بين جمال الحياة وقبحها

بقلم: سجاد باسم محمد

يقول باولو كويلو في رائعته الخيميائي :- إذا رغبت في شيء فان العالم كله يطاوعك لتحقيقه بينما يرى هيمنغوي العكس تماما بقوله في وداعا للسلاح :- الدنيا تقتل كل أحد.. الدنيا تقتل الطيبين جدا اللطيفين جدا والشجعان جدا بلا تمييز تقتلهم بانصاف..

إذا كانت غاياتنا نبيلة فإن العالَم سيطاوعنا في تحقيقها؟

هنا لا بد من الوقوف والتفكّر.. دائمآ ما اطرح صخرة سيزيف كمثال لمثل هذه المعضلات.. سيزيف الذي حُكِمَ عليه بحمل الصخرة اعلى الجبل مرارا وتكرارا بلا هوادة لكن لاجل اي شيء ؟ السؤال هنا ليس في الرغبة.. بل في ماهية الرغبة..هل اذا كانت غاياتنا نبيلة حقآ فإن العالم سيطاوعنا في تحقيقه وان كان العكس هل سيمنعنا من ذلك؟

هل من قوّة تعيينا في تحقيق رغباتنا؟

في رحلة تحقيق شيء ما لا بد من سؤال أنفسنا.. هل من معينٍ لنا ؟ هل من قوة اقوى منا تعيينا لتحقيق رغباتنا ؟ دائمآ ما يُطلَب منّا التوكل على الله في اي شيء نقوم به لكن ان كان في هذا الشيء الذي نريده شرّ وليس خير هل سيطاوعنا الرب فيه ؟ إذآ هل الرب هو هذه القوة الخارقة التي تعييننا في تكوين مصائرنا وتحقيق رغباتنا؟

لا أعلم إذا كان هتلر قد دعا الله أن يساعده في قَتلِ ٢٠ مليون بشريآ وحقق الرب له ذلك ولا أعلم إذا كان اديسون دعا الرب ليساعده كي ينير كل بيت من بيوت كوكب الارض.. فكلا الشيئين غايات فالاولى قذرة والثانية نبيلة فهل للربّ أو العالم تدخل في تكوينها ؟ هذا السؤال يجب أن نقف عنده كثيرا

أرى أن باولو كويلو يطرح دافعآ معنويآ مخدرآ في رحلة تكوين المصائر والطموحات.. فبالتأكيد الحياة ليست مصنعآ لتحقيق رغباتنا لكن بنفس الوقت ينصحنا باولو بأن نستند على وهمٍ او صديق خيالي في الرحلة كي لا نبدو بمظهر الوحيدين فقوله هذا مجرّد دافع يشدّ من عزيمتنا .. ولا ارى الامر معيبآ بل على العكس احيانا قد نحتاج الوهم لصنع شيء حقيقي فكما يقول شكسبير :- بطعم كاذب تستطيع صيد سمكة حقيقية..

هل الحياة عادلة أم ظالمة؟

حالها كحال الدافع المعنوي الذي يقدمّه الدين الذي ينصحنا بالتوكل على قوة خارقة تساعدنا وتمدّنا بالقوة والمتمثلة بالاله بغض النظر عن ما إذا كانت واقعآ أم وهم .. لكن في نفس الوقت الحياة ليست قاتلة ولا تقتل الجميع وتحطمهم وتكسرهم كما يقول هيمنغوي..الحياة تقع ما بين الامرين هي جميلة وقبيحة في نفس الوقت فليست محرقةً للاحلام ومقصلة للطموحات وليست ايضآ مصنعآ لتحقيق الرغبات.

بقلم: سجاد باسم محمد

 

أضف تعليقك هنا