1990م

هل فكرة الدفاع عن الدين تبرر للمتدين أفعاله؟

الإقصاء والتهميش وشيطنة الفعل أو الجهة هو للأسف الشديد دأب الفاجر في الخصومة وغالبا ما يمارس ذلك المتدين الذي يَحل الكذب والتدليس والتلفيق والوقيعة في المخالف، بفتوى من المفتي له والذي يقلده اعتقادا منه أنه يحافظ على الدين في قلوب المؤمنين، كما ويضع هذا الفعل القبيح تحت عنوان باب سد الذرائع فهذا الباب لا يزال مشرعا أمام فكرة الدفاع عن الدين ومبدأ ميكافيلي الإيطالي الغاية تبرر الوسيلة“، فهنا يتذرع المتدين بأن غاية الدفاع عن قناعاته المعلبة تبرر كل الوسائل القبيحة والمحرمة أحيانا في اتخاذها من أجل ما يظن أنه أمر بمعروف ونهي عن منكر.

قيادة المرأة للسيارة من وجهة نظر المتدين وطريقة تعامله مع الأمر

هنا يصف قائدات السيارات وهي المبادرة الأولى في المملكة لمطالبة الإناث بقيادة سياراتهن حين قادت 49 إمرأة منهن السيارات في الرياض عام 1990 م قبل 32 عام، ووجهت هذه المبادرة بهجمة فاجرة عنيفة من قبل المتشددين الذين أصدروا قائمة باسمائهن وأسماء أزواجهن أو أبائهن مع ذاك الختم البشع أمام كل اسم فيكونه (أمريكي، شيوعي، اشتراكي، علماني، علماني أمريكي).

وهكذا تمت شيطنة القيادة واللاتي قدن بتلك النعوت التي أداروا بها الرفض المجتمعي لقيادة المرأة للسيارة آنذاك كي يمهوا على العامة أن قيادة المراءة للسيارة هو أمر شيطاني علماني شيوعي، وتتالت الحجج السخيفة في تبرير المنع بالحرمة منها ما يضحك حتى أنهم اقروا أنالقيادة تؤثر على مبايض الأنثى فيرحمها من الانجاب وتلك أبسط المبررات دون قذع أو تقريع ديني الأمر الذي استمر في وصم كل مختلف معهم في فكرة أنه ضمن هذا التصنيف كي يردد التابعون لهم هذه النعوت على كل مختلف معهم في الرأي والتوجه، كي يتم استبعاده من المشهد ويظلون هم على قائمة المطاعون المقررون لشئون العامة من جلباب الشرع والتدين والوصاية على عقول التبع والقطعان ألا يفكروا أو تكون لهم الخيرة من أمرهم، السؤال هنا: كيف عاشت تلك النسوة بعد هذا البيان المخزي المحرض؟ هل تتصورون حالتهن ووضع عوائلهن، أبناء وبنات في مجتمع يقوده مثل أولئك الفاجرين في الخصومة، وأي ثمن إقصائي ومحاربة وتطويق وحصار ونبذ واحتقار عاشوه؟ وهل هؤلاء يمارسون ذات الشيطنة وذات الفجور بطرق اختلفت الآن ويحاولون أن يتشبثوا بقدرتهم على إدارة الناس والتأثير عليهم بتغير الوسائل والطرق غير المعلنة حتى يداروا سوءاتهم لأنهم يعرفون مدى العزم والحزم في حال تدخلوا كما كانوا في إدارة شئون الناس؟

الأفعال التي يمارسها المتدين بحجة الدفاع عن الدين

يعلمون هم أنفسهم أن الأمر الآن ليس كما كان ولن يعود بإذن الله كان زمان وجبر دفعنا جميعا ثمنه غال جدا وصل لحد سفك الدماء والتفجير والمفخخات والقنابل والأحزمة الناسفة، هم يقتلون المصلين مستقبلين قبلة المسلمين في بيوت الله وغيرها. إن التشدد بذرة يزرعها المتوهم بالدفاع عن السماء في نفس آمنة ويسقيها ويراعيها كي تنبت كشجرة خبيثة فتحول النفس الآمنة المطمئنة إلى قنبلة موقوته يفجرها كل حين في آمنين، وحان وقت اقتلاع هذه الخبائث من نفوس الناس والعيش بسلام وأمن دون وجل ولا مطاردة ولا حذر من القبض لأسباب أتفه ما تكون من تصرف الناس الأسوياء المتصالحين مع هذا الكون الذي يعمر ولا يدمر.
2022/4/16م

فيديو مقال 1990م

أضف تعليقك هنا

علي البحراني

علي البحراني