كلنا نطمح بأن تتغير بنا الحياة إلى الأفضل والأجمل والأحسن وحتى أننا نسعى لذلك وهناك من يطلب من غيره في أن يكون سبب أو جزء من السبب في هذه النقلة .. فمن منا لا يريد الجيد لنفسه ولحياته ونحن في زمن وعصر من يشتكي قد غطى على من يحمد الله بكرة وعيشة.

لا تعتمد على أحد وإنما اعتمد على نفسك

ان سعيت واجتهدت فأنت تنتظر من نفسك التي سعت واجتهدت بمعنى تنتظر من اجتهادك أن يجلب لك الثمرة التي زرعتها وتعبت عليها لتكون في النهاية الخلاص والنجاة الذي طالما أردته ..فهنا الانسان قد انتظر من نفسه المثابرة التي لم تجلس وتنتظر .. وهذا ما يعيب الكثير من البشر على الأرض في أنهم لا يحاولون هم شخصيا من تغيير حياتهم ويكتفون بالمكوث في تلك الزوايا التي منها يكونوا واضحون للناس المارين من حولهم فشفقة من هنا ودمعة منهم من هناك فتقضى المصلحة التي لن تدوم وهي زائلة لا محالة وهذا نوع من التسول وكل متسول له طريقته وأسلوبه ومنهجه في التسول

الانتظار والفرج من الله وحده

الدعاء.. الدعاء واللجوء الى الله بقلب مؤمن وصادق وخاشع يجعلنا ننتظر فرج من الله ننتظر رحمة وفرحة من الله بشغف كبير .. فهنا الانتظار انتظار مختلف عن أي انتظار .. انتظار فيه أمل كبير وتفاؤل أكبر.. فيه ثقة لا توصف في الله .. ثقة تجعلنا ننتظر ولا نمل .. ننتظر ولا نشكوا الانتظار .. ننتظر ونحن متأكدين بأن الأتي من الانتظار لصالحنا لا عكس ذلك .. فالدعاء سعي من العبد لطلب الله بالحاح شديد فيه نفع دوما.

متى سعى الانسان ودعى وانتظر بعد السعي والدعاء فلا لوم عليه ولا شيء يقال ضده سوى أنه كفى ووفى وفعل ما يستطيع دون تأخر أو كسل أو تماطل.

لا تتكل على أحد وإنما توكل على الله

أن تنتظر من غيرك يقدم لك ما أنت تريد فأنت هنا قد اتكلت على غيرك ولم تتوكل لا على الله ولم تعتمد على نفسك وهنا أنت تذل نفسك وتهينها في أنك وضعت مقدرتك وجهدك وحاجتك وحتى روحك وحياتك في يد غيرك والغير قد يكون مثله مثلك قد سعى ودعى واكتفى بالسعي والاجتهاد وبالدعاء والتوكل على الله أما أنت فقد اقتصرت الطريق ولجأت الى أخر شيء وهو الانتظار من الغير.

تنتظر من غيرك ماذا .. الفرج .. فالفرج ان جاء فقد جاء من الله عن طريق هذا الشخص .. تنتظر الفرحة فالفرحة قد رزقك بها الله وجاء بها غيرك .. تنتظر الرزق فالرزق من الله تقبضه من غيرك .. فكل ما تنتظره من غيرك يقلل منك فلك أن تسعى وتدعو وما تريده قادم اليك لا محالة فلا تشك ولا تيأس وحاول.

لا تنتظر بأن تتغير حياتك بسببهم

لا تنتظر منهم شيئا .. وانتظر من ربك ومن نفسك .. لا تنتظر بأن تتغير حياتك بسببهم وبهم فحياتك تتغير بقربك ولجوئك الى الله وتتغير عن طريقك ومن خلالك .. لا تنتظر منهم شيئا فالذي يقدم لك لن يقدم لك في الغالب سوى الذل والاهانة .. الحزن والمعاناة .. ومن يمنحك الذي ليس عنده فالذي تفتقده قد يفتقده الكثير فلا تنتظر من غيرك ولا تتأمل فيهم لا خيرا ولا شرا لكي لا تنصدم وتكون الصدمة قوية تضرك وتكون أنت السبب لا هم..

لا تنتظر منهم شيئا فالقريب قد سبق الغريب البعيد وضرك وأساء اليك ويحاربك ونسى ما يربطكما وما كان بينكما .. لا تنتظر منهم شيئا فلك أن تكون أحسن منهم بالتقوى والايمان والأخلاق والأدب وبفعل عكس ما هم يفعلونه معك.

من انتظر من غيره فقد لغى قدرته على القيام بالكثير من أجله ونسى أن الله قادر فوق الجميع.. فلا تنتظر شيئا من غيرك فلك صحتك تقدم لك الكثير ولك ربك يسعدك ويبكيك فرحة لم تتوقعها ولم تنتظرها فوجدت أكثر مما انتظرت.

فيديو مقال لا تنتظر منهم شيئا