تجربة الإشراف في اليابان

بقلم: معالي أحمد عوض

كتب السفير الأمريكي «ادوين اشاور» كتابا تحت عنوان «اليابانيون» طرح فيه سؤالا جوهريا، ما سر اليابان ؟ وما سر نهوضها؟ أجاب: بأن سر نهوضها شيئان اثنان، هما:

  1. إرادة الانتقام من التاريخ، إرادة الانتقام من تاريخ تحدى أمة هزمت وأهينت فردت على الهزيمة بهذا النهوض
  2. بناء الإنسان الذي كرسه نظام التعليم والثقافة، هذا هو الذي نهض باليابان

عوامل نهضة التعليم في اليابان

من أبرز عوامل النهضة اليابانية بعد انهيار الاقتصاد الياباني ما عرف «بالإدارة اليابانية»: بمعنى تطبيق مبادئ إدارية حديثة من بينها ادارة الجودة الكاملة والعمل ضمن روح الفريق وإتقان العمل وتحويله إلى قيمة اجتماعية مرتبطة بالثقافة اليابانية

  • العنصر البشري: لا تمتلك اليابان أي موارد طبيعية وتقع في موقع جغرافي ناء فأصبح الانسان هو ركيزة التنمية والنهضة اليابانية
  • الشخصية اليابانية: الشخصية اليابانية منضبطة، تحترم النظام وتلتزم ويشده بآداب التعامل وهذه الأخلاقيات نابعة من الاهتمام بالبرامج التعليمية المتعلقة بالأخلاقيات والسلوك للمواطن وكذلك أدخلت مادة السلوك والاخلاقيات بتناغم في جميع المواد الدراسية ويتم تدريس مادة من أول ابتدائي إلى سادس ابتدائي ا سمها “طريق إلى الأخلاق” يتعلم فيها التّلاميذ الأخلاق والتعامل مع الناس
  • المعلم الياباني: يعكس دور المعلم في اليابان في مختلف المراحل اهتمام اليابانيين بالتعليم فالمعلمون يحظون باحترام ومكانة اجتماعية مرموقة ويتضح ذلك من خلال النظرة الاجتماعية له، وكذلك المرتبات المغرية التي توفر لهم حياة مستقرة كريمة، معظم المعلمين من خريجي الجامعات ولكنهم لا يحصلون على هذه الوظيفة إلا بعد اجتياز اختبارات قبول شاقة، تحريرية وشفوية وكذلك إلى جانب عملهم في المدرسة فهم يهتمون بدقائق الأمور الخاصة بتلاميذهم، كما يقوم المعلمون بزيارات دورية إلى منازل التلاميذ للاطمئنان على المناخ العام والتواصل مع اسرهم لأداء الدور المتكامل مع المدرسة.

التعليم الياباني:

  • اجباري للمرحلتين الابتدائية والإعدادية من عمر (6 سنوات الى 15سنة)، حيث يلتحق غالبية الطلاب بالمدارس العامة (المدارس الحكومية) وصولا للمرحلة الثانوية، وعلى الجانب الاخر فان التعليم الخاص له اهمية كبيرة للغاية في اليابان، حيث يحظى التعليم الخاص في اليابان بشعبية كبيرة في المرحلة الثانوية وأيضا الجامعية.
  • يغلب عليه طابع المركزية ومن إيجابيات هذه المبدأ المساواة في التعليم لمختلف فئات الشعب وبذلك يتم تزويد كل طفل بأساس معرفي واحد وبذلك يتم ضمان تدريس منهج واحد لكل فرد في الشعب في أي مدرسة وفي الوقت المحدد له
  • والوزارة هي المسؤولة عن التخطيط لتطوير العملية التعليمية على مستوى اليابان
  • مركزية التعليم ليست مطلقة في اليابان فهناك قسط من اللامركزية حيث يوجد في كل مقاطعة مجلس تعليم خاص بها

أطول ساعات عمل في العالم

  • وهذا لا يُرجَع إلى مقدار الوقت الذي يُمضيه المدرس الياباني في التدريس.
  • ففي الواقع، كان وقت الدراسة في اليابان أقل من المتوسط حسب عدد الساعات سيما وأن تلك الساعات الطويلة كانت دلالة عن واجبات أخرى مختلفة بما فيها الاجتماعات وإعداد الدروس،
  • لكِّن الأكثر لفتا للنظر من ذلك كله هو مقدار الوقت الطويل الذي يقضيه المدرسون للإشراف على الأنشطة المختلفة التي يقوم بها الطلبة بجانب الدراسة

نظام التقويم والامتحانات في اليابان:

إن التقويم في المرحلة الابتدائية في التعليم الياباني مستمر طيلة العام الدراسي ولا يوجد نجاح ورسوب في هذه المرحلة. أما المرحلة الثانوية الدنيا فيوجد امتحان في نهايته يحدد قدرات الطالب التي اكتسبها خلال (9) سنوات وهذا الاختبار مركزي. أما مرحلة الثانوية العليا فتنظم مجالس التعليم المعنية امتحان القبول، بينما تقوم المدارس نفسها بتنظيم امتحاناتها.

وقد وضعت وزارة التربية مركزاً وطنياً للقبول بالجامعات يقوم بتنظيم اختبار وطني في شهر يناير من كل عام لتقييم مستوى التحصيل الأكاديمي للطالب المتقدم للجامعة والذي حققه في المدرسة الثانوية العليا، وتستخدم الجامعات نتائج هذه الاختبارات مع التقارير المدرسية ونتائج المقابلات والاختبارات المقالية واختبارات المهارات العملية لاتخاذ القرار بشأن قبول الطلبة بالجامعة.

الإشراف التربوي في اليابان:

بعد الحرب العالمية الثانية تم اصلاح نظام التعليم في اليابان بشكل جذري حيث تم وضع قانون اصدار الشهادات للمعلمين وقسمت لثلاثة أنواع من الشهادات بهدف تصنيف دور المعلمين والمشرفين. يجب على المدرسين المرشحين كسب الاعتمادات في المهن والمواد الأكاديمية في المؤسسات المعتمدة وذلك من خلال «مجلس تدريب» الكوادر التربوية التي تعمل تحت اشراف وزارة التربية والتعليم، يجب على من يتم اختياره للإشراف التربوي والتوجيه المهني أن يكون:

  • معلمًا مارس التدريس في جميع المراحل التعليمية، وأظهر خلال هذه الفترة تميزًا واضحًا، بالإضافة إلى خضوعه للعديد من الاختبارات المقننة وندوات التدريس العملي «وهي مصممة لتلخيص جميع انواع المعارف والمهارات المكتسبة» التي يتم في ضوئها اختيار الأفضل للقيام بمهمة الإشراف التربوي.
  • أما فيما يخص النمو المهني للمعلمين فجميع المعلمين يتشاركون بشكل جماعي من خلال المناقشة والبحث عن الحلول التي تساهم في تحقيق تطويرًا مهنيًا دائمًا لديهم، فلا يوجد معلم أقل أداء بحاجة إلى تطوير ومعلم متمكن لا يحتاج إلى تطوير،
  • حتى أصبح المعلمين في اليابان لا يحتاجون إلى برامج التطوير المهني، لأن تلك الممارسات أصبحت عادات يمارسونها بشكل يومي.

يستخدم الاشراف في اليابان تقنيات مختلفة ومنها:

  • الندوات والمؤتمرات
  • ادلة المعلم وكتيب الاقتراحات
  • والمجلات المهنية
  • والتعليم في أثناء الخدمة
  • الملاحظة والتوضيح وورش العمل والزيارات
  • تقييم المدارس: يتم من قِبل لجنة من المشرفين التابعين للمدينة أو المحافظة، تكون مهامهم تقديم الإرشاد الخارجي حول إدارة المدرسة والمبنى المدرسي وآلية التدريس، وتتكون لجنة المشرفين عادة من معلمين وقادة مدارس سابقين.
  •  تقييم المعلم الياباني: بالرغم من المركزية في الإشراف على المعلمين، إلا أنهم يتمتعون أيضًا بقسط من الحرية بصفتهم من هيئة صُناع القرار بالمدرسة وعلى رأسهم مدير المدرسة. وهم يجتمعون كل عام لمناقشة وتقرير الأغراض التربوية للمدرسة، والمعلم يقيم نفسه أولًا، ثم يقيمه وكيل المدرسة، ثم يقيمه قائد المدرسة، ولا يتدخل المشرف التربوي نهائيًا في تقييمه، في حين يتركز دور المشرف التربوي في زيارة المعلمين وتسجيل ملحوظاته والاجتماع بهم لمناقشة جوانب الضعف لديهم، ونقل الحبرات الجديدة إليهم.

المعلم المناسب في المدرسة المناسبة

يتم إجراء انتقالات المعلمين اليابانيين تحت إشراف مجلس تعليم المقاطعات، وفقاً لكفاءاتهم ومن لديهم القدرة على تغيير المدرسة إلى الأفضل.

التقييم أولا بأول

تسعى المدارس اليابانية لتقييم طلابها أولاً بأول، حيث يتم وضع الدرجات في صورة الأرقام 1 و2 و3 تصاعدياً، وكذلك في صورة الرموز: (◎ “ممتاز”، ○ “مقبول”، △ “به تعليقات”، × “غير صحيح”) (شاهد مقاطع فيديو موقع مقال على اليوتيوب)

بقلم: معالي أحمد عوض

 

أضف تعليقك هنا