المرأة والرجل صراع أم منافسة.. ”من الأقوى!”

حركات على الساحات الافتراضية تدعو لمناصرة الرجل ضد المرأة

عرفت الساحة الافتراضية ” فيسبوك، أنستغرام، تيكتوك…” تحركا رجاليا جديدا، عبر عن نفسه داخل هذه الإطارات الإفتراضية، من خلال طرحه لشعار” MGTOWN “، إختصارا  ل” men going their own way “، التي تعني الرجال يسيرون في طريقهم الخاص، هذا الحراك أو التنظيم الحامل لإسم ريدبيل المغرب”   red pill morocco ” ما هو إلا حركة مصغرة إنبثقت عن حركة ريدبيل ”red pill ” التي ظهرت على موقع” reddit ” سنة 2012، المستوحات من فلم” the matrix  “حيث ظهر البطل في مشهد يحمل حبتين واحدة حمراء وواحدة زرقاء، الحمراء تريه الوهم والزرقاء تريه الحقيقة، وهذا هو الهدف الرئيسي لهذه الحركة اظهار الحقيقة اي توعية الرجال بالقوانين النسوية والايديولوجيا الأنثوية، والتعريف بأهم أسسها وركائزها و أساليبها، وشرح طبيعة الأنثى وكيفية تفكيرها، إضافة إلى توعية الرجال بالدعم الإعلامي والطرق التي تستعملها النسوية لجعل الرجل مستعبدا لدى المرأة. إلا انه داخل هذه الحركة هناك من يندد بالإستغناء الكلي عن النساء. مقال يتحدث عن الصراع بين الرجل والمرأة ويمكنك قراءة المزيد من المقالات التي تتناول قضايا مجتمعية من هنا.

حركات على الساحات الافتراضية تدعو لمناصرة المرأة ضد الرجل 

وبالرجوع إلى مغزى ظهور هذه الحركة فحركة “ريدبيل” ظهرت كرد فعل على الحركة النسوية ”فيمينيست” الحركة التي ظهرت نهاية القرن 19، في زمن كانت تعاني فيه المرأة من أشد أنواع الإضطهاد والتفرقة التي كانت تصلى بها المرأة وتكوى، بحيث تختلف التعاريف التي تحاول أن تصف الحركة النسوية، فعلى ألسنة ناشطاتها وبين محاولة القواميس تعرفيها تدور الفكرة حول حقوق المرأة والمحافظة عليها واستردادها، وحفظ حقها كإنسان متفرد مسؤول. إلا أن هذه الحركة تحولت إلى تنظيم شان للحرب ضد الرجل، معتبرة بأنه أساس المشكلة، وأنه يمكن للمرأة الإستغناء الكلي عن الرجل، فأصبح ينظر لها كحركة متشددة قذ إنتقلت من حرب بين المرأة والرجل الى صراع بين المرأة ونظيرتها المعارضة لها، متهمتا هذه الأخيرة بالرجعية والتخلف والذل والخضوع.

خلق الكراهية بين الرجل والمرأة يفسد المجتمع

من خلال النظر للشعارات التي ترفعها هذه الحركات على المواقع الافتراضية، يتضح الفكر التطرفي الشاذ لمناصريها، الشيئ الذي يعتبر من بين الأسباب الكثيرة (الاقتصادية,الاجتماعية…) الذي خلف حالات عزوف عن الزواج وارتفاع حالات الطلاق بشكل مفجع (المغرب خلال سنة 2021 شهد 30000 حالة طلاق)، هذا نلتمسه في شعارات هذه الحركات، الأولى مثلا تحمل شعار” خليها تبور في دارها ” ، والثانية حاملة لشعار” لا للرجال في حياتنا ” ،تضليلا منها ومحاولة لتناسي العلاقة الحقيقية والرابطة الأساسية الجامعة للرجل والمرأة المبنية على التكامل والتعاون والود.

الرجل والمرأة لكل منهما أهميته

نعم لا يمكن أن ننكر الفروق البيولوجية والفسيولوجية والسيكولوجية بين الجنسين فهي قضية علمية محسومة لا يمكن الجدال فيها، فالتكوين البدني لكلا الجنسين مختلف، والوظائف العضوية متباينة، والتركيبة النفسية متغايرة، وألية عمل الدماغ لكل جنس منفصلة. لكن مع ذلك فهناك خصائص مشتركة بينهما، وطبيعة العلاقة بينهما علاقة طبيعة التكامل، لقوله تعالى (ومن أياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة، ان في ذلك لأيات لقوم يتفكرون.) ” سورة الروم”. فالسكينة هنا المقصود بها: أن يكمل كل طرف ذاته وإحتياجاته بالطرف الشريك، بحيث أن الرجل يمتلك القوة الجسدية، والقدرات العقلية التي تمكنه من إتخاذ قرارات بحكمة، وتمتلك المرأة القدرات العاطفية الجياشة من الحنان والعطف، وكذلك القدرات العقلية، فكلاهما يحتاج الأخر لكي يكتمل النقص في كل طرف، والود والرحمة: المقصود منها أن يرحم كل طرف ضعف ونقص الأخر، وأن تنمو المودة بينهما بتقدير نقاط القوة التي يمتلكها كل طرف.

للأسف أصبح في مجتمعنا، الكثير من يحمل هذه الأفكار والشعارات التطرفية ” الكره متبادل بين الجنسين بدون سبب ” وهو في الحقيقة أن الجنسين خصوصا في المغرب لا يعرف شيئا أو عن الأفكار التي تنادي بها هذه الحركات، تجد فقط  سمع” ت” بهم وعنهم، فمن أرادت أن تظهر كأنها شخصية وقوية تدعي أنها فيمينيست، ومن لديه أزمة عاطفية او مشكل يقول أنه mgtown ذكوري، فلنحاسب أنفسنا….!

فيديو مقال المرأة والرجل صراع أم منافسة.. ”من الأقوى!”

 

أضف تعليقك هنا