التعلم النشط

بقلم: إسراء أبو ناموس

ما أن يذكر التعلم النشط إلا ويتبادر إلى الذهن مجموعة أساليب للتدريس تركز على إلقاء مسؤولية التعلم على المتعلم أو الطالب.

تعريف التعلم النشط

سنستعرض عدة مفاهيم لتوضيح الرؤية حول ماهية التعلم النشط :

المفهوم الأول

المتلقي السلبي إلى إيجابية المتعلم وفاعليته في المواقف التعليمية، وذلك عن طريق استهداف مهارات التفكير العليا بالدرجة الأولى كالتحليل والتركيب والتقويم ، وذلك باعتماد المتعلم على نفسه في مواقف تعليمية مختلفة كالبحث والتجريب والعمل والتعلم الذاتي أو الجماعي لاكتساب المهارات والحصول على المعلومات وتكوين الاتجاهات والقيم.

المفهوم الثاني

التعلم النشط هو أن يقدم المعلم المعارف و يكتفي المتعلمون بالاستماع حيث يعتمد على تنمية التفكير وإكساب المتعلمين القدرة على حل المشكلات ويشجع العمل الجماعي والتعلم التعاوني كما أنه ينوع مصادر التعلم ويزيد من التواصل بين المعلّم والمتعلمين، ويشجع المتعلمين على التفكير.

المفهوم الثالث

التعلم النشط هو عامل يساعد المتعلم في شق طريقه للفهم، حيث يسعى لربط الأفكار والمعرفة الجديدة بمواقف من حياته ، كما يربط كل موضوع جديد بموضوعات ذات علاقة سبق له دراستها.

إيجابيات التعلم النشط

  • تحفيز التفاعل بين المتعلمين بعضهم البعض، وبين المعلم والمتعلم داخل الفصول الدراسية أو خارجها.
  • يشجع على التعاون والعمل الجماعي.
  • يقدم تغذية راجعة سريعة وفورية، ومتابعة باستمرار للمتعلمين للتدخل في الوقت المناسب.
  • يوفر الوقت الكافي للتعلم.
  • مناسب لتوظيف الذكاءات المتعددة.

أهمية التعلم النشط

يمكن الاستعانة بالتعلم النشط ومميزاته والاعتماد عليه بالتعلم لأنه:

  • يجعل التعلم ممتع ويزيد من اندماج الطلبة أثناء التعلم.
  • يكسب الطلبة  تحمل المسؤولية.
  • يحفز الطلبة على التنويع في الانتاج.
  • يعود الطلبة القدرة على التعبير عن الرأي.
  • يعطي الثقة بالنفس لدى المتعلم.
  • يشجع مستويات التفكير العليا عند المتعلم.
  • يشجع على البحث والتفكير.
  • يرسخ القيم والاتجاهات لدى المتعلم.
  • يعود الطلبة على التزام التعليمات وقواعد العمل.
  • يوفر جو للتفاعل الإيجابي بين المتعلمين بالأخص في المهام المعقدة .
  • ينمي استمرارية التعلم .
  • يقوي المنافسة الإيجابية بين المتعلمين.
  • يعزز الرغبة في التعلم، وينمي درجة الإتقان.
  • يحفز استخدام أساليب وطرق التعلم الجديدة.

أسس التعلم النشط

التعلم النشط له أركان لا يقوم إلا بها وأهمها:

  • توظيف الاستراتيجيات المتمحورة حول المتعلم .
  • مشاركة الطلبة في تحديد الأهداف التعليمية ونُظم العمل وقواعدها.
  • إتاحة الفرصة لكل متعلم حسب سرعته الذاتية .
  • الحرص على توفير جو ممتع ومشوق جالب للطمأنينة أثناء التعلم.
  • تنويع مصادر التعلم وأدواته ووسائله.
  • الاعتماد بالأغلب على التقويم الذاتي وتقويم الأقران.
  • ممارسة الطلبة لاتخاذ القرار والاعتماد على النفس في الإدارة الذاتية.
  • متابعة الطلبة باستمرار.
  • مساعدة الطالب اكتشاف مكامن القوة في شخصيته وعمله.

عوائق قد تعترض التعلم النشط

هناك سلبيات قد تواجه المتعلم والمعلم أثناء ممارسة التعلم النشط منها :

  • ازدحام الفصول الدراسية.
  • عدم قدرة بعض المتعلمين من استخدام مهارات التفكير العليا.
  • الوقت المخصص غير كافي للحصة الدراسية .
  • تركيز المنهاج على كسب المعلومات والمهارات والقيم والاتجاهات و المبادئ، مع قلة الاهتمام بالتحليل والتركيب وتنمية المهارات العقلية لدى المتعلم.
  • ضعف المشاركة من قبل المتعلمين.
  • الأدوات والتجهيزات والوسائل التعليمية والأجهزة المساعدة غير متوفرة .
  • فقدان التحكم والفوضى في الفصل الدراسي .
  • بعص المعلمين غير مستعدين للعمل بالجديد وتجريبه.
  • عدم ارتياح وقلق بعض المعلمين في تطبيق التعلم النشط، بسبب نقد الآخرين لكسرهم للطرق المألوفة في التعليم.

دور كل من المعلم والمتعلم في التعلم النشط

أ- دور المعلم

بما أن في التعلم النشط يركز على فاعلية المتعلم وممارسته لم يعد المعلم الملقن والمصدر الوحيد للمعلومات ولكن أصبح موجه ومرشد ومحفز للتعلم ، فالمعلم هنا لا يسيطر على الموقف التعليمي ولكن يديره بذكاء و يوجه المتعلم نحو الهدف بسلاسة عن طريق:

  • وضع أسئلة مناسبة وطرحها.
  • توجيه المواقف التعليمية المحفزة والمشوقة.
  • حسن اختيار وسائل تعليمية مناسبة.
  • تنويع طرق التدريس لتنشيط الفصل الدراسي.
  • تشجيع المتعلم وتحفيزه.

ب- دور المتعلم

المتعلم فهو محور أساسي في التعلم النشط وهو إيجابي ومشارك في العملية التعليمية:

  • يبادر ويتفاعل ويناقش ويسأل.
  • يبحث عن المعلومات من مصادر متنوعة.
  • يشارك التقييم الذاتي، وتقييم الأقران.
  • يتعاون مع زملائه في مجموعات.
  • يساهم في تخطيط الدروس والتنفيذ.

استراتيجيات التعلم النشط

هناك خطط عامة هدفها اشراك المتعلمين للحصول على إنتاجية أفضل بممارستهم في الأنشطة وجعل المتعلم الفاعل الرئيسي فيها، وتتميز بمواصفات عدة منها الشمولية، وربطها بالأهداف والإيجابية و الفعالية والمرونة والقابلية للتعديل والتطوير والمتعة .
ومن هذه الاستراتيجيات نذكر الكرسي الساخن ولعب الأدوار والرؤوس المرقمة وحل المشكلات والتعلم التعاوني والعصف الذهني و التدريس التبادلي والتعلم بالاكتشاف.

الفرق بين التعليم التقليدي و التعلم النشط

هناك أوجه اختلاف عديدة بين التعليم التقليدي والتعلم النشط :

  • في التعليم التقليدي يكون المعلم فيه ناقل للمعلومات والمتعلم سلبي ومتلقي للمعلومات فقط، كما أن المعلم هو الذي يتحكم في ضبط وادارة الفصل ، أما بالتعلم النشط يكون المعلم محفز وموجه ومصدر للخبرة والمتعلم ايجابي ومشارك في العملية التعليمية كما أن المتعلمون يشاركون في تحديد قواعد الضبط وادارة الفصل .
  • الأهداف في التعليم التقليدي غير معلنة على عكس التعلم النشط تكون معلنة للمتعلمين ويشاركون في تحقيقها ، غير أن مصادر التعلم بالتعليم التقليدي الكتاب المدرسي والمعلم أما في التعلم النشط تكون المصادر متنوعة ومتعددة من البيئة المحيطة والمكتبات والانترنت.
  • ناتج التعلم في التعليم التقليدي حفظ وتذكر المعلومات بالمقابل في التعلم النشط فهم وحل المشكلات واستهداف مستويات تفكير عليا ، مع العلم أن وسائل التعليم التقليدي غالبا ما تكون مطبوعة بينما بالتعلم النشط هناك انجاز وسائل تعليمية مرتبطة بالأهداف المسطرة
  • التقويم بالتعليم التقليدي يقوم المعلم باصدار حكم النجاح أو الفشل بينما في التعلم النشط يساعد التقويم المعلم على اكتشاف نواحي القوة والضعف أي أنه تقييم ذاتي. (شاهد مقاطع فيديو موقع مقال على اليوتيوب)

بقلم: إسراء أبو ناموس

 

أضف تعليقك هنا