رواية ((عوبار)) الجزء 2 بقلم زيد العرفج

رحلة في براري عوبار 

كثيراً ما نخرج لعدة أيام في رحلات ترفيهية للبراري تاركين خلفنا كافة التقنيات الأثيرية ومحاولين أن نعيش حياة طبيعية عدا السلاح الأثيري الذي نصحبه لحمايتنا من الحيوانات الكاسرة والذي يعمل على صعقها فقط دون قتلها، فهي مصممة لتفادي خطر الحيوان دون قتله حفاظاً عليه من الانقراض، نسير على الأقدام لعدة أيام … نخيم في تلك البراري ونجمع الحطب ونشعل النار ونصطاد بعض الحيوانات البرية كالغزلان والأرانب والحباري ونشويها ونأكل لحمها طازجاً، حتى المشروبات نعدها بأيدينا بما فيها مشروبنا المفضل القهوة المرة، وكل ذلك للخروج من أجواء التقنيات الأثيرية التي تحاصرنا في كل شيء – مسكننا وملبسنا ومطعمنا- وغير ذلك.

والقهوة المرة من أهم المشروبات التي نتناولها وهي تنبت في بلادنا اليمن السعيد وتحديداً في منطقة المخا، وكثيراً ما نتجه نحو الجبال والسهول الجنوبية المحاذية لبحر العرب ونسير في غابات شجر البخور واللبان العربي …….  وكثيراً ما ننتقل للمنطقة التي نود التنزه فيها عبر الطائرات الأثيرية فنصل إليها في غضون دقائق معدودة، وقد زرت منطقة النيل والمناطق الغربية وقمت بالكثير من رحلات قنص الطيور، فنحن العرب مولعون بالصقور، فتجدنا نقتنيها ونشتريها بأغلى الأثمان ونخرج بها للبراري لرؤية مشاهد الصيد المثيرة التي تقوم بها، فهناك مناطق مخصصة كمصائد للصقور تنتشر فيها الفرائس كالأرانب والحباري وغيرها.

الحيوانات في عوبار

والخيول من أهم الحيوانات التي نقتنيها ونقيم لها الميادين والمضامير ونتنافس في قدرتها وجمالها، أما باقي الحيوانات الأليفة فأكثر ما نهتم بالجمال والأغنام، فالجمال نهتم بها لضرورة لحومها بالنسبة لنا نحن العرب، فالجمل غيور جداً، وهناك نظرية في الطب الغذائي منتشرة في ثقافتنا ترى أن الإنسان يتأثر بلحم الحيوان الذي يأكله، فغيرة الجمل تنتقل لمن يأكل لحمه، لذلك تجد العرب غيورين جداً على بناتهم وأعراضهم، وهم يرون أن بعض الأمم الأخرى تتصف بالدياثة لأنهم لا يرون عيباً في إباحية العلاقات بين أفراد المجتمع، وأما الغنم فالسبب يعود لطيب لحومها وألبانها ونعومة صوفها.

التنقل في عوبار

أخرج للشارع فانتقل من مكان إلى آخر بواسطة حافلات النقل الأثيرية، فما عليك إلا أن تقف في الموقف المناسب وعند خروجك للحافلة تحدد وجهتك بضغطة على الزر الاثيري في كفك فيظهر فوق كفك طيف أثيري يتضمن تطبيق خاص بالتنقل، فتحدد وجهتك والمكان المراد الوصول إليه، فينبهك جهاز الإنذار الموجود بالحافلة للنزول في المكان المحدد عند توقفها.

وصلت الجامعة لأول مرة بعد تسجيلي فيها عبر تطبيق البرنامج الوطني الأثيري المكون من برمجيات متاحة في كل مكان فأينما كنت يمكنك استخدامه …. في البيت … في الشارع … في البراري، فما عليك إلا أن تستحضره بالضغط على الزر الأثيري المزروع في كفك والدخول إليه والحصول على ما تطلب أو تقديم ما تريد.

سلبيات وإيجابيات الحضور في الجامعة 

وبالمقابل فإن دوامنا في الجامعة يمكن أن يتم دون حضور تلك المحاضرات، فغالبية الطلاب الجامعيين يدرسون المقررات عبر برنامج الجامعة الأثيري، ففي أي لحظة يستحضر الطالب المحاضرات ويدرسها ويناقش فيها. إلا أن ظهور الأستاذ عيّاد وهو محاضر في الجامعة أحدث تحولاً خطيراً في إلقاء المحاضرات، إذ خالف سياسة الجامعة في ذلك من خلال إصراره على حضور الطلاب للجامعة، ورفضه تدوين المحاضرات ونشرها عبر برنامج الجامعة الأثيري، مما أجبر الطلبة على الحضور. وهذا الحضور كان له سلبياته وإيجابياته.

فمن سلبياته أنه ألزمك بوقت محدد من يومك في الذهاب إلى الجامعة وهذا ما اعتبرناه أسلوباً متخلفاً بليداً، كما أننا ارتبطنا بالمحاضر ارتباطاً كاملاً، ففي كل محاضرة يفاجئنا الأستاذ عيّاد بمعلومات جديدة تختلف عما تعلمناه في المدرسة وعما نجده في المراجع العلمية بالجامعة، وهذا بدوره شكل عبئاً إضافياً علينا.

أما الايجابيات فللمرة الأولى يلتقي الطلاب مع بعضهم البعض فترات أطول، ففي الكليات الأخرى ترى الطلاب لا يلتقون مع بعضهم كثيراً وتكون لقاءاتهم عابرة لا تسمح بتعارفهم على بعضهم البعض عن كثب. كما أن أغلب الطلاب مشغولون بما لديهم من علاقات اجتماعية وهي في أغلبها علاقات تافهة مبنية على التواصل الأثيري فيما بينهم بتناقل النكت والصور والذكريات المضحكة. وهذا اللقاء في المحاضرات الذي فرضه الأستاذ عيّاد جعلنا نقترب من بعضنا البعض أكثر وأكثر ونتناقش أكثر وأكثر في المواضيع الدراسية وغيرها ….. وهكذا.

والأستاذ عيّاد فرض علينا النقاش من خلال تواجدنا في الكلية وداخل المحاضرة فقط، فإذا ما حدثه طالبان عن مناقشة جرت بينهما عبر وسائل التواصل الاثيري فإنك ترى في وجهه الامتعاض وعدم الرضا وكثيراً ما كان يحثنا على النقاش الجماعي داخل المحاضرة ويركز عليه كثيراً.

عن ماذا حدثنا التاريخ؟

والحقيقة أن التاريخ الذي درسناه في المدرسة كان يتحدث عن تاريخنا كأمة عظيمة لها مجدها الغابر، فتاريخنا يحدثنا أن أبانا آدم عليه السلام كان يتكلم اللغة العربية، والتي تختلف عن لغتنا العربية التي نتكلم بها الآن، فلغتنا متطورة عن لغة أبينا آدم وأمنا حواء، ويحدثنا كذلك عن النبي الزعيم شيث وانتصاراته العظيمة في حروبه ضد القابيليين، وهم جماعة قابيل المنشقة بعد قتله لهابيل، ويحدثنا أيضاً عن ظهور النبي الزعيم إدريس، ذلك الرجل الذي كرس تشريع الحروب وشن الغارات ضد القابيليين، وأنه أول من شرع السبي لينقذ فتيات القابيليين من الوقوع في البغاء الذي فرضه عليهن مجتمعهن الفاسد.

ويحدثنا التاريخ عن المشاعية بين جماعاتنا الأولى والتعاون بين أسلافنا للنهوض بحياتهم نحو الأرقى على سطح هذا الكوكب، وعن سيرهم في سلم التطور ليصلوا إلى عصر الحضارات العظيمة بعد مرحلة الزعيم النبي إدريس.

وبعد ذلك يحدثنا عن انحراف البشرية وفسادها وانحلالها الأخلاقي والاجتماعي بالرغم مما وصلت إليه من حضارة عظيمة، ليظهر بعد ذلك النبي المعمر نوح وهو جدنا القريب ليحدث بعد ذلك الطوفان العظيم الذي دمر البشرية.

وكل ذلك يدور في فَلك مُسلّمة تاريخية متجذرة في فكرنا وهي أن أمتنا العربية تعتبر من أعظم الأمم، وهي وريثة الحضارات القديمة بل هي محورها المتجدد، فنحن الأوصياء على حضارة الإنسان…….. وأن قبيلتنا (قبيلة عاد العظيمة) هي رأس العرب جميعاً، فنحن من أفضل العالمين جسوماً وعقولاً، فطولنا الفارع يميزنا عن باقي الأمم بما فيهم قبائل العرب، ونمتلك فهماً واسعاً بسبب البيئة التي ننشئ فيها مما يجعلنا أكثر معرفةً من باقي الشعوب والأمم.

هل يختلف العرب عن باقي الشعوب؟

تعرفت في الجامعة على مجموعة من الزملاء والزميلات، كان هناك فتيات جميلات … فالجامعة مختلطة، وكان هناك شباب من مختلف مناطق المعمورة التي تخضع لحكمنا، ولكنهم كانوا فقط من العرب، فنحن العرب شكلنا طبقة متميزة عن باقي الشعوب، فلنا جامعاتنا الخاصة.. ولنا مدننا الخاصة.. ولنا منتزهاتنا الخاصة.. وقس على ذلك….

وتكمن قوتنا في حفاظنا على العلوم التطبيقية التي ابتكرها أجدادنا قبل الطوفان العظيم، وهذه العلوم استطعنا استثمارها وتطويرها بعد الطوفان مباشرةً فسيطرنا على إنتاجها جاعلين من بقية الشعوب مهنيين يعملون فقط في تطبيقاتها دون السيطرة على أسسها ونظرياتها، وتفرغنا للتشريع والتجارة والفكر والأدب والشعر فتلك كانت الميادين التي برعنا وجددنا فيها.

والدي رحمه الله كثيراً ما كان يمقت المناخ العام الذي فرضه حكامنا في التعالي والتسلط على الشعوب الأخرى، فهو دوماً يقول (نحن أبناء آدم وحواء، وآدم من تراب، والبشرية الحالية جدها واحد هو نوح عليه السلام فلم التعالي والتكبر على أبناء جنسنا) … أما عمي فعكسه تماماً فهو ينظر بعين الريبة والشك للشعوب الأخرى، وكثيراً ما كان يذكر في محاضراته مثالب تلك الشعوب، فعمي محاضر في الجامعة في قسم الآداب، وهو متعالي ومتكبر ودائماً ما يقول: إن الشعوب الأخرى لئيمة وحاقدة علينا.

أفكار وطبائع مختلفة لدى أصدقائي الجامعيين

تعرفت إلى فتاة في الكلية اسمها فاطمة، كانت شابة سمراء ذات عيون نجلاء واسعة تحمل كافة الصفات الخاصة بالمرأة العربية، وهي فتاة حيّية ملتزمة ومهذبة ومن علية القوم.

ميل البعض إلى اللهو والتسلية

كان هناك بعض الشبان الطائشين الذين دأبوا على السهر وتعاطي المسكرات فتراهم مستهترين بالدراسة والعلم، وهم في سفر دائم حول العالم، فلم يتركوا ملهى أو مرقص إلا ارتادوه، وهناك شبان مهتمون بدراستهم وشؤونهم الخاصة ولديهم أهدافٌ راقية يسعون لتحقيقها بالرغم من ترفهم الصارخ.

التعصب للماضي

وهناك مجموعة من الشبان تجدهم قمة في التعصب للماضي والعودة لما كان عليه أجدادنا قبل الطوفان، أي العودة لزمن الزعيم النبي إدريس، وهؤلاء يسمون بالأساسيين، وهم يشكلون تياراً لا يمكن الاستهانة به بالرغم من قلته لتأثيرهم في المجتمع الذي بدأ يتراجع فكرياً وثقافياً، أضف لذلك دعواتهم للمساواة بينهم وبين من يعتنق فكرهم من الشعوب الأخرى، مما يدغدغ مشاعر الكثير من شبان تلك الشعوب المغلوبة والواقعة تحت حكمنا في الانضمام إليهم لغاياتٍ شتى.

وبالعودة لفكر هذه المجموعة فإنهم يرون الصواب في العودة لزمن النبي إدريس عليه السلام، فهم يرون قتل من يخالفهم، مع أن النبي إدريس لم يحارب القابيليين إلا عندما حاربوه، وهم كذلك يرون سبي النساء الكافرات (أي نساء من لم يعتنق فكرهم أياً كان) ويدّعون أنهم يتمثلون في ذلك بسنة النبي إدريس في سبي النساء القابيليات، مع أن النبي إدريس لم يسبهن لغاية السبي بل لإنقاذهن من جحيم المجتمع القابيلي الفاسد……..

كنت أرى فاطمة يومياً عدا يوم العطلة، كانت فتاة واثقة حيّية حريصة جداً على سمعتها، لقد كانت أميرة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، كنت أحدثها أحياناً، وكانت تتعامل معي بشكل طبيعي، وهذا الأمر مألوف لدى بنات العرب فجميعهن كن يخشين الوقوع في الخطأ لأن مجتمعنا لا يرحم، فقد كان أغلبهن عفيفات وطاهرات.

كان صعّار شاباً من عائلة تعتبر من علية القوم، والحقيقة أنه شاب مؤدب ومهذب ويختلف عن بقية الشباب، ولكن فيه ميلٌ للأساسيين، فتجده دائماً ينزع للماضي ويعتبره هو الأساس الصحيح، أما صمّاد فكان شاباً ظريفاً وطريفاً ومثقفاً وشاعراً، يحفظ الكثير من الشعر والأدب والقصص الملحمية العربية، وهذان الشابان صار بيني وبينهما تقارب شديد.

وقي الواقع ابتعدت عن بعض الشبان الذين دائماً ما يقهقهون ويتعاطون المسكرات وتظهر عليهم علامات التعالي والتفاخر، وهم إن مشوا في أروقة الجامعة وصادفوا أحد أبناء الشعوب الأخرى ممن يعمل في بعض المهن داخل الجامعة كقسم الصيانة أو البرمجيات، تراهم يزدرونه ويشعرونه بالدونية، وهم إن قالوا شعراً أو حفظوا بعض أبيات من الشعر تجدها في الفخر والتعالي فقط.

كان المحاضر عيّاد يركز دائماً على الاعتدال ويمقت التطرف والتشدد ويقول (إن الغلو والتطرف من أكبر الآفات التي تدمر الحضارات)، وهو يركز على تصحيح المعلومات التاريخية التي وصلت إلينا ويحاول دائماً أن يضعها في سياقها الصحيح.

تعبت كثيراً من الذهاب للجامعة، فنحن مجتمع مترف، عشنا حياتنا وكل شيء مؤمن لنا، فضغطة رز واحدة تجعلك تحصل على ما تريد، فأنت تأكل الوجبة التي تشتهيها، وتشرب مشروبك المفضل وتلبس ما يحلو لك من ثياب بواسطة تقنية الأثير المتمثلة في زر الكف والسوار الأثيريين، بل يمكنك مشاهدة ما ترغب به بواسطة النظارة الأثيرية، فما عليك إلا أن تلبسها وتختار ما تود مشاهدته، كما يمكنك أن تبني لنفسك مخيماً في البرية متى شئت ما دمت تحمل العصا الأثيرية الخاصة ببناء المخيمات …….

مدينتنا كانت عظيمة جداً، ولكن الانحلال الخلقي والانحراف العقائدي تغلغل في أوساطها وتفشى في أروقتها، فتجد العلاقات المحرمة قائمة على قدم ساق، والفتيات اللواتي يمارسن البغاء من الشعوب الأخرى يملأن الفنادق والملاهي، ولا تجد شاباً أو كهلاً من أبناء أمتنا إلا وسقط في هذا الفخ – فخ النساء – إلا ما رحم ربي.

يومي المعتاد مثل أي يوم آخر فالأيام متشابهة، وتشابه أيام زملائي في الجامعة، ففي الصباح استيقظ على نبضات ساعتي البيولوجية المضبوطة على الاستيقاظ في السادسة صباحاً، ثم أشرب فنجاناً من القهوة مع قليل من التمر وبعدها أخرج للشارع، وشوارعنا نظيفة وتجد فيها كافة الخدمات، فهناك الكثير من المحلات التي تشتري منها ما تريد، وذلك بالوقوف على بابها الأثيري وتصفح البضائع المتاحة، ومن ثم طلب البضاعة التي تختارها عبر البرنامج الأثيري الخاص بالمحل والذي يتكفل بالمحاسبة أيضاً، ففي مدينتنا عوبار لا نحمل النقود ولا نعرف ما شكلها، فمملكتنا خصصت لكل مواطن معاشات عالية دون أن نعمل.

أصل إلى الجامعة فأحضر المحاضرات خلافاً لطلاب الكليات الأخرى الذين لا يحضرون للجامعة لأن موادهم الدراسية بمتناول يدهم بفضل برنامج الجامعة الأثيري، فالتقي هناك بفاطمة وأتبادل معها الحديث حول الأوضاع الراهنة، فينضم إلينا كل من صمّاد وصعّار وحيران، وصعّار وإن كان فيه ميل للأساسيين إلا أنه لا يرى حرجاً في التكلم مع فتاة مثل فاطمة فهي تعبر عن المرأة العربية الأصيلة وهي ابنة عم لنا على كل حال، والعرب مازالت كلمة ابنة العم تفعل فعلها لديهم، فهم يرون أنهم مسؤولون عنها مثل أختهم، وبنات العرب بشكل عام يحصنن أنفسهن ولديهن أنفة من الزواج بغير العربي، مع أن العديد من رجال العرب تزوجوا بأجنبيات من الأقوام الأخرى، وظهر في أولادهم الاختلاط العرقي.

ميل البعض إلى النقاشات بالقضايا المهمة وآخرون بالفكاهة والدعابة

حيران شاب أسمر وسيم في مقتبل العمر، ويبدو أنه استفاد من البرنامج الوطني للمتفوقين، فتقدم على أقل تقدير صفين في مراحل المدرسة، فهو يصغرني بحوالي العامين، وهو شاب ذكي وطريف جداً ودائماً ما يضحك ويعلق على أي شيء، وإذا ما ناقشنا إحدى القضايا السياسية أو الاقتصادية المهمة فإنه لا يظهر اهتماماً بذلك وينأى بنفسه عن تلك النقاشات.

أما آخر من ينضم إلينا دوماً فكانت أخته حيرا، وهي شابة أكبر منه سناً واعتقد أنها تكبرني بعام كامل، وهي في السنة الثانية من دراسة التاريخ، والمحير في حيران وحيرا أنهما اختارا الدراسات التاريخية بالرغم من تفوقهما، وعند سؤالهما عن ذلك تبين أن أباهما نصحهما بذلك فهو على علاقة وطيدة بالمحاضر عيّاد.

وحيرا شابة مثقفة تمتلك شخصية قوية بعكس شقيقها حيران، فهي تناقش في أي موضوع وتحاول إقناع الآخرين بوجهة نظرها، وكثيراً ما كانت تقول إذا لم نتمكن من إصلاح مجتمعنا فإن الخراب والثبور قريب جداً، وهذا ما كان يثير صعّار لدرجة العصبية فيصرخ لا بد من التغيير لا بد من العودة لما كنا عليه أيام الأنبياء العظماء شيث وإدريس، أما حيران وإن بدى عليه الامتعاض من محاورات شقيقته فكان لا يتدخل أبداً، والحقيقة أن هذا الموضوع كثيراً ما يثار في منزلهم بين الأب والأولاد، فترى حيران مشبعاً بهذه الأفكار وكأن لسان حاله يقول: كفانا تنظيراً.

فيديو مقال رواية ((عوبار)) الجزء 2 بقلم زيد العرفج

 

 

أضف تعليقك هنا