في البادية

بقلم: يونس الهدام

على مشارف واد أبي موسى الواقعة على ضفة سيدي عمر بجماعة الخزازنة التابعة للمدينة الفلاحية. عشت حدث لم أنسى أحداثها الواقعة على متن جناح الصورة التي لا تزال عالقة ومبعثرة في مخيلتي ما حييت.

الفتاة الصغيرة الجميلة

فتاة صغيرة قد لا تتجاوز العقد من الزمن. بيضاء اللون شعرها الأملس شقراء بعيون زرقاء وعلى خديها شديدة الإحمرار مرتدية بلوزة كاشفة داكنة اللون ونعلين تكبر رجليها الناعمتين كأنه سيجارة وضعت في جيب تغوص في قعرها كيفما تشاء حاملة بين يديها ذمية قديمة باهتة اللون ممزقة بعض الشيئ.

لوحة طبيعية منظر جميل إستمد جماله من جمالها تفوح طيفها نسائىم وجهها صورة أبهجت قلبي وروحي ماشاء الله كذت من خلالها أن أفقد توازني . سمحت لقرنية عينين السوداوتين بأن تتأملانها جيدا وهي محشوة بين قطيع من الغنم ومن وراءها كلب مسود اللون كثير النباح كأنه ينبهها من وجودي أو اقترابي منها. أراقبها عن كثب حتى وصلت إلى غار يوجد على سد بين جبلين تطفو على مجرى سلسلتها جريان من المياه يتمايل يمينا وشمالا.

بدأت أنظر إليها وهي تروي عطشها

حتى وصلت إلى غار يوجد على سد بين جبلين تطفو على مجرى سلسلتها جريان من المياه يتمايل يمينا وشمالا وفي مقدمتها سقاية وعلى جانبها وعاء وهي تروي عطشها بعدما سقت القطيع تملأ الدلو بالماء لتفرغه في إنائ لها في الحقيقة كان ذلك شاقا عليها سرت بخطى تابثة على مقربة منها كأني على وشك أن أروي عطشي أنا الأخر .

قابلتها وجهاً لوجه

إلى أن قابلتها وجها لوجه أرى أية من الجمال بقدر جمالها الفاتن. وقفت مرتعدا مخطوف الفؤاد وفي نيتي تقديم المساعدة لها إن هي إحتاجت إلى ذلك . المهم بعدما ألقيت عليها السلام لم استطع النطق ببنت شفة. بقيت واقفا اتأمل وجهها الملاءكي مدة من الزمن الى ان لطمتني موجة من البرد.. بادلتني بلغة أعرفها جيدا نعم اعرفها إنها اللغة الأمازيغية إستطعت فهمها جيدا لكن لم أستطع الرد عليها أو إجابتها بلكنتها الشلحاوية.

كرم الفتاة وحسن أخلاقها

إختزلت مقدار كلماتها الترحابية لأرد عليها حين أغادر . وبعد دردشة قصيرة معها و للعجب دعتني عشيتها للضيافة وقالت لي بالحرف: أورى تقيمت أدو غر ا المحال: لم أتجرأ أبدا إعتبرت نفسي شخصا في منتهى الوقاحة رغم إنتمائي لنفس المنطقة. أجزمت من نبرة صوتها لي أنهم أناس أهل للكرم وأهل للضيافة …. ما كان لي إلا أن أهديتها سوار فضي إشتريته من باب الأحد بالرباط إقتنيته عندما كنت طالبا سار كل شيئ على عجل طبعت لها قبلة على جبينها إمتنانا لصوابها وحسنها ولخصالها الحميدة ودعتني بعد أن ودعتها على أمل أن ألتقي بها مرة أخرى.

بقلم: يونس الهدام

 

أضف تعليقك هنا