مجتمعات التعلم المهنية

بقلم: نهيل المدهون

تسعى المؤسسات المعاصرة لبناء مجتمعات التعلم المهنية وذلك لتنمية معارف ومهارات واتجاهات العاملين بها ،كما أنها فرصة لتدعيم العلاقات الإنسانية بين جميع أفراد المؤسسة، وإزالة أي حواجز تنظيمية تمنعهم من العمل الجماعي المشترك ،بالإضافة إلى أنها داعم رئيس وعنصر أساسي في عمليات التحسين والتطوير والتغيير بالإضافة لكونها ركيز في السياسات والأنشطة المختلفة، فما هي مجتمعات التعلم المهنية وما أهميتها وأهدافها ومبادئها؟

أولا:تعريف مجتمعات التعلم المهنية:

حدد معجم المصطلحات الإدارية (2007 ،ص 235 ) تعريفاً لمجتمع التعلم بأنه ”الجو العام المحيط بالجماعة والذي يشارك فيه كل العاملين في المسئولية تجاه تعليم بعضهم البعض وتحسين الأداء والمشاركة بشكل عملي في تحقيق ذلك“.

ويعرف توماس(Thomas,2008,P 62) مجتمعات التعلم المهنية بأنها جماعة من الأفراد لديهم  اهتمامات ومشكلات وانفعالات مشتركة حول موضوع أو مجال معين، ويعمقون معارفهم وخبراتهم في هذا المجال من خلال التفاعل المستمر.

ثانيا: أهمية مجتمعات التعلم المهنية:

وتكمن أهمية مجتمعات التعلم المهنية في أنها تعمل على شحذ الهمم وشحن الطاقات البشرية و التنشيط والتجديد في أداء العاملين كما أن التعلم يعمل على تأمين العاملين من الاستبعاد من المؤسسة، وتتضح أهمية تكوين مجتمعات تعلم مهني داخل المؤسسات التربوية فيما يلي(McDermott,Richard,2003,23):

  • التآزر والشراكة الفكرية حيث  تتبادل المجتمعات التعليمية ما لديها من معارف بالاعتماد على وسائل الاتصالات التنظيمية وهنا يعتمد الفرد على قيمه وثقافته الخاصة لتقدير مدى صحة وسلامة المشورة.
  • تبادل أفضل الممارسات المهنية
  • تطوير مجال معرفي معين بالاعتماد على أساسيات إدارة المعرفة.
  • تيسير الابتكار والإبداع بالاستفادة من الصدام بين وجهات النظر المختلفة.

ثالثا:أهداف مجتمعات التعلم المهنية

تتعد أهداف مجتمعات التعلم المهنية وتتنوع ،فهي عملية مستمرة، فكلما حققت مجتمعات التعلم أهدافها إلى أهداف أخرى جديدة أكثر طموحا، وتتمثل أهداف مجتمعات التعلم المهنية فيما يلي(ناصف،2012,  293-294)(مخلوف،2015،378):

  • إصلاح وتطوير العملية التعليمية بالمدارس، وحل المشكلات التربوية التي تعاني منها.
  • توطين ثقافة التدريس والأبحاث والمشروعات في المدارس، وتطبيقها في عملية تعلم الطلاب.
  • تنمية الشعور بالمسؤولية الجماعية، والعمل بروح الفريق، والمشاركة في صنع القرار، وتشجيع الإبداع والمبادرة و المشاركة في المعلومات.
  • تنمية الخبرات والمهارات المختلفة للطلاب والإداريين في إطار الجماعة أو فرق العمل.
  • تجويد الأداء الأكاديمي وتحسينه بشكل مستمر في المدارس ، وجعل عملية تعلم الطلاب أعمق وأكثر تكاملا وسد الفجوات في انجاز الطلاب بين ما يتم تحقيقه وما هو مستهدف.
  • التنبؤ بالمشكلات المستقبلية التي تواجه المدارس، واستخدام الأساليب الإبداعية المناسبة للتغلب عليها.
  • تعزيز التطور المهني المستمر للمعلمين والإداريين في المدارس، وذلك من خلال تبادل الخبرات و الأفكار والمعلومات، وتوفير التغذية الراجعة الفورية من الزملاء.

رابعا :المبادئ الأساسية لمجتمعات التعلم المهنية:

تقوم مجتمعات التعلم المهنية على عدة مبادئ، تتمثل فيما يلي:

  1. الثقة و الأمان: حتى يتمكن أعضاء مجتمعات التعلم من التفاعل الإيجابي مع بعضهم البعض ،يجب أن يتوفر لديهم شعور بالأمان والثقة، وبخاصة عندما يكتشف المشاركون نقاط الضعف في تدريسهم أو تنفيذ الأعمال والمهام المكلفين بها.
  2. الصراحة: وذلك لتوفير جو من الحرية لأعضاء مجتمعات التعلم لتقاسم أفكارهم وخبراتهم، والتعبير عنها، ومشاركة الاخرين فيها دون خوف من العقوبات وغيرها.
  3. الاحترام:حتى يندمج الأعضاء في مجتمعات التعلم، لا بد من إحساسهم بأنهم موضع تقدير واحترام من جانب المسئولين وكافة أفراد المجتمع المحلي.
  4. التعاون:يعتمد نجاح مجتمعات التعلم في المدارس على مدى قدرة الأعضاء على التعاون، والعمل الجماعي، والتفاعل مع بعضهم البعض لتبادل المعارف و المعلومات والخبرات المختلفة.
  5. التمكين:فالإحساس بالتمكين يعد عنصر حاسم ونتيجة محفزة لأعضاء المجتمع المدرسي للمشاركة بفاعلية في مجتمعات التعليم، ويولد لديهم احساسا جديدا بالثقة  في قدراتهم.
  6. المبادأة: فنجاح مجتمعات التعلم يتطلب من الأعضاء ضرورة المبادأة والمبادرة في أداء المهام والأعمال المكلفين بها ،والبحث عن الأفكار الجديدة وتجريبها.
  7. المسؤولية الجماعية: حيث يتحمل أعضاء مجتمعات التعلم مسؤولية جماعية نحو تجويد أدائهم الأكاديمي، والارتقاء بالمخرجات التعليمية، وتحسين عمليات التعلم المستمر للطلاب.
  8. الموضوعات التربوية المهمة، والمشاركة في نقل المعرفة وتطبيقها في الفصول الدراسية.
  9. التعليم المستمر: حيث تتيح مجتمعات التعلم فرص عديدة للتعلم المستمر أمام الطلاب والمعلمين و الإداريين، ويقوم المديرون بتنمية ثقافة تحث على التعلم المستمر و دعمه. (شاهد مقاطع فيديو موقع مقال على اليوتيوب).

بقلم: نهيل المدهون

 

أضف تعليقك هنا