الفلك (بضم الفاء) في القرآن الكريم

الآيات القرآنية التي وردت فيها كلمة “الفُلك” 

آيات كريمة ورد فيها اسم الفلك (بضم الفاء) حيث قال الله عز وجل “فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ” ﴿الأعراف 64﴾، و “حَتَّىٰ إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ ﴿يونس 22﴾، و “فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ” ﴿يونس 73﴾، و “وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا” ﴿هود 37﴾، و “وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ” ﴿هود 38﴾، و “وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ” ﴿ابراهيم 32﴾، و “وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ” ﴿النحل 14﴾، و “رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ” ﴿الإسراء 66﴾، و “وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ” ﴿المؤمنون 22﴾، و “فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا” ﴿المؤمنون 27﴾، و “فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ” ﴿المؤمنون 28﴾، و “فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ” ﴿الشعراء 119﴾، و “فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴿العنكبوت 65﴾، و “وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” ﴿الروم 46﴾، و “أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ” ﴿لقمان 31﴾، و “وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” ﴿فاطر 12﴾، و “وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ” ﴿يس 41﴾، و “إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ” ﴿الصافات 140﴾، و “وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ” ﴿غافر 80﴾، و “وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ” ﴿الزخرف 12﴾، و “اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ” ﴿الجاثية 12﴾، و “وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ” ﴿البقرة 164﴾، و “أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِه” ﴿الحج 65﴾. جاء في موقع كلمات القرآن عن كلمة فلك (سفن) ومشتقاتها: البقرة 164، الاعراف 64، يونس 22، 73، هود 37، 38، ابراهيم 32، النحل 14، الاسراء 66، الحج 65، المؤمنون 22، 27، 28، الشعراء 119، العنكبوت 65، الروم 46، لقمان 31، فاطر 12، يس 41، الصافات 140، غافر 80، الزخرف 12، الجاثية 12.

الآيات التي وردت فيها كلمة “ركب” في القرآن الكريم

وردت كلمة ركب ومشتقاتها بمعنى ركوب وسائط النقل من الحيوانات والسفن ومعاني اخرى. قال الله عز من قائل “فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا” (الكهف 71﴾، و “فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ” ﴿العنكبوت 65﴾، و “اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ” (غافر 79﴾.

مراحل تطور صناعة السفن

والسفن او الفلك تصنع كما قال الله جل جلاله “وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ” (هود 38) لذلك تعتبر حاليا صناعة السفن من التجارات المربحة. عملت السفن في بداية صناعتها في صيد الاسماك من الخشب، وكانت تستخدم المجاذيف والاشرعة. وحصل التطور الكبير عند اكتشاف الالة البخارية حيث اصبح النقل البحري من ارخص وسائط النقل في نقل البضائع بالاحجام الكبيرة. واستبدل الخشب في صناعة السفن بالحديد. واغلب السفن الكبيرة الحالية هي التي تنقل البضائع والقليل منها تنقل المسافرين في الوقت الحالي واغلبها سفن سياحية. وتسمى السفن احيانا بالبواخر لاستخدامها الطاقة الباخرية.

بم وصف القرآن الكريم السفن؟ 

ووصف القرآن الكريم السفن والمراكب بالجواري والجاريات لانها جارية في البحر كما قال جل جلاله “وَمِنْ ءَايَٰتِهِ ٱلْجَوَارِ فِى ٱلْبَحْرِ كَٱلْأَعْلَٰمِ” (الشورى 32) وهذه من نعم الله على عباده حيث يستطيع ان يجعلها راكدة حيث قال الله تبارك وتعالى “إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ” (الشورى 33). وتستوي السفينة اي تستقر بدون ميلان. وقال عز من قائل “فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا” (الذاريات 3) اي سهولة جريان السفن.

الله هو المنجي من مخاطر البحر 

ومهما اخترع الانسان من سفن وبواخر متطورة عليه أن لا ينسى أن ذلك بمساعدة الخالق سبحانه الذي أعطى الانسان العقل وميزه على بقية مخلوقاته بالاضافة إلى المعادن وثروات الأرض التي يسرها لصناعة هذه السفن، وإلا فانه قادر على غرقها في أي وقت يشاء كما قال عز وجل “وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ” (يس 43). وعندما ينجي الله عباده من مصائب البحر فعليهم ان لا ينسوا ذلك فالله تعالى يقول “وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا * أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا * أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا” (الاسراء 67-69).

الآيات التي وردت فيها كلمة “سفينة” 

وردت كلمة سفينة في آيات قرآنية قال الله تبارك وتعالى “وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا” ﴿الكهف 79﴾، فَانْطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا” ﴿الكهف 71﴾، و “أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ” (الكهف 79﴾، و “فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ” ﴿العنكبوت 15﴾.

كيف هيأ الله تعالى للنبي نوح صناعة السفن ؟

وتوفرت لنوح عليه السلام المعلومة بأن الخشب أخف من الماء وهي المادة التي تطفو على سطح الماء على أن تكون بشكل ألواح مثبتة بمسامير لتصبح سطح كبير لا يغطس حسب نظريات فيزيائية اكتشفت فيما بعد بما يسمى الماء المزاح كون الحجم المغمور من السفينة أجوف والحاجيات الموجودة في داخله حتى وإن كانت من المعادن كالحديد فإن وزنها أقل من وزن الماء المزاح. قال الله تبارك وتعالى و “وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا” ﴿هود 37﴾. وبذلك هنالك توازن بحيث لا يزيد الوزن مع السفينة عن وزن الماء المزاح الذي يساوي الحجم المغمور ضرب الوزن النوعي للماء والا فان اي زيادة ستغرق السفينة. قال الله تبارك وتعالى “وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ” (القمر 13) وبينت الروايات ان اول من صنع السفينة هو نوح عليه السلام كما قال الله عز وجل “وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُون” (هود 38). وقد استهزأ قوم نوح به لاسباب منها انه يصنع السفينة بعيدا عن البحر ولا يعلموا ان الله سبحانه سيغمر المنطقة بالماء، وان نبيهم عليه السلام اصبح نجارا ولم يعلموا ان الانبياء عليهم السلام لديهم حرف مختلفة. قال عز من قائل “فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ” ﴿يونس 73﴾ و “فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ” ﴿الشعراء 119﴾.

من التفاسير التي تؤيد ان سفينة نوح كانت اول سفينة كبيرة تشحن اعداد من الناس والحاجيات وجود كلمة خلق في ايات صنع سفينة نوح “وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41) وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (42)” (يس 41-42) كون التعليمات الهية بوحي التي جاءت الى نوح عليه السلام في صنع السفينة كما قال الله سبحانه “فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا” ﴿المؤمنون 27﴾. وفي تفسير اخر من مثله “وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ” (يس 42) اي من مثل ركوب وسائط النقل الاخرى الانعام.

ما منافع السفن ؟

تعتبر حركة السفن في البحار آية الهية فهي وسيلة نقل الناس وهم الذرية في الاية الكريمة “وَءَايَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ” (يس 41) بالاضافة إلى نقل اليضائع أي المشحون في الاية، لذلك يرد مصطلح الشحن عند نقل البضائع كما قال الله سبحانه ايضا “إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ” ﴿الصافات 140﴾ . والسفن والبواخر تحمل اضعاف مضاعفة مما تحمله الحيوانات سابقا والمركبات البرية حاليا. كل ذلك بسبب الاية الربانية في تسهيل الماء لغمر الاجسام وطوفانها. وقد اشار الله تعالى الى الانعام والفلك في الحمل والركوب كما قال عز من قائل “وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ” ﴿الزخرف 12﴾، و “وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ” ﴿المؤمنون 22﴾.

ولا شك ان للفلك منافع عديدة كما قال الله عز وجل “وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ” ﴿البقرة 164﴾، و “وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” ﴿الروم 46﴾، و “وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” ﴿فاطر 12﴾. ومن فوائد الفلك هي الحمل والنقل كما قال الله سبحانه وتعالى “وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ” ﴿يس 41﴾، و “وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ” ﴿غافر 80﴾، و “أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ” ﴿لقمان 31﴾، و “وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ” ﴿البقرة 164﴾، و “أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِه” ﴿الحج 65﴾.

دلالة كلمة “الفُلك” إذا جاءت مذكرة أو مؤنثة

اذا جاءت كلمة الفلك مذكرة فانها تعني السفينة الواحدة كما قال الله تعالى “فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا” ﴿المؤمنون 27﴾، و “فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ” ﴿المؤمنون 28﴾، و “فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ” ﴿الشعراء 119﴾. واذا جاءت كلمة الفلك مؤنثة تعني اكثر من سفينة واحدة في قوله جل جلاله “وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ” ﴿ابراهيم 32﴾، و “وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ” ﴿النحل 14﴾، و “رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ” ﴿الإسراء 66﴾، و “وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ” ﴿المؤمنون 22﴾.

الغرق عاقبة والدعاء منجاة 

يتضح ان الفلك قد تتعرض لطارئ كالعواصف وإن دعاء الموجودين في الفلك أو السفينة بأن ينجيهم الله سبحانه مطلوب حيث قال الله جل جلاله “هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ” (يونس 22-23). وقال عز من قائل “فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ” (الاعراف 64) و “فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ” (يونس 73).

الفُلك آية من آيات الله للتفكر والتأمل

وحث الشرع على التفكر بآيات الله ومنها الفلك قال سبحانه “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ” (البقرة 164). يأتي البحث عن سبع آياتٍ من آيات اللَّه، فهو يذكر الفلك كآية ثالثة حيث تجري في البحر بما ينفع الناس: “وَالْفُلْكَ تَجْرِى فِى الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ” (البقرة 164)، ويؤكد في ختام هذه الآية أنّ في هذه الامور آياتٍ من الذات الإلهيّة المقدّسة وآياتٍ عن وحدانية اللَّه لقومٍ يعقلون “لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ” (البقرة 164).

تخصيص الفلك والسفن للجريان في البحر

الفلك والسفن لها علاقة مع البحر كما وردت في آيات قرآنية كما قال الله سبحانه “وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ” ﴿ابراهيم 32﴾، و “أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ” ﴿لقمان 31﴾، و “اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ” ﴿الجاثية 12﴾، و “وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ” ﴿البقرة 164﴾، و “أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِه” ﴿الحج 65﴾، و ” أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا” (الكهف 79).

نجاة النبي نوح عليه السلام وأصحاب السفينة من الغرق 

واصحاب السفينة هم ركاب السفينة كما قال الله تبارك وتعالى “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (15)” (العنكبوت 14-15) فيعبر القرآن بالاصحاب للتابعين او للمتواجدين في مكان محدد مثل اصحاب الكهف.

وذكر القرآن الكريم نجاة نوح عليه السلام ليس فقط لوحده وانما الذين او من معه في السفينة كما قال الله عز وجل في عدد من الايات ” فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ” (الاعراف 64)، و “فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ” (الاعراف 72)، و “فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ” (يونس 73)، و “فَأَنْجَيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ” (الشعراء 119) وهذا دليل ان على ركاب السفينة ان يتبعوا توجيهات القبطان وقائد السفينة في التعليمات الموجهة لهم لكي ينجو جميعا عندما تجابه السفينة اي طارئ كما انجى الله تعالى قائد السفينة نوح عليه السلام ومن معه. وعند خروج الركاب عن تعليمات قبطان السفينة فان السفينة تصبح في خطر. فاذا خرقت السفينة فقد تغرق كما ذكر القرآن الكريم حيث قال الله عز وعلا “فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا” (الكهف 71)، و ” أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا” (الكهف 79).

الفرق بين الفُلك والسفينة كما أوضحها القرآن الكريم

يتضح من آيات القرآن الكريم كما جاء في تفاسير ان الفلك هي السفن الكبيرة التي تحمل البضائع او الفلك المشحون او الناس باعداد كبيرة كالسفن السياحية ذات الطوابق كما جاء الايات الكريمة الشعراء 119 و يس 41 و الصافات 140. اما السفينة فالمقصود بها القارب او السفينة ذات الحجم الوسط التي تنقل الناس وبضاعة قليلة لمسافات محدودة. الباخرة كلمة حديثة اشارة الى السفينة التي تسير بمحرك. وحاليا الفلك تشمل السفن والغواصات وحاملات الطائرات.

ذكرت السفينة في قصة نبي الله موسى عليه السلام مع الخضر في آيتين مباركتين ويتضح انها سفينة صغيرة لمساكين. قال الله تبارك وتعالى “فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا” (الكهف 71)، و ” أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا” (الكهف 79).

تطور صناعة السفن عبر العصور

وتأريخ السفن كان أولها سفينة نوح المعروفة من الواح الخشب مع المسامير. واستخدم المصريون القدامى حزم القصب لإنشاء القوارب الشراعية لتجري في نهر النيل ثم استخدم الخشب بدل القصب. وكان العراقيون القدامى يستخدمون البردي لصناعة القوارب الصغيرة لتجري في الاهوار. واستعمل الفينيقيون سفن طويلة للتجارة والحرب باستخدام التجديف لتحريكها من قبل اعداد من الرجال. وقبل الف سنة شرع الصينيون باستعمال الموجهات لتوجيه السفينة. ثم استخدمت اليخوت قبل بضع قرون وكذلك السفن الشراعية والتي كانت الاكثر سرعة. وبعد عام 1800م استعملت السفن الطاقة البخارية بالاضافة الى الرياح. وعام 1850م صممت سفن من الحديد عابرة للمحيطات باستخدام الفحم الذي استبدل بالديزل عام 1910م. وصممت عام 1990م بواخر سياحية تمثل حي ترفيهي سكني يحوي مرافق مختلفة ومطاعم.

أنواع السفن

تقسم السفن الحالية إلى سفن نقل البضائع، وسفن نقل البترول، والسفن العسكرية والغواصات، بالاضافة الى سفن الصيد والسياحة ونقل الركاب لمسافات قصيرة.

الدول الكبرى في صناعة السفن

من الدول الكبرى في صناعة السفن الصين وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وروسيا بالاضافة الى دول اوربية وهي كرواتيا وفنلندا والدنمارك وفرنسا واليونان والمانيا وايطاليا والنرويج. ونصف حمولات السفن في العالم تملكها خمس دول وهي اليونان واليابان والصين والمانيا وسنغافورة. واكثر الدول العربية سيطرة على ملكية السفن هي الامارات العربية والسعودية وعمان وقطر. وبلغت حجم التجارة المنقولة بحرا 10.7 مليار طن سنويا.

أكثر الدول بناءً للسفن

ورشة بناء السفن او حوض السفن هي موقع صناعة السفن والمراكب وصيانتها واصلاحها وتعد الصين وكوريا الجنوبية اكثر الدول احتواءا على هذه الاحواض او الورش. ويحوي حوض بناء السفن على رافعات متخصصة واحواض جافة ومستودعات ومرافق طلاء ومساحات تصنيع السفن. وتتوفر احواض عائمة لبناء السفن ولكنها اكثر كلفة. اما الحوض الجاف فهو اما ان يكون مغمورا او غير مغمور.

ناقلة النفط هي سفينة مصممة لنقل كميات كبيرة من النفط. وتنقسم ناقلات النفط الى ناقلات نفط خام وهي كبيرة الحجم، وناقلات نفط المنتجات الاصغر حجما. وتنقل الناقلات نحو 2 مليار طن من النفط سنويا. وتبلغ تكلفة نقل النفط بمعدل 8 دولارات للمتر المكعب. وتعتبر ناقلات النفط العملاقة اكبر الهياكل المتحركة من صنع الانسان وتصل سعة الحمل الى 2 مليون برميل من النفط. قال الله سبحانه “عَلَّمَ ٱلْإِنسَٰنَ مَا لَمْ يَعْلَمْ” (العلق 5).

تسميات مختلفة للسفن ومحتوياتها في الخليج العربي

اسم القلافة يطلق على صناعة السفن الخشبية في منطقة الخليج العربي، وصانع السفينة يسمى قلاف. وعدة القلاف تحوي المنشار لنشر الالواح وتشريحها، والمطرقة لضرب المسامير. وسد الثغرات بين الالواح يسمى السجاجة. وتشذيف الواح السفينة يسمى الشامين. وتدخل فتائل القطن بين فراغات الالواح لمنع تسرب الماء. والاخشاب عادة تجلب من الهند الى الخليج العربي ومنها خشب الساج ويعد افضل اخشاب السفن لصغر مسامه. والنوع الاخر من الخشب يسمى الجنقلي، والنوع الثالث يسمى الفيني. وتصنع دفة السفينة والسكان من خشب المنطيج. وتسد الفتحات بزيت جوز الهند وشحوم الاغنام. ويسمى العمود الفقري للسفينة البيص. وسطح السفينة يسمى الفنة. والصاري يسمى الدقل. والسفن المتوسطة الحجم تسمى البانوش، والشوعي المخصص للصيد، والبتيلة هي السفن الكبيرة وكانت تسمى البقارة، والسفن الاكبر تسمى البوم، و سفينة الجالبوت مخصصة لاستخراج اللؤلؤ.

فيديو مقال الفلك (بضم الفاء) في القرآن الكريم

 

أضف تعليقك هنا