لما حققو ما حققو من إنجازات ونجاحات.
إن الإنسان خلق لغاية وغايته عبادة الله وإعمار أرضه لدخول جنته، وعلى قدر عمله واجتهاده يصل غاية مراده فمن سعى خلف غايته وصل إليها، ومن أضاع غايته ضل طريقه.

فيديو مقال اجعل لحياتك غاية ومعنى

أضف تعليقك هنا