فقدان الشهية العصابي من منظور النوع الاجتماعي دراسة حالة

بقلم: نادية عبد الهادي عتيق

ما أسباب مشاكل الطعام والتوجه للأكل عند المرأة؟ 

الشره، فقدان الشهية العصابي (نحافة زائدة)، الأكل بكميات كبيرة، الرجيم القاسي، هي أكثر قضايا الطعام الصحي التي تم فيها نقاش في ال20 سنه الأخيرة, ترى الكاتبة أن مشاكل الطعام هي عبارة عن طرق تتبعها النساء للتكيف مع الأنظمة المختلفة  مثل (الشكل الجنسي، العنصرية، الطبقية، التمييز بين المرأة والرجل، اوالفقر). هذه الطرق الأربعة لتناول الطعام تتبعها المرأة هو تعنيف لجسدها لتخفيف الألم الذي تشعر به بسبب الأنظمة والمشاكل التي تتعرض لها..

لون البشرة والوزن الزائد عند المرأة

جوزلين الطفلة السواداء التي كانت تعاني زيادة بسيطة في الوزن كانت تعاني من تعنيف كلامي وتبخيس من جدتها البيضاء بسبب لونها وشكل جسمها، وهذا تجسيد للعنصرية اضافة الى والدها الذي ارتقى من خلال عمله لطبقة أعلى فأصبح يتطلع لتكون أنحف لتجاري الفتيات المنتميات للطبقة الجديدة وبالتالي اضطرار جوزالين لعمل رجيم قاسي وتناول أدوية تخفيف الوزن قبل سن البلوغ مما أدى الى تشويش ذهني لها اتجاه جسدها، وهنا نرى أن التعنيف الحاصل لم يكن جسدي فقط بل نفسي، ولم يكن جرما بحق الأنثى فقط بل جريمة بحق الطفولة.

الميول

أما (مارتا) من الطبقة العاملة كان لها ميول جنسي اتجاه مثيلاتها الإناث مما سبب لها الوحدة والتشويش وبالتالي التوجه للأكل لتفريغ الإحساس بالضغط  وكأنها رفضت جسمها كجسم فتاة.

لون البشرة والفقر

يولاندا امرأة فقيرة وأم سوداء تركها زوجها واتجهت للطعام للتخفيف من ألمها, بدل أن تتجه للكحول أو المخدرات لأنها مكلفة كما أنها تحتاج لأن تبقى متيقظة لتستطيع العناية بأطفالها. تجسد يولاندا الدور الكامل للمرأة في المجتمع الذكوري التي تعيش للآخرين.

التعرض للتحرش والمشاكل النفسية

أنطونيا التي كانت تقبل على الطعام بشراهه نتيجة لتحرشات جنسية تعرضت لها منذ صغرها مما جعلها تقبل على الطعام لتستطيع العودة إلى النوم، كانت مدركة أنه تعرض نفسها لمشكلة الشراهه ولكنها كانت تعتبرها تخديرا لألمها، إضافة أن انطونيا نشأت في بيئة ترى أن الفتاة يجب أن تكون نحيفة ولم تستطع أن تكون انطونيا تلك الفتاة فبالتالي أصبحت خارج الحالة المجتمعية المطلوبة، فقامت والدتها بإعطائها أقراص تخفيف الوزن بسن 11 عام ولكنها تابعت تناول الطعام بالخفاء مما زاد لديها العوارض النفسية.

إن المرأة مجبرة لتكيف شكل جسمها حسب ما يتطلب المجتمع، رغم أن سلوكيات المجتمع المحيط هي من دفعت هذه النساء إلى التوجه للطعام كأنسب حل للتخفيف من أوجاعهن بسبب الضغوطات المختلفة والتي تفرض عليهن الظهور بشكل معين ويتناسب مع الرؤى الاجتماعية والذي يؤدي إلى هوس غير صحي لدى بعض النساء للظهور بمظهر نحيف. (شاهد بعض مقاطع فيديو موقع مقال على اليوتيوب).

بقلم: نادية عبد الهادي عتيق

 

أضف تعليقك هنا