فِي جُعْبَتِي سَعادَةِ المُعَلِمْ – أنمَاط الإِشرَاف التَربَوي

بقلم: سلوى حمدي حلس

تمر بالإنسان السنون ويبقى في حالة تعّلم مستمر، ومهما زادت خبرته، وامتلأ وعاؤه، فسيجد يوماً من هو أكثر خبرة وعلماً منه ,وهنا يرتقي فقط من لا يخجل من السؤال ليسترشد طريق العلم وهو مدرك بأنه مازال متعلماً, فالله تعالى دعانا للسؤال بقوله عز وجل:” فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنْتُم لَا تَعْلَمُونَ”(النحل :43). في دلالة واضحة لحاجة الإنسان للتعّلم في كل الأوقات والمحافل, حتى لو كان معلماً, فهناك من هو أعلم منه في مواطن محددة, وهو ما يدركه التربويون عندما استحدثوا مهنة المشرف التربوي ليساند المعلم ويدعمه ويرشده حتى بات الإشراف التربوي محوراً هاماً في العملية التعليمية وقد صنفه بعض التربويين كأهم ركيزة في تطوير عناصر العملية التربوية والتعليمية بكافة محاورها.

فالمشرف التربوي المعاصر يقع على عاتقه كثيراً من المسؤوليات والمهمات القيادية التربوية والإدارية لذا يعد الزاماً عليه أن يمتلك مخزوناً جيداً من انماط الاشراف التربوي لِيتمكن من أداء أدواره ومهماته بنجاح وفاعلية ,خاصةً لأن المعلمين يتفاوتون في خبراتهم وميولهم وحاجاتهم المهنية كما يتفاوتون في الطرائق والأساليب التي يكتسبون من خلالها الكفايات التدريسية اللازمة لهم والتي تحفزهم على بذل مزيد من الجهد للارتقاء بمستويات الطلبة العلمية والتربوية, فهم اساس تقدم المجتمعات ورقي ابنائها( القاسم,2012م).

إن الهدف الأساسي لممارســة المــشرف التربوي لأنمــاط الإشــراف التربوي هو رفـــع مـــستوى المعلمـــين مـــن الناحيـــة المهنيـــة، ومـــساعدتهم فـــي حـــل مــشكلاتهم، حتــى يــستطيع كــل مــنهم تحــسين أدائــه التربــوي فــي ضــوء المتغيــرات العالمية الحديثــة. وسنحاول في هذا المقال تزويد المشرف والمعلم بجميع الأسلحة الفعالة لمواجهة شبح الروتين التقليدي المتبع في العمليات الإشرافية منذ القدم.

أنماط الإشراف التربوي

يعد الإشراف التربوي عملية قيادية ديمقراطية تعاونية منتظمة تعني بالموقف التعليمي بجميع عناصره بهدف تحسين العملية التعليمية وتحقيق النمو المهني للمعلمين ,ولهذه العملية أنماط متنوعة على المشرف التربوي أن يلم بها لاستخدامها بفاعليه(عطوى,2008, 231).

وتُعرف انماط الاشراف التربوي بأنها” الطرق والممارسات والعمليات التي يستخدمها المشرف التربوي لمساعدة المعلمين على التطور المهني من أجل تحقيق الغايات التعليمية المنشودة والتي تتلاءم مع التطور في المنظومة التربوية”.(العرنوسي وآخرون.2013)

تعددت انواع الاشراف التربوي في ظل تأثره بالنظريات الادارية ,والعلاقات الإنسانية ,وعمليات الاتصال, ويرجع هذا التنوع لمجموعة من العوامل, مثل : طبيعة الهدف الإشرافي وطبيعة حاجات المعلمين المهنية والشخصية وطبيعة الإمكانات المادية والبشرية المتوفرة داخل المدرسة وخارجها وكفايات المشرف التربوي وإمكاناته (عبد الرحمن.2018م).

تصنيفات أنماط الإشراف التربوي

 أولاً: الإشراف التربوي الذي يتعلق بالنوع والكم: كما هو موضح بالأشكال التالية:

الإشراف المباشر والغير مباشر: يكون مباشر بالاجتماع بالمعلمين والالتقاء بهم وغير مباشر بالتعميمات والنشرات.

الاشراف الفردي والجماعي: يكون فردي بإشراف مشرف واحد على المعلمين كل على حدة او مجتمعين الإشراف الجماعي فتشرف فيه مجموعة من المشرفين على تقييم اداء مدرس أو مؤسسة تربوية على شكل لجان دائمة أو مؤقتة ينتهي عملها بانتهاء المهمة التي شكلت لدراستها

الإشراف العام والإشراف الخاص:يكون الإشراف العام على جميع المادة الدراسية ويقتصر الخاص على بعض التخصصات

الإشراف على العنصر البشري في المدرسة:يكون الاشراف على الهيئة التعليمية والادارية والمرافق المادية التي تسير التعليم والمرافق الاخرى من مكتبات وملاعب ومختبرات.

الإشراف التربوي السلطوي والديمقراطي:النمط السلطوي هو ما درجت عليه عمليات التفتيش الإدارية التقليدية أما النمط الديمقراطي فهو يقوم على التفاعل والمشاركة بين المشرف والمعلم

الإشراف بدعوة المعلم:يتم بدعوة من المعلم يوجهها إلى المشرف نتيجة الحاجة إلى مساعدة في موقف تعليمي

ثانياً: الإشراف التربوي الذي يتعلق بالأهداف والغايات والنتائج والوسائل التعليمية

1* الإشراف التربوي التصحيحي: هدفه تصحيح الأخطاء الجسيمة التي قد تؤثر في توجيه المعلمين توجيهاً غير سليم, ويعتمد على لباقة المشرف في معالجة الموقف سواء في مقابلة عرضية او اجتماع فردي ويتم ذلك من خلال شرح درس أو عرض وسيلة تعليمية.(غياط,2010).

وهذا النمط من الاشراف يتطلب ان يمتلك المشرف التربوي كفايات ارشاديه علاجيه تتعلق بالملاحظة وتحليل الانطباعات وتفسير مواقف دون ان يلجأ الى المواقف الرسمية والاجراءات الشكلية التي تثير الشك وتدعو الى الحظر وتقيم حواجز التكلف والتصنع بين المشرف والمعلم.

وللمشرف التربوي أن يستخدم أساليب إشرافيه متنوعه حتى يتسنى له القيام بدوره الإشرافي على أكمل وجه وألا يقتصر على أسلوب الزيارة الصفية او المقابلة الفردية فهناك الدروس التوضيحية والورش التربوية و اللقاءات والمداولات و القراءة الموجهة.

2 * الإشراف التربوي الوقائي: وهنا يتمثل دور المشرف ذو الخبرة الطويلة في الميدان التربوي في التنبؤ بالصعوبات المتوقعة التي قد تواجه المعلم الجديد ليعمل على توجيهه وإرشاده قبل الوقوع فيها و يهدف الى تعزيز ثقه المعلمين بأنفسهم و محاوله تجنب الاخطاء التي قد يقعون بها. وحتى يصل المشرف لتحقيق هذا النمط بفاعلية عليه:

  • مراعاه الفروق الفردية بين المعلمين وفقا لقدراتهم وامكاناتهم شخصيتهم
  • ان يستخدم لكل موقف اسلوب ,لا تتناسب المواقف في اسلوب واحد
  • اعطاء الثقة بالمعلمين وحثهم على مواجهه المواقف بشجاعة وحكمه فهم الاقدر على حل هذه المشاكل والصعوبات وايجاد الحلول المناسبة لها.(الكلباني,2016)

3* الإشراف التربوي البنائي: يُمكن المشرف من تزويد المعلمين بالمهارات اللازمة لتحسين مستوى ادائهم وتجاوز مرحله التصحيح وعدم ذكر اخطاء المعلمين الا اذا كان لديه مقترحات بديله جديده. ولا تقتصر الغاية من الإشراف البنائي على احلال الافضل وانما يتجاوز ذلك الى النشاط التعاوني من قبل المشرف والمعلمين في رؤيه ما ينبغي ان يكون عليه التدريس الجيد لصالح العملية التربوية التعليمية.( زايد,2008) وتكمن مهمة الاشراف البنائي فيما يلي:

  • استخدام افضل للإمكانات المدرسية و البيئية في خدمه التدريس
  • العمل على تشجيع النشاطات الإيجابية و تطوير الممارسات القديمة
  • اشراك المعلمين في رؤيه ما يجب ان يكون عليه التدريس الجيد
  • تشجيع النمو المهني للمعلمين واثاره روح المنافسة الشريفة بينهم

 4* الإشراف التربوي الإبداعي: يعمل على تحرير العقل والإرادة واطلاق الطاقة عند المعلمين لاستغلال قدراتهم بأقصى حد ممكن في تحقيق الاهداف التربوية. في هذا النوع يطّلع المشرف التربوي على كل ما هو جديد في المادة او الاسس التربوية ومن ثم تنقل الخبرة للمعلمين وتطرح للمناقشة ويتيح المشرف فرصه للنمو لكل معلم وطالب في النظام التعليمي وذلك عن طريق وممارسة مهاراته وقدراته تحت تشجيع و توجيه مهني يقوم به شخص خبير وهو المشرف التربوي.(العوران,2010م)

لكي يكون المشرف مبدعا عليه ان يتصف بصفات الشخصية التالية:- مرونة التفكير, الصبر واللباقة ,الثقة بقدراته المهنية مع التواضع ,فهم الناس والايمان بقدراتهم ,الرغبة في التعاون مع الاخرين والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم , الرؤية الواضحة للأهداف التربوية ,القدرة على اغتنام الفرص وتوظيفها ,الرغبة في التطوير والتجديد. (العبيدي,2010,ص204)

5 * الإشراف التربوي الإكلينيكي: هو اسلوب موجه يعمل على تحسين سلوك المعلمين الصفي وممارساتهم التعليمية الصفية وهو يتصدى للمهارات التعليمية بقصد تحسينها وزيادة فعاليتها, يعد استخدامه ضرورة تربوية تطويريه مُلحه بسبب ضعف برامج التدريب قبل الخدمة وضعف الممارسات التعليمية الصفية للمعلمين المبتدئين بشكل عام.( البابطين,2004)

هذا النمط يحتاج إلى وجود ثقـة متبادلـة بين المشرف أو المدير وبين المعلم، إذ أنه لابـد مـن المشـاركة الفاعلـة مـن المعلـم بحيث يتفق مع المشرف على السلوك المراد ملاحظته، ليقوما بتحليـل المعلومـات الملاحظة، ودراسة نتائجها، ودون تلك الثقة المتبادلة لا يمكن ان يحقق اهدافه.

أهداف الاشراف الاكلينيكي:-

  • نقل المعلمين الى مستوى اعلى في الاداء وترك اثر ايجابي في التعليم.
  • زياده فاعليه دور المعلم من خلال التفاعل الحقيقي مع المشرف التربوي .
  • التغير الايجابي في اتجاهات المعلمين نحو الاشراف التربوي .
  • إثارة دافعيه المعلمين وممارستهم للجديد النافع في المجالات التربوية المختلفة.
  • تطوير تعلم الطلبة وسلوكهم.( البابطين,2004)

خطوات الاشراف الاكلينيكي:-

  • التخطيط المشترك بين المشرف والمعلم والمشاركين الاخرين للوحدة التدريسية.
  • مشاهده الحصه وتسجيلها عن طريق الصورة او الصوت او الكتابة
  • تحليل الحصه تحليلا موضوعيا شاملا من قبل المشرف التربوي والمعلم(العوران,2010م)

6 * الإشراف التربوي التشاركي (التكاملي): يعتمد هذا الاسلوب على اشراك جميع الاطراف المعنيين في العملية التربوية في تحقيق اهداف الاشراف ويعتبر الاطراف المعنيين نظُم فرعيه ضمن النظام الكلي بشرط ان تكون كل من النظم الفرعية هذه مفتوحه على النظام ككل, والاطراف المعنية وفقا لهذا الاسلوب: هم المعلمون, المشرفون التربويون ,والطلاب ( زايد,2008)

يقوم المشرف التربوي في الاشراف التشاركي بمجموعه من المهام ضمن مجالات مختلفة…

  • مجالات التخطيط واعداد الخطط الفصلية والسنوية والتعاون مع المعلمين في اعداد الخطة التدريسية و الخطة التطويرية ومتابعتها وتقويمها في ضوء امكانات وموارد المدرسة المادية والبشرية المتاحة.
  • مجال التنمية المهنية للمعلمين والكشف عن احتياجات المعلمين المهنية والأكاديمية من خلال الاستبانة واللقاءات والزيارات التعاونية الصفية بين المشرف والمدير.
  • مجال التعاون مع مدير المدرسة في تطوير اجراءات واساليب الاختبارات التحصيلية وتحليل نتائج تلك الاختبارات ووضع خطه علاجيه على ضوء ذلك , ليبلغ المدى التشاركي الى حد مجال الأنشطة التربوية المرافقة والمساندة للعملية التربوية.( شلدان والقدرة ,2017م)

7 * الإشراف التربوي العلمي : يستخدم المشرف فيه الطريقة العلمية واسلوب القياس وجمع البيانات الموضوعية والكمية وتحليلها وتقويمها بوسائل احصائية ,فالمشرف بأسلوبه العلمي هذا لا ينحاز لوجهات نظر خاصة بل يطرح جميع الأفكار والنتائج للمناقشة وإذا ثبت صحتها وتأكدت أخذ بها.(عليان وآخرون,2009)، يتطلب هذا النمط أن يمتلك المشرف الكفاية والمهارة في استخدام الاختبارات والمقاييس والاسلوب العلمي في البحث ووضع الخطط وتقدير النتائج.

8 * الإشراف التربوي التطوري: نمط اشرافي تُقدم من خلاله خدمات إشرافية متدرجة للمعلم تهيئ له تطوراً مهنياً بعيد المدى ليصبح قادراً على اتخاذ القرارات وحل المشكلات التعليمية التي تواجهه, وهو الاشراف الذي يراعي الاحتياجات الفردية للمعلم ويعطي اهتماما للفروق الشخصية والمهنية.(عليان وآخرون,2009م)

اساليب الإشراف التربوي التطوري:

  • الأسلوب المباشر: وهو يؤكد على وضع الأسس التي ينبغي أن يسير عليها المعلم لبلوغ هدفه وتحسين تدريسه ويعود على طلابه بالمنفعة ويستخدم مع المعلمين الذين يتصفون بالتفكير التجريدي والمنخفض.
  • الأسلوب غير المباشر :يؤكد على ان عملية التعليم في الاصل تعتمد على خبرات ذاتية تساعد على التوصل لحلول نابعة من ذات المعلم ويستخدم مع المعلمين الذين يتصفون بالتفكير التجريدي العالي.
  • الاسلوب التشاركي: يؤكد على ان عملية التدريس في الواقع حل للمشكلات وعلى الجميع الاشتراك في وضع خطة عمل لتحسين عملية التعليم والتعلم ويستخدم مع المعلمين الذين يتصفون بالتفكير التجريدي المتوسط. (البابطين,2004,ص104).

9 * الإشراف التربوي بالأهداف: نمط إشرافي يشارك فيه المشرفون والمديرون والمعلمون نحو تحديد أهداف تربوية إجرائية قابلة للتنفيذ والتقويم لتحقيق أهداف الإشراف التربوي وتحديد مسؤولية كل طرف تجاه تحقيق هذه الأهداف. ومن إيجابيات هذا الأسلوب أنه كفيل برفع مستوى المعلـم مهنيـاً وعلميـاً ويجعل الأهداف أكثر واقعية، ويؤدي إلى تحسين عملية التغذية الراجعة(غياط ,2010)

ومن أهم مبادئ الاشراف بالأهداف:

  1. مبدأ المشاركة: ويتمثل في ضرورة مشاركة جميع المعنيين في تحديد الاهداف العامة للعملية الإشرافية ووضع الاستراتيجيات واساليب المتابعة والتقويم.
  2. مبدأ تحديد الأهداف: وهذا يلاحظ أن وضوح الأهداف لدي جميع المعنيين بالعملية الإشرافية من معلمين وغيرهم أمر ضروري وخطوة مهمة في طريق العمل على انجازها.

10 * الإشراف التربوي التنوعي : يقوم على فرضـية أنـه بمـا أنّ المعلمين مختلفين فلا بد من تنوع الإشراف, فهو يعطي المعلم ثلاثـة أسـاليب إشرافيـة لتطـوير قدراته وتنمية مهاراته ليختار منهـا مـا يناسـبه.

وهو نمط يهدف إلى ايجاد مدرسة متعلمة عن طريق توطين أنشطة النمو المهني داخل المدرسة وتفعيل دور المعلمين في هذه الأنشطة مع مراعاة الفروق المهنية بين المعلمين من خلال توفير أنشطة نمو مهني متنوعة تلبي الحاجات المختلفة للمتعلمين.(شلدان والقدرة,2017).

11 * الإشراف التربوي الإلكتروني : نمط إشرافي يقدم أعمال ومهام الإشراف التربوي عبر الوسائط المتعددة على الحاسب الآلي وشبكاته إلى المعلمين والمدارس بشكل يتيح لهم إمكانية التفاعل النشط مع المشرفين التربويين أو مع أقرانهم سواء أكان ذلك بصورة متزامنة أو غير متزامنة، مع إمكانية إتمام هذه العمليات في الوقت والمكان وبالسرعة التي تناسب ظروف المشرفين التربويين، فضلاً عن إمكانية إدارة هذه العمليات من خلال تلك الوسائط (سفر,2008 :4)

أنواع الإشراف الإلكتروني:

الإشراف المعتمد على الحاسب الآلي: وهو الإشراف الذي يتم بواسطة الحاسب الآلي وبرمجياته ويُقدّم من خلال وسائط التخزين (الأقراص المدمجة، أسطوانات الفيديو ، الأقراص الصلبة)،وهذا النوع يتيح للمعلم التفاعل مع ما يقدم له دون التفاعل مع المشرف التربوي أو مع الأقران.

الإشراف المعتمد على الشبكات: وهو الإشراف الذي يتم من خلال إحدى شبكات الاتصال المحلية أو الإنترنت، ويتيح هذا النوع فرصة التفاعل النشط بين المعلمين والمشرفين التربويين من جهة وبين المعلمين والأقران من جهة أخرى.

الإشراف الرقمي: وهو الإشراف الذي يتم من خلال وسائط تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الرقمية (الحاسب الآلي  وشبكاته، شبكة الكابلات التلفزيونية ، أقمار البث الفضائي).

الإشراف عن بعد: وهو الإشراف الذي يتم من خلال كافة الوسائط سواءً التقليدية (المواد المطبوعة ،أشرطة التسجيل ،الراديو ، التلفزيون) أو الحديثة (الحاسب الآلي وبرمجياته وشبكاته ،القنوات الفضائية ، الهاتف المحمول) ويكون فيه المعلمون بعيدين مكانياً أو زمانياً أو الاثنين معاً عن المشرف التربوي. (الهجران,2005: 59).

12 * الاشراف التربوي الشامل: فالإشراف من هذا المنطلق هو عملية تعاونية تشخيصية تحليلية علاجية مستمرة يتم من خلال التفاعل البناء والمثمر بين المعلم والمشرف بهدف تحسين عملية التعليم والتعلم.

  • المشرف يولي اهتمامه لجميع عناصر العملية التعليمية (المعلم والتلاميذ والمناهج الدراسية والعملية الإشرافية )
  • والمشرف هنا يقوم بتشخيص عناصر عملية العليم والتعلم بالتعاون مع المعلم فهو يزور الصفوف ويدون الملاحظات حول سلوك المعلم والتلاميذ بناءً على اهداف واضحة تتفق مع الأهداف التربوية.
  • يكتسب المعلم من خلال مشاركته للمشرف في عملية التشخيص قدرة على القيام بها بمفردة في مواقف اخرى.

13 * الاشراف التربوي القائم على الحاجات: هو خدمة تربوية يقدمها المشرف التربوي للمعلمين الذين يشرف عليهم خصوصاً والى المدرسة عموماً   بأساليب إشرافية حديثة تتماشى وحركة تعليم التفكير والتفكير الإبداعي، وبتوظيف فاعل لتقنيات التعليم ومصادر التعلم المتنوعة، وعبر تنوع اتصالي تفاعلي قائم على الود والثقة والدعم والخبرة.

ويؤكد هذا النمط على قضايا مهمة منها:

  • أنه خدمة يطلبها المعلم الراغب بالخدمة في المجالين التخصصي والتربوي
  • أن دور المشرف في هذا النمط يتجه من الكلية والشمولية إلى الفروع والجزئية.
  • أنه يركز على مسايرة ركب التطور في أساليب التدريس الحديثة
  • أنه يركز على الاستفادة من ثورة التكنولوجيا والاتصالات في إكساب المعلمين المهارات التي تمكنهم من توظيفها في التعليم بفاعلية.
  • أنه يساير حركة تطوير التعليم باعتبار المشرف خبير التعليم ومعلم المعلمين.

ثالثاً: الإشراف التربوي المتعلق بالعلاقات الإنسانية

1 * الإشراف التفتيشي: وهو أقدم أنواع الاشراف وهو عبارة عن عملية تفتيش على المعلمين هدفها معرفة العيوب وجوانب الضعف لدى المعلم ليس من أجل الاصلاح بل من أجل التأنيب والعقاب .

خصائص الاشراف التفتيشي:

  • يركز اهتمامه على المعلم اكثر من العوامل والظروف المتداخلة في الموقف التعليمي
  • يعتمد على عنصر المفاجئة
  • المفتش هو صاحب السلطة العليا من المشتركين في العملية التعليمية
  • يهتم بالأهداف القريبة دون النظر الى الاهداف البعيدة .
  • يهدف اساسا الى معاونة الرؤساء في التعرف على احوال المعلمين والرقابة عليهم دون معاونة المعلمين(عطوى ,2008)

2 * الإشراف القيادي: هـذا النـوع الإشرافي يتطلـب تمتع المشرــف التربـوي بـأعلى أنـواع الإعـداد والقوة، فيجب أن يكون قائداً وليس مفتشاً أو مستبداً أو مجرد صـديق محبـوب من الجميـع، بـل يجـب ان يـدرس باعتبـاره قائـداً تربـوي التعلـيم وفلسـفته متمكناً من المبادئ والأساليب والتطبيقات التربوية، وعارفاً بطرق التدريس، وعلم النفس التربوي وقوانين التعلم، وأن يدرك محددات المعرفة في هذه الميـادين، وأن يتصف بالمعرفة والمهارة في استخدام الطريقة العلمية مـن حيـث جمـع البيانـات الدقيقة عن المشكلات التربوية، ولديه قدرة على الاستقصاء وتفسر النتـائج، فهـو مبدع في مهاراته التدريبية ويشـجع عـلى المبـادأة، ويحـث المعلمين عـلى النمـو وبذل الجهود لتحسين أنفسهم . الأمر الذي يتطلب من المشرف التربوي تنمية القيادة السـليمة وتشـجيعها عند الآخرين، باعتماد أراءهم وأفكارهم واكتشـاف قـدراتهم القياديـة مـن خـلال التعامل الإنساني وضـمن الجـو المناسـب، لرفـع جميـع العاملين لتقـديم أفضـل الجهود والأفكار في تطوير العملية التربوية.( الديحاني ,وآخرون,2019م)

3 * الإشراف الدكتاتوري التسلطي : وهو أن يستأثر المشرف بكل السلطات فهو صاحب الأمر والنهي وإرادته هي العليا لذلك يتمسك بآرائه ويرسم خط العمل ويحدد كيفية تنفيذها وفق ما يشاء متجاهلاً آراء وقدرات من يعملون معه.

هذا النوع من الإشراف يؤدي بصورة مباشرة إلى طرق تربوية جامدة، وإلى تعليم صارم. والإشراف الديكتاتوري ضمن تلك الرؤية لا ينمي المبادرة والابتكار في التدريس، كما أنّه قد يمنع المعلمين من القيام بمجهودات ذكية مستقلة لإيجاد أحسن الطرق التي يمكنهم استخدامها في التدريس(زايد ,2008)، ويتصف هذا الأسلوب بالروتين وكثرة الأعمال الورقية والرسمية والأوامر والنواهي والقواعد الكاتبة أو الضيقة الأفق، وتركز على هدف المؤسسة أكثر من تركيزها على هدف الفرد

4* الإشراف الدبلوماسي: وهو أن يتيح المشرف للمعلمين فرص عرض آرائهم وأفكارهم ولكن المشرف في نهاية الامر يأخذ برأيه هو فقط فالمشرف يعمد إلى فرض آرائه بطريقة تتصف باللباقة والنعومة.

هذا النوع من الإشراف أثبت حسب التربويين عدم جدواه من ناحية خدمة العملية التعليمية لأنه غير موجه إلى تنمية المعلم في عمله، بقدر ما هو جاهزية إشرافيه مفروضة ضمن أداء دبلوماسي له من المرونة والمشاركة الشكلية ما تجعله أقل سوءا من النمط الدكتاتوري الذي تتأثر نتائجه بنوازع المشرف الشخصية و مزاجه الفردي.

فالعمل في ظلّ هذا النوع من الإشراف يكون شكلياً ومعرضا للفوضى والارتجال، والمظهر العام لهذا النوع من الإشراف مظهرا ديمقراطيا ولكنه بعيدا عن ذلك مضموناً.(عطوى,2008)

5* الإشراف السلبي: وهو أن يمنح المشرف المعلمين مسؤولية تعتمد على الحرية دون توجيه فيعمل المعلم في جو يسوده الفوضى وعدم التخطيط أو تنظيم العمل ولا تتفق مع الصالح العام بقدر ما تحقق المصالح الشخصية و إشباع الأغراض الذاتية.

الصفات للمشرف السلبي يمكن تلخيصها كما يلي:

  • يتخذ قراراته اعتباطا بلا تخطيط أو هدف.
  • يمارس الآخرون صلاحياته دون وعي أو مشورة منه.
  • لا ينطلق من فلسفة تربوية أو وعي فكري في قيادته.
  • يتصف بالمزاجية والفوضوية ويتحاشى مناقشة الآخرين، أو توجيههم حتى لا يثير غضبهم ونفورهم.
  • لا يرتكز على البحث والجانب العلمي في تأطيره للمعلمين. (سلامة, وعوض الله ,2006)

6 * الإشراف الديمقراطي : وهو أن يشترك المشرف والمعلم في مناقشة وتحديد الأهداف والخطط وطرق تحسين العملية التعليمية وتنمية قوى التوجيه الذاتي لديه

المشرف الديمقراطي شخص يمتاز بالثقة و يملك موهبة ومهارات جيدة في إجراء الاتصالات بين الأفراد و الجماعات و له إطلاع واسع في عمله، و يسعى دائما إلى تدريب معلميه و توجيههم توجيها ناجحا و إعطائهم فرصا كافية لإظهار مواهبهم و قدراتهم

ومن أهم نقاط النقد الموجهة للإشراف الديمقراطي:

  • هي كونه عرضة لسوء استخدام بعض المشرفين التربويين الذين يجعلون القيام بالإشراف الديموقراطي او الذين يفهمون الديمقراطية على انها الشعبية والرضا العاطفي لما يقوم بها المدرسون من ممارسات، وغض النظر عن تلك الممارسات الخاطئة.
  • يواجه الاشراف الديمقراطي كذلك تعارضا بين النظرية والتطبيق ، ذلك ان المدرسين الجدد قليلو الخبرة والاعداد يحتاجون الى معرفة ما يقومون به من اعمال وواجبات ، ولهذا لا يستطيعون مناقشة مشرفيهم او طرح وجهات نظرهم. (سلامة, وعوض الله ,2006) (شاهد بعض مقاطع فيديو موقع مقال على اليوتيوب)

بقلم: سلوى حمدي حلس

 

أضف تعليقك هنا