تمويل التعليم في الإسلام

بقلم: إيمان أحمد ضاهر

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وبعد: لقد اهتم الإسلام بالعلم أعظم اهتمام وحث المسلمين على طلبه وخير دليل على ذلك نزول أولى آيات القرآن الكريم على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) متضمنة العلم {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} (العلق:1-5)، ففي هذه الآيات المحكمات أمر بالقراءة وتعلم أي علم يكون له ولغيره نفع في الدين والدنيا، وقد رافق هذا الأمر بيان سماوي آخر عن مكانة العلماء في مواضع عدة من القران الكريم كما في قوله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ والَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبابِ} (الزمر: 9).وقد بدأت الحركة العلمية التعليمية في الإسلام والدعوة إليها في المساجد التي لم تكن مكانا للتعبد فقط بل اتسعت لتصبح منارة للعلم والعلماء، ونشأ نوع آخر من مراكز العلم في الدولة الإسلامية كالمدارس، الخوانق، الزوايا وكانت تهتم بالعلم والمتعلم اهتماما كبيرا، وكانت تمول هذه المراكز والمؤسسات العلمية من قبل منشأيها.

وكان ينظر إلى التعليم نظرة استهلاكية واستثمارية وقد تغيرت هذه النظرة وأصبح يعتبر التعليم المفتاح الذهبي لرفاهية المجتمع الأدبية والمادية، والآن تنظر الدولة النامية إلى التعليم على أنه قوة فعالة ومؤثرة على طريق التنمية الاقتصادية والتماسك الاجتماعي، مدى أثر التعليم على مستوى دخل الفرد فكلما زاد مستوى تعليم الفرد زاد دخله، وبالتالي توفير مصادر تمويلية كافية من أجل تأمين التعليم المناسب لطالبيه بالكم والنوعية المناسبين.

وذلك لأن المال هو عصب كل مشروع وتوفير الموارد المالية اللازمة مسألة لا غنى عنها لتمويل المؤسسات التعليمية ووجود نقص أو جمود بعدم توفير الموارد المالية يؤثر سلبا على جودة التعليم وتحقيقه، ذلك لأن المؤسسات التعليمية تبقى في ظل هذه المشاكل عاجزة عن تطوير وتحسين مستواها ورفع كفايتها التعليمية .

مفهوم التعليم لغةً واصطلاحاً:

لغةً: من الفعل علم وعلمه الشيء تعليما فتعلم، ومنه قوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ‏} (البقرة: 31). اصطلاحاً: عبارة عن العملية المنظمة التي يمارسها المعلم بهدف نقل ما في ذهنه من معارف ومعلومات إلى الطلاب المتعلمين والذين يكونون بحاجة إلى هذه المعارف (العتيبي، 2021، موقع مفهرس).

يعرف التعليم أيضا بأنه توجيه عملية التعلم وتحفيز المتعلم واستثارة قواه العقلية ونشاطه الذاتي وتهيئة الظروف المناسبة التي تمكن المتعلم من التعلم. (الطيطي وآخرون، 2009: ص 238). ويعرف أيضا بأنه عملية تغيير وتعديل في السلوك الثابت نسبيا والناتج عن التدريب، حيث يحصل المتعلمون من التعليم على معلومات أو مهارات من شأنها تغيير سلوكهم أو تعديله للأفضل (الجازي، 2016، موقع الموضوع). يعرف التعليم أيضا: هو المجهود المبذول من قبل شخص لغرض مساعدة شخص أخر على التعلم وذلك بتهيئة الجو المناسب للمتعلم واستثارة قوى المتعلم العقلية ونشاطه الذاتي  (فوزية، 2009: ص30).

مكانة العلم في الإسلام والحث عليه:

إن للعلم في الإسلام مكانة عظيمة، فقد جاء القران الكريم منذ اللحظة الأولى يدعو إلى العلم والتزود به، قال عز وجل {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} (العلق: 1)، وقال عز وجل: {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا‏} (طه: 114)،  واعتبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طلب العلم فرضا على كل مسلم لقوله صلى الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم) (ابن ماجه، كتاب المقدمة، باب فضل العلماء والحث على طلب العلم <224>، ج 1/81).

ومن ميزة العلم أن الله عز وجل أثنى على العلماء فقال: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (فاطر: 28)، فقصر خشيته على العلماء حيث أن الإنسان كلما ازداد علما بعظمة الله عز وجل ومدى إحاطته بخلقه وقدرته عليهم وعظيم سلطانه، في مقابل عجز وضعف البشر وقلة حيلتهم فهذه الأمور تزيد من خشية المولى عز وجل وتعظيمه، وقرن الله عز وجل شهادته وشهادة ملائكته بشهادة العلماء فقال {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ} (آل عمران: 18)، وجاء في الحديث النبوي أن العلماء ورثة الأنبياء ورثة صفوة البشر في العلم، فيا لها من مفخرة ومكرمة، ومن فضائل العلم أن الكائنات تستغفر لمعلم الناس الخير حتى النملة في جحرها والحوت في البحر كما جاء في الحديث، والعلم يفضل على المال حيث أن المال ينقص بالإنفاق والعلم يزيد بالإنفاق والمال يحتاج صاحبه إلى حراسته على عكس العلم يحرس صاحبه من الجهل والخرافات والمهالك. (البربوشي، 2020، موقع مدونات).

المؤسسات التربوية التعليمية في العهود الإسلامية:

إن المؤسسات والمراكز التربوية المتنوعة التي عرفت في المجتمعات الإسلامية عبر تاريخ المسلمين لم تأت من فراغ، ولم تكن ترفا اجتماعيا، وإنما كانت وليدة الحاجة التي استوجبت وجودها وتوافرها وتنوعها مع مراعاة أنها كانت تتفاوت نسبيا في نوعية الأدوار التي كانت تؤديها، وأن مسألة الفروق بينها راجع إلى عوامل كثيرة زمانيةً أو مكانيةً أو وظيفيةً. فقد تعددت المعاهد والمؤسسات التربوية في الإسلام كمنازل العلماء، والمساجد، الكتاتيب، حوانيت الوراقين، المكتبات، المدارس، البيمارستانات، الخوانق، الرباطات، والزوايا،  وفيما يلي تفصيل موجز لكل منها:

أولاً: منازل العلماء:

ويقصد بها بيوتهم ومساكنهم الخاصة، وقد أسهمت بدور لا ينكر ونصيب كبير في الحركة العلمية ونشرها وخدمة التعليم وبخاصة قبل انتشار المدارس؛ حيث لعبت منازل العلماء دورا كبيرا في نشر العلم وتوسيع مجالات التعليم، فقد اتخذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دار الأرقم مركزا يلتقي فيه بأصحابه ومن تبعه، لتعليمهم مبادئ الدين الجديد وكذلك الطلبة كانوا يقفون على أبواب الشيوخ ليسألوهم أو ليسمعوا منهم (مرسي، 1981: ص 305-306). ولم يتوقف التعليم في المنازل بعد بناء المساجد وذلك لأن كثيرا من علمائنا المسلمين اتخذوا منازلهم للعلم والتعليم، فمن أهم المنازل التي كانت تعتبر ملتقى العلم والعلماء منزل العلماء ابن سينا ومنزل الإمام الغزالي.

ثانياً: المساجد:

يقصد بالمسجد: الموضع الذي يسجد فيه، قال الزجاج: كل موضع يتعبد فيه فهو مسجد، قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا)، وقال عز وجل {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ‏} (البقرة: 114). وكان يتبع في المساجد نظام الحلقات حيث تعليم القران الكريم، والحديث الشريف والعلوم ثم أصبحت في العصر العباسي بمثابة الجامعات حيث الشروح والإملاء والمناقشة وعندما يأنس الطالب في نفسه الكفاءة، يعتزل حلقة أستاذه، ليشكل حلقة جديدة لنفسه، ومن المساجد الهامة أول مسجد بني في الإسلام هو مسجد قباء الذي يقال له مسجد التقوى، وجامع المنصور الذي بناه وكان قبلة أنظار الطلاب والأساتذة، وجامع دمشق الذي بناه الوليد بن عبد الملك وأنفق عليه خراج المملكة سبع سنين. (صبيح، 2005، رسالة ماجستير منشورة).

ثالثاً: الكتاتيب:

جمع (كتاب)، وهو موضع تعليم الكتابة ومن الباحثين من يرى أن الغرض الأساسي من الكتاب هو تعليم الصبيان القرآن والقراءة والكتابة وبعض النحو والعربية والحساب  (الاهواني، د.ت: ص11). وهو عبارة عن مكان مستقل أو غرفة في منازل أو حجرة مجاورة للمسجد أو ملحق به أو خيمة في جملة خيام الحي في البادية (خيمة المؤدب) (مرسي، 1981: ص287).

وعلى الرغم من ارتباط اسم الكتاب عند الكثير من الباحثين بتعليم القران الكريم ويجعل نشأته تعود إلى ظهور الإسلام؛ لكن الحقيقة غير ذلك فقد وجد الكتاب أولا لتعليم القراءة والكتابة، وهذا يعني أن نشأة الكتاب ترجع إلى ما قبل الإسلام (الخولي، 1996: ص115). ومن أشهر الكتاتيب التي ظهرت في العصور الإسلامية: مكتب ابن قاسم البلخي وكان يضم ثلاثة آلاف تلميذ.

رابعاً: حوانيت الوراقين:

جمع (حانوت) وهو محل أو دكان بيع الورق والكتب وقد عرفت بعد ظهور صناعة الورق التي عرفها العالم الإسلامي لأول مرة في بغداد سنة 794م نقلا عن الصينيين. الجميل في الأمر أن هذه الدكاكين التي فتحت في الأصل لأعمال تجارية، ثم إذا هي تصير مسرحا للثقافة والحوار العلمي، عندما أمّها المثقفون والأدباء، واتخذوا منها مكانا لاجتماعاتهم وأبحاثهم (شلبي، 1987: ص66). وكان بائعو الكتب في معظم الأحيان مثقفين ثقافة علمية وأدبية ودينية، يشاركون العلماء والأدباء والفقهاء في بحثهم واطلاعهم وتأليفهم ونقاشهم ومن الوراقين الذين شغلوا أنفسهم بالتأليف: ابن النديم، صاحب كتاب (الفهرست)، وياقوت الحموي، مؤلف (معجم البلدان) و(معجم الأدباء) (علي وآخرون، 2005: ص164).

خامساً: المكتبات:

إن المكتبات كانت طريقة القدماء في نشر العلم، ولما كان يتعذر على غير الأغنياء اقتناء الكتب نظرا لأنها كانت محفوظات غالية الثمن، لجأ من أحب تعليم الناس إلى إنشاء مكتبة جمع فيها الكتب وفتح أبوابها للناس. وتعد الخزانات فيما يبدو البدايات أو الصور الأولية التي تطورت فيما بعد لينتج عنها ما أصبح يعرف بالمكتبات سواء أكانت مكتبات عامة أو مكتبات خاصة بعد ذلك (شلبي، 1987: ص141). ويشير أحد الباحثين إلى أن أول خزانة هي التي أنشأها خالد بن يزيد الأموي وأودع فيها ما نقله من العلوم وما ألفه، وأضاف الأمويون إليها الكتب التي نقلت لهم ( جي، 1982: ص71).

أقسام المكتبات الإسلامية إلى ثلاثة أنواع:

  1. المكتبات العامة: هي تلك التي كان ينشئها الخلفاء والأمراء والعلماء والأغنياء وكانت تشيد لها أبنية خاصة، وربما كانت تلحق بالجوامع الكبيرة أو بالمدارس الكبرى، مثل: بيت الحكمة بغداد، دار الحكمة  بالقاهرة، دار العلم أو خزانة الكتب لسابور.
  1. المكتبات بين العامة والخاصة: هي المكتبات التي لا يسمح للدخول فيها لكل الناس، ولم تكن الخاصة لان الذين أقاموها لم يقصدوا أن تكون لهم وحدهم ومن هذه المكتبات: مكتبة الناصر لدين الله ومكتبة المعتصم بالله.
  1. المكتبات الخاصة: فقد أنشأها العلماء والأدباء لاستعمالهم الخاص ومن أشهر هذه المكتبات مكتبة الفتح بن خاقان، مكتبة جمال الدين القفطي، مكتبة عماد الدين الأصفهاني.

سادساً: المدارس:

لقد أجمع المؤرخون على أن تاريخ نشأة المدرسة كان في القرن الخامس للهجرة وأشار المقريزي إلى ذلك حينما قال: لم تكن المدارس معروفة في زمن الرسول (صلى الله عليه وسلم) ولا التابعين وإنما حدث عملها بعد الأربعمائة من سني الهجرة وأول من حفظ عنه أنه بنى مدرسة في الأيام أهل نيسابور فبنيت بها المدرسة البيهقية وبني أيضا الأمير نصر بن سبكتكين مدرسة … وأشهر ما بني في القديم المدرسة النظامية ببغداد وشرع في بنائها نظام الملك الوزير السلجوقي، في سنة سبع وخمسين وأربعمائة. (شلبي، 1976: ص114).ويروى أن المدارس الإسلامية الأولى بنيت على الطراز المعماري للمساجد ولم يكن يميز المدرسة عن المسجد إلا وجود (الإيوان) وهو قاعة الدرس بالإضافة إلى أماكن إقامة المعلمين والطلاب وما يتطلبه ذلك من مرافق خاصة .

وعمت حركة أنشاء المدارس كل العالم الإسلامي، وكانت طريقة التعليم في هذه المدارس تختلف باختلاف الأماكن فكانت هناك: الطريقة القيروانية، القرطبية، البغدادية، المصرية، وكتب عن هذه الطرق ابن خلدون في مقدمته تحت عنوان (تعليم الولدان واختلاف مذاهب الأمصار الإسلامية) من أهم المدارس التي ظهرت في التاريخ الإسلامي في العصور الوسطى: المدرسة النظامية في بغداد، المدرسة الناصرية في القاهرة، المدرسة الصلاحية في القدس (على وآخرون، 2005: ص160).

سابعاً: البيمارستانات:

وهي كلمة فارسية تعني مما نقصده بكلمة مستشفى، والبيمارستانات لم تكن مجرد مستشفيات يقصدها المرضى أملا في الشفاء، وإنما كانت كذلك دارا يتعلم فيها الأساتذة الطب، ويدرسون الحالات التي تعرض لهم، وكان في كل مستشفى إيوان كبير (قاعة كبيرة) للمحاضرات يجلس فيها كبير الأطباء ومعه الأطباء والطلاب، بجانبهم الآلات والكتب، فيقعد التلاميذ بين يدي معلميهم بعد أن يتفقدوا المرضى وينتهوا من علاجهم، ثم يجري المباحث الطبية والمناقشات بين الأستاذ والتلاميذ، والقراءة في الكتب الطبية، وكثيرا ما كان الأستاذ يصحب معه تلاميذه إلى داخل المستشفى ليقوم بإجراء الدروس العملية لطلابه على المرضى بحضورهم، كما يقع اليوم في المستشفيات الملحقة بكليات الطب (على وآخرون، 2005: ص167).

وأول من أنشأ البيمارستانات في الإسلام هو الوليد بن عبد الملك الأموي، أنشأ مارستانا بدمشق عام 88ه وفيه اهتم بالمرضى فعزل المجذومين في أماكن خاصة وأوقف عليهم من يهتم بهم (المقريزي، 1987: ج 2/405).

ثامناً: الخوانق:

“الخوانق جمع خانقاة، وهي كلمة فارسية معناها بيت، وقيل أصلها خونقاة أي الموضع الذي يأكل فيه الملك، حدثت في الإسلام في حدود الأربعمائة من سني الهجرة، وجعلت لتخلي الصوفية فيها لعبادة الله تعالى” (المقريزي، 1987 :ج2/414). “وكانت تبنى غالباً على شكل مساجد للصلاة، إلا أن فيها غرفا عديدة لمبيت الفقراء، والصوفية، وبيتاً كبيراً لصلاتهم مجتمعين، وللقيام بأورادهم وأذكارهم، ولا يكون فيها في الغالب منبر، لأن صلاة الجمعة لا تقام فيها إلا نادرا”(عبد الدايم, 1978:ص160)

تاسعاً: الرباط:

هي المرابطة، وهي ملازمة ثغر العدو، ورباط الخيل مرابطتها، ويقال الرباط هو الخيل الخمس فما فوقها، وقد أطلق في الإسلام على رباط الخيل ذلك مستمدا من قوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} (الأنفال: 184) (صبيح، 2005، رسالة ماجستير منشورة) .

لقد تطور بعد ذلك ليصبح مأوى للعاجزين والنساء المطلقات أو المهجورات واليتامى والفقراء ومسكنا للفقهاء وأحيانا لكبار العلماء، وهكذا أصبحت الربط تؤدي خدمات اجتماعية ودينية وثقافية كالوعظ والإقراء والتحديث والسماع والإفتاء ومنح الإجازات العلمية وتصنيف الكتب (على وآخرون، 2005: ص 167-168).

عاشراً: الزوايا:

جمع (زاوية) وهي في الأصل ركن في المسجد يتخذ للاعتكاف والتعبد بمعنى اتخذ مكانا معينا أو ركنا خاصا من أركان المسجد للاعتكاف وأداء الشعائر الدينية (الجمبلاطي والتوانسي، د.ت: ص 26), ومن الباحثين من وصف الزوايا بأنها مواضع في المسجد يختص بكل موضع منها شيخ يقوم بالتدريس فيها لتلاميذه على مذهبة، وكان التدريس في الزوايا يعد من المناصب الجليلة وكان يتولى التدريس في الزوايا من الجوامع الكبيرة كبار العلماء أمثال: ابن حجر العسقلاني، وبدر الدين العيني.  وقد يكون في المسجد الواحد أكثر من زاوية، وربما اختلفت الزوايا في منهجها ومذهبها (أبو لاوي، 2002: ص138-140).

انتشرت الزوايا في العصر العثماني انتشارا واسعا، وخاصة في القرن التاسع الهجري والسادس عشر الميلادي، فكانت تنشأ أحيانا من قبل الأمراء أو غيرهم باسم شيخ معين يعتقد فيه الصلاح وأحيانا كان ينشئوها بعض العلماء أو الشيوخ الصوفية لأنفسهم ولمريديهم (الخولي وآخرون، 1996 , ص144).

إدارة وتمويل التعليم في التربية الإسلامية

يعتبر تمويل التعليم مدخلا مهما لأي نظام تعليمي، ذلك لأنه من عوامل تحريك كفاءة التعليم، وتقاس مدى أهمية التعليم لأي دولة من الدول بمدى إنفاقها وتمويلها عليه، لأنه يزود المجتمع بالقوى الاقتصادية الضرورية التي تمكنه من الحصول على احتياجاته من الموارد البشرية والمادية، وبدون التمويل اللازم يقف التعليم عاجزا عن أداء مهامه الأساسية (صبيح، 2005، رسالة ماجستير منشورة).

مفهوم التمويل لغةً واصطلاحاً:

لغةً: جاء في المعجم الوسيط (1977 , ج 2/7892) مال مولا ومؤلا: كثر ماله ومال فلانا: أعطاه المال، فالتمويل هو إنفاقه أي أموله تمويلا أي أزوده بالمال.

اصطلاحاً: يرى (صائغ) أن التمويل هو تعبئة الموارد النقدية وغير النقدية اللازمة والتخطيط والإشراف على إداراتها بهدف القيام بمشروع معين والمحافظة على استمراريته وتطويره لتحقيق أهدافه الحالية والمستقبلية بشكل أكثر كفاءة وفعالية (صائغ، 2000: ص631).

يعرف التمويل أيضا بأنه نظام مالي يقوم على إدارة الأموال وتوجيهها بكفاءة وفعالية من خلال دراسة الأفكار وإمكانية تطبيقها في الأسواق المستهدفة كما أنه يصنف من أحد فروع الاقتصاد التطبيقي، ويشمل التمويل والقروض والاستثمار والخطط المالية والموازنات وغيرها من المواضيع التي تتعلق بإدارة الأموال، وأن التمويل لا يعبر فقط عن جمع الأموال ولكن عن كيفية إدارتها وتوجيهها لخدمة الأهداف المنشودة منها.

مفهوم تمويل التعليم:

يقصد بالتمويل للتعليم إيجاد مصادر مالية قادرة على تغطية احتياجات المؤسسات التعليمية كاملة حتى تتمكن من تحقيق أهدافها ورسالتها التربوية والبحثية الاقتصادية، ويقصد به في الإطار الشمولي مجموع الموارد المرصودة في إطار التعليم؛ لتحقيق الأهداف التي ينبغي تحقيقها بالموارد المتاحة وإدارة هذه الموارد واستخدامها بكفاءة (أبو الوفا وآخرون، 2000: ص68).

أهمية تمويل التعليم:

  1. تطوير عملية التعليم.
  2. الحرص على مستقبل أجيال بكاملها من خلال تأمين انتفاع جميع الطلبة بالخدمات التعليمية وتلقي العلم في المدارس والجامعات والمعاهد والكليات المختلفة.
  3. معرفة ما يحتاجه قطاع التمويل وذلك بعمل خطة مالية سنوية تستوعب حاجة قطاع التعليم وفق أرقام دقيقة.
  4. النهوض بالمجالات الأخرى، حيث أن التعليم المتطور والذي يتلقى الدعم الحقيقي والمنظم يخرج أجيالا تحمل خبرات تعليمية جيدة، تنفع المجتمع والدولة في جميع المجالات.

مصادر تمويل التعليم: 

يقصد بمصادر التمويل: تشكيلة المصادر التي حصلت منها المنشأة على أموال بهدف تمويل استثماراتها. (هندي، 1998: ص5). أما مصادر تمويل التعليم فيقصد بها: الجهات التي يمكن الحصول منها على التكاليف اللازمة لبرامج التعليم. (التركي وآخرون، 1962: ص225).

جهات ومصادر تمويل التعليم:

  • أولا: المصادر الحكومية.
  • ثانيا: المصادر الخاصة.
  • ثالثا: المصادر الخارجية.
  • رابعا: المصادر الذاتية.
  • خامسا: الأوقاف.
  • سادسا: الزكاة.

ويتزايد الاهتمام بموضوع التمويل حديثا مع بروز تحديات عالمية تجعل الدولة عاجزة عن الاستمرار في تمويل التعليم اعتمادا على ميزانيتها الحكومية مما يستلزم البحث عن مصادر غير حكومية لتمويل التعليم (فليه، 2007)، وذلك للأسباب التالية: تزايد نفقات التعليم وعجز أكثر الدول العالم عن زيادة مخصصات التعليم من ميزانياتها الحكومية، وهذا ناشئ عن زيادة أعداد الطلاب وزيادة الطلب الاجتماعي على التعليم، وتبني مفاهيم الجودة الشاملة، مما رفع تكلفة التعليم، إضافة إلى أهمية اعتماد مصادر تمويل بديلة تحقق المشاركة في تحمل أعباء تمويل التعليم للوصول إلى أفضل عوائد ممكنة (عزوز، 2006).

أولاً: المصادر الحكومية:

تعد الحكومات في بعض الدول هي المصدر الرئيسي لتمويل معظم الجامعات حيث تساهم الحكومة في تمويل الجامعات بعدة طرق وعبر العديد من الوسائل، وتمول الحكومات التعليم الجامعي بهدف أن يصبح مواطنوها قادرين على الكسب المادي وعلى المساهمة في التنمية الاقتصادية للمجتمع … وذلك لإنشاء مجتمع أفراده مثقفون ويحملون مهارات ومعارف ضرورية لبناء المجتمع  (علي وهوانه، 1996: ص65).

التمويل الحكومي يتخذ أكثر من شكل، فإما أن يتم بصورة مباشرة عن طريق ميزانية مخصصة للتعليم من الدخل القومي، أما الشكل الأخر هي الصورة الغير مباشرة عبر الضرائب تقرض مباشرة لصالح التعليم الجامعي أو تسهيلات ضريبية تقدمها الحكومة للمؤسسات المتبرعة للجامعات أو الاقتراض لصالح الجامعات.

ثانياً: المصادر الخاصة:

أصبح تمويل التعليم يشكل عبئا كبيرا على كاهل الحكومة لهذا قامت العديد من الدول بتخفيض المخصصات الحكومية للمؤسسات التعليمية وسمحت لها بفرض الرسوم على الطلبة وقبول الهبات لمؤسسة نفسها وفرض ضريبة على الخريجين مما تشكل عوائد هامة للمؤسسات التعليمية.

ثالثاً: المصادر الخارجية:

هي المصادر التي تكون على شكل مؤسسات أو منظمات عالمية ترسل إلى الدول والبلدان النامية إعانات تشمل المساعدات المالية أو الفنية، ومن أهم المنظمات الدولية في مجال المساعدات للتعليم، المنظمات المتعددة الأجناس مثل: البنك الدولي وفروعه، البنك الأمريكي للتنمية، منظمة اليونسكو، منظمة الصحة العالمية، ومنظمات هيئة الأمم المتحدة.

رابعاً: المصادر الذاتية:

اعتمدت كثير من المؤسسات التعليمية على التمويل الذاتي وذلك من خلال قيامهم بالنشاطات إضافة إلى مهماتهم الأساسية مما أدى إلى تحقيق في تعزيز الموارد المالية وتحسين موازنة المؤسسة نفسها.

تعددت أساليب التمويل الذاتي ومنها:

  1. أسلوب التعليم الممول ذاتيا: وهو الدراسات المسائية (التعليم الموازي) الذي يوفر للأشخاص التي لم تتناسب معهم الدراسة في الفترات الصباحية وهي تتفق معها في اللوائح والأنظمة والمناهج والهيئة التدريسية ولكن بفرض رسوم عالية أحيانا.
  1. خدمة المجتمع: تعتبر خدمة المجتمع من وظائف المؤسسات التعليمية وفي المقابل هناك مردود مالي، فمن الوسائل والأساليب التي استخدمتها المؤسسة لخدمة المجتمع هي التعليم المستمر والتدريب، الاستشارات العلمية.
  1. النشاطات الإنتاجية: يوجد هناك مؤسسات تقوم بنشاطات إنتاجية مختلفة فتقوم ببيع تلك المنتجات والإفادة من مواردها المالية في تعزيز موازنة تلك المؤسسة.

خامساً: الأوقاف:

عرف المسلمون الأوقاف منذ العهد النبوي، وقدم الوقف للأمة الإسلامية عبر تاريخها كثيرا من الخدمات العظيمة وأسهم في تطوير مجالات حيوية في الدولة وكان التعليم من أهمها، وقد اعتمد تمويل التعليم في التاريخ الإسلامي على الأوقاف كمصدر رئيسي، وظهر أن الأوقاف التعليمية في التاريخ الإسلامي كانت متنوعة ومنها:

  1. إنشاء المباني التعليمية:

كانت المدارس في التاريخ الإسلامي عبارة عن مؤسسات وقفية وتنوعت هذه المدارس ما بين المباني المستقلة والمباني الملحقة بالجوامع والكتاتيب.

تنافس الخلفاء والأمراء في إنشاء المدارس تنافسا نبيلا فقد أهدى الوزير النظام الملك الطوسي التاريخ الإسلامي عددا من المدارس النظامية وامتلأت البلاد الإسلامية بالمدارس حتى في الأماكن النائية منها مما يوجد في بقعة معلم مميز إلا بني له مدرسة وأوقف عليها وقفا ومن أمثلة المدارس الوقفية في التاريخ الإسلامي: المدرسة النورية والمدرسة الصلاحية. (الخواطر، 2011، السرجاني، 2010).

  1. تهيئة البيئة المدرسية والتجهيزات:

تعتبر البيئة المدرسية الجيدة من أهم أسباب التعليم الجيد، وقد كانت الأوقاف توفر البيئة المدرسية المناسبة والتجهيزات اللازمة، كالحمامات والساعة والمطبخ الطعام … (البشير، 1998).

كما هيأت الأوقاف بيئة مناسبة للتعليم مثل القاعات التدريسية وخزائن المكتبات داخل المدارس مع الأثاث المناسب، إضافة إلى الفن المعماري للمبنى التعليمي، مما يؤكد أن الأوقاف الإسلامية هيأت المباني التعليمية للوفاء بدورها التعليمي.

  1. خدمات الطلبة:

تنوعت الخدمات التي قدمتها الأوقاف للطلاب فبعض المدارس وفرت لطلابها السكن وبعضها مكافآت للطلاب، وبعضها يكسو الطلاب الفقراء ويوفر الرعاية الصحية لهم، وتوفير هذه الخدمات بلا شك كان سببا في تشجيع وتحفيز الطلاب على الالتحاق بالتعليم.

  1. رواتب وحوافز المعلمين:

تتمثل مصاريف الأوقاف في مجال المعلمين في المرتبات المستمرة والحوافز والسكن والنقل والمواصلات وتوفير الوسائل والتجهيزات التعليمية للمعلم إلى جانب المراجع والمصادر للتنمية المهنية للمعلمين.

  1. المكتبات والخدمات الطلابية:

تعتبر المكتبات الوقفية من أهم دعائم الحضارة الإسلامية حيث كان الاهتمام ببناء المكتبات الموقوفة كبيرا حتى لم تخل مدينة من مكتبة يطلق عليها دار العلم مثل مكتبة الطبيب الشهير عبدا لله بن علي حتى هذه المكتبات إلى الأماكن النائية (الخويطر، 1424).

  1. دعم البحث العلمي:

دعمت الأوقاف حركة البحث العلمي من خلال إنشاء مراكز بحثية، وتفرغ العلماء للبحث العلمي، وتمويل البحوث العلمية وسداد تكاليفها، كانت المراصد الفلكية بمثابة مراكز بحثية في علم الفلك وكانت تدعم من الأوقاف كالمرصد الحاكمي المنشأ على جبل المقطم بمصر، والمرصد الذي بناه المأمون على جبل قاسيون قرب دمشق (السالوس والصديقي، 2012).

وتعتبر الأوقاف التعليمية أحد مصادر تمويل التعليم التي يمكن أن تساند التمويل الحكومي للتعليم وتساعد في تحقيق أهداف التعليم ورفع مستوى مخرجاته، وكانت مصدرا لتمويل التعليم في التاريخ الإسلامي, فأثمر نجاح وتطور التعليم في تلك العصور مما أدى إلى ازدهار حضارة المسلمين العلمية التي شهدت لها الحضارة الإنسانية بالفضل، ومنها انطلقت حضارة الغرب اليوم مستفيدين من المؤلفات والدراسات العربية والنظم التعليمية، بعد ترجمتها من اللغة العربية (الملا، 1986).

سادساً: الزكاة:

هي أول ضريبة إسلامية فرضت على الأغنياء والقادرين، وهي مظهر من مظاهر التضامن والتكافل الاجتماعي والأخوة في العقيدة، ومورد أساسي من الموارد المالية في الدولة الإسلامية، والناظر إليها ولمصارفها يعي أهميتها والحاجة إليها. هناك أدلة كثيرة على فرضيتها من القران الكريم قوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَٰلِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (التوبة: 103)، وقوله تعالى: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا‏}(مريم: 31). أما الدليل على فرضيتها من السنة النبوية، حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم): (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله، وأقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان وحج البيت لمن أستطاع إليه سبيلا) (مسلم، كتاب الأيمان، باب أركان الإسلام ودعائمه العظام 19، ج 1/45).

حدد القران الكريم مصارف الزكاة في ثمانية أصناف بقوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ‏} (التوبة: 60). وفيما يلي إيضاح لهذه الأصناف:

  1. الفقراء: هو الذي لا يملك قوت يومه.
  2. المساكين: قد يكون أخف من الفقير أو أشد منه.
  3. العاملون عليها: هم السعاة والجباة الذين يبعثهم الإمام لتحضير الزكاة.
  4. المؤلفة قلوبهم: هم قوم لهم قوة لا يوثق بنصيحتهم المسلمون.
  5. الرقاب: هم العتقاء والمكاتبون.
  6. الغارمون: هم الذين ركبهم الدين ولا وفاء عندهم به.
  7. في سبيل الله: هنا يحمل أربعة من المعاني وهي:
  • الغزاة.
  • الحجاج والعمار.
  • طلبة العلم.
  • جميع من سعى في طاعة الله وسبيل الخيرات وهو محتاجا.
  1. ابن السبيل: المسافر المنقطع عن بلده.

 أسباب الأزمة المالية:

تعتبر الأموال أحد العناصر الهامة لتنفيذ أي مشروع، ومعظم المشاكل التي تواجه المشروعات تتعلق بتوفير الأموال اللازمة لهذه المشروعات، لهذا كان من أهم المشكلات التي تواجهها النظم التعليمية في مختلف دول العالم مشكلة توفير الموارد المالية اللازمة للتعلم والتوسع فيه، حيث يعتبر الإنفاق على التعليم في كثير من المجتمعات أحد القضايا الرئيسية بالنسبة لنظم التعليم (صائغ،2000: ص633).

ويعود السبب في المشاكل المالية التي تواجهها النظم التعليمية إلى زيادة النفقات في مقابل ندرة الموارد المالية ويرجع سبب زيادة النفقات إلى:

  1. انتشار مبادئ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
  2. زيادة تكاليف التكنولوجيا التعليمية.
  3. ارتفاع تكلفة الطالب الجامعي وذلك بسبب ارتفاع الأسعار وتزايد المصاريف الجارية من إدارة ومرتبات وتزايد المصاريف الرأسمالية من أرض ومبان وإنشاءات.
  4. التضخم وارتفاع الأسعار وانخفاض القوة الشرائية جعل المؤسسات التعليم تحتاج إلى مبالغ مالية إضافية.
  5. ارتفاع تكلفة المشروعات التربوية وغياب التخطيط بعيد المدى.

مؤشرات سوء استخدام الموارد المادية والبشرية في التعليم :

وقد ذكرها (التميمي, 9763) فيما يلي :

  • المبالغة في توسيع الهياكل الإدارية وفي عدد الموظفين وتختلف تقنيات الإدارة والإبقاء على الأساليب التقليدية .
  • زيادة الوقت الذي يستغرقه انجاز البحث (رسالة الماجستير أو الدكتوراه) أو اتجاه البحوث إلى دراسة مشكلات بعيدة عن الاحتياجات الحقيقة للمجتمع ومشكلاته.
  • المبالغة في الصرف على الأمور غير جوهرية, والتقتير في الإنفاق على الأمور الأساسية .
  • الهدار في الأبنية والمخابر والمعامل والمراكز الصحية والمزارع والمكتبات سواء بتوفيرها بكميات تزيد عن الحاجة الفعلية أو توفيرها بكميات تقل عن الحاجة وكذلك سوء استخدامها .

المراجع

  • القران الكريم.
  • الباشا، حسن (1992). دراسات في الحضارة الإسلامية، القاهرة: دار النهضة.
  • مرسي، محمد (1981). التربية الإسلامية أصولها وتطورها في البلاد العربية، القاهرة: عالم الكتب.
  • علي، سعيد وآخرون (2005). التربية الإسلامية (المفهومات والتطبيق)، القاهرة: دار الرشد.
  • شلبي، أحمد (1987). التربية والتعليم في الفكر الإسلامي (جوانب التاريخ والنظم والفلسفة). (ط8)، القاهرة: مكتبة النهضة المصرية.
  • الطيطي، محمد وآخرون (2009). مدخل إلى التربية.
  • الملا، أحمد علي (1986). أثر العلماء المسلمين في الحضارة الأوربية. (ط3)، دمشق: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
  • الاهواني، أحمد (د.ت). التربية في الإسلام. (ط6)، القاهرة: دار المعارف.
  • أبو لاوي، أمين (2002). أصول التربية الإسلامية. (ط2)، الرياض: دار ابن الجوزي.
  • جي، سعيد (1982). التربية والتعليم في الإسلام. العراق، الموصل: مكتب التراث العربي. طبع بمساعدة اللجنة الوطنية للاحتفال بمطلع القرن الخامس عشر الهجري.
  • الجمبلاطي، علي، التوانسي، أبو الفتوح (د.ت). دراسات مقارنة في التربية الإسلامية، القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية.
  • الخولي، عبد البديع وآخرون (1996). التربية الإسلامية، جامعة الأزهر، كلية التربية.
  • البدري، فوزية (2009). التربية بين الأصالة والمعاصرة (مفاهيمها، أهدافها، فلسفتها)، الأردن: دار الثقافة.
  • شلبي، أحمد (1976). تاريخ التربية الإسلامية، القاهرة: مكتبة النهضة.
  • المقريزي، تقي الدين (1987). المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار المعروف بالخطط المقرزية. (ط2)، القاهرة: مكتبة الثقافة الدينية.
  • أبو الوفا، جمال وآخرون (2000). اتجاهات حديثة في الإدارة المدرسية، مصر: دار المعرفة الجامعية.
  • هندي، منير (1998). الفكر الحديث في مجال مصادر التمويل، الإسكندرية: دار المعارف.
  • التركي، أحمد وآخرون (1962). التنمية والتخطيط والتعليم الوظيفي في البلاد العربية، سرس الليان.
  • فلية، فاروق عبده (2007). اقتصاديات التعليم مبادئ راسخة واتجاهات حديثة (ط2)، عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.
  • عزوز، رفعت (2009). اقتصاديات وتمويل التعليم، مصر: دار طيبة للنشر والتوزيع.
  • علي، تقي، وليد هوانه (1996). مقدمة في الاتجاهات التربوية المعاصرة، الكويت: ذات السلاسل.
  • السرجاني، راغب (2010). روائع الأوقاف في الحضارة الإسلامية، مصر: نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع.
  • عبد الدايم, عبد الله (1978). التربية عبر التاريخ, (ط3), بيروت : دار العلم للملايين .
  • الخويطر، خالد سليمان (2011). الوقف ودوره في دعم التعليم والثقافة في المملكة العربية السعودية خلال مئة عام، الكويت: الأمانة العامة للأوقاف.
  • البشير، سعيد منصور (1998). تمويل التعليم العالي في الأردن ودور صناديق الاستثمار الجامعية في التمويل الذاتي، رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة أم درمان.
  • صبيح، لينا (2005). صيغ تمويل التعليم المستقاة من الفكر الإسلامي وأوجه الإفادة منها في تمويل التعليم الجامعي الفلسطيني، رسالة ماجستير منشورة، كلية التربية، الجامعة الإسلامية، فلسطين.
  • صائغ، عبد الرحمن (2000). تمويل التعليم الجامعي في المملكة العربية السعودية، المؤتمر العلمي المصاحب للدورة (33) لمجلس اتحاد الجامعات العربية، بيروت.
  • السالوس، منى علي والصديقي، سحر عبد الرحمن (2010). الوقف ودوره في الحياة العلمية والتعليمية في العالم العربي الإسلامي. مجلة دراسات إسلامية وعربية. 3(7)،( ص 111-185).
  • العتيبي، بدر (2021). تعريف التعليم.
  • الجازي، هايل (2016). مفهوم التعليم لغة واصطلاحاً.
  • البربوشي، أحمد (2020). مدونة مكانة العلم والعلماء في نهضة الأمم والشعوب.

تم بحمد الله .. (شاهد مقاطع فيديو موقع مقال على اليوتيوب).

بقلم: إيمان أحمد ضاهر

 

أضف تعليقك هنا