سيكلوجية العايش في بشت جده

حين تشغلك المظاهر عن حقائق الأمور والجوهر

تزيد حياة بعض الأفراد تعقيدا بالنسبة لحياة الفرد العادي، وتزداد طلباته واحتياجاتـه، دون حاجة حقيقية سوى إرضاء شهوات النفس في عجلة واضحة باختصار مراحل الصعود، وتسليتها بسبب الفراغ النفسي والعاطفي والعقلي، أو التنافس السلبي في المظاهر الخادعة والشعور بالتفوق على الآخرين والأقران. وهناك الكثير من الأفراد الذين يعيشون دون وعي وإدراك حقيقي لما هم عليه في حقيقة الأمر . فعلى سبيل المثال هناك شخصيات مثل البالونة ذات ألوان زاهية وما إن يختشها رأس دبوس صغير حتى تنفجر في الهواء وتظهر على حقيقتها فراغ نفسي وروحي وعقلي. وهذا النوع من الأفراد تزداد خطورته كلما تولى شأنا عاما من شؤون الناس أو منصبا له حساسيته في التنظيم الإداري التي تعمل فيه.

تقمص الشخصيات ومحاكاتها بالأشكال و المظاهر 

ذلك النوع من الشخصيات تجده غارقا في تفاصيل الشكل والمظهر والقوالب الجاهزة. حيث تجده يتقمص دور شخصيات لها تاريخها وإنجازها الشخصي وصيتها التي كسبتها من تجارب الحياة الفعلية والعملية، وقد تكون هذه الشخصية قريبة منه في محيطه الاجتماعي مثل عم أو خال او غير ذلك.. حيث تعيش تلك الشخصية في قالب هذه الشخصية شكلا فقط .. يقلد حركاتها وسكاناتها وتفاصيلها، بل تعيش هذه الشخصية بازدواجية مدهشة، حيث يتقمص تلك الشخصية في قالب لاتمت لها بصلة وكأنه ارتدى بشته وعبايته.. رغم ما بين الشخصيتين من فوارق في الجيـــل الذي نشأ فيه كل منهما، وتحديات كل جيل. لذا تظهر هذه الشخصية الشكلية في صورة مترهلة كسولة خاملة تسبق عمرها بمراحل وكأنه شيخ كبير، وغالبا ما تعاني من فقر معنوي وأدبي في الشخصية، لأنه لا تعيش سنها الحقيقي ولا خصائص جيلها وروح عصرها. وقد تلاحظ عليها بعض الغبرة والأتربة وكأنه قادما من متحف الزمن الماضي، وإن كان مظهره حديثا عصريا، وذلك لما اكتسبتها تلك الشخصية في نفسها من خصائص نفسية واجتماعية لا تمت لها بصلة. وقد تكون الشخصية الأصل أكثر عصرية وشبابا في روحها منه وتستجيب لمتغيرات الجيل العصرية، في حين الشخصية الأخرى عايشه زمن ماضي وجامدة عليه. هذه الشخصية جنت على نفسها من حيث لا تدري وقد تذهب تائهة سنوات طويلة لا تجد ميناء ترسو إليه، خاصة إذا فقدت الشخصية الأصل التي تحاكيها، هنا تزداد توهانا وحيرة، وقد تعيش على إطلال القديم في ذاكرتها وتعتزل الحياة، وتشيخ باكرا.

لا تكن نسخة عن الآخر

ويتضح مما تقدم بجلاء أن ذلك النوع من الشخصيات ترغب في نقل ما تتمتع به الشخصية المقَلدة من إنجاز شخصي وبعض الصفات الإيجابية، لدرجة محاكاتها في أدق تفاصيلها دون بذل جهد حقيقي ومساعي إيجابية لتستحق ما ترغب من مركز اجتماعي، فهي تستسهل الطريق وتعيش بروح غريبة عنها. وتلك حالات خاصة استثنائية وشاذة . وهذا الدور الذي تعيشه تلك الشخصية، قد تكون بنسب معينة، وتشتد الحالة عند البعض عندما تلغي كيانها تماما، وكأنها تعيش بصورة مستنسخة من الأصل. 

فيديو مقال سيكلوجية العايش في بشت جده

أضف تعليقك هنا