جائحه كورونا والتعليم عن بعد

بقلم: أماني عصام

شهد العالم حدثًا جللًا هدّد العالم بأكمله كما هدّد التعليم؛ أنه كورونا الجميع أحسّ به ، ومن منا لم يصبه آثاره ولم يشعر به؟ وكان لا بدّ لنا من التعايش وايجاد الحلول لاستمرارية الحياة قدر الإمكان، ومن هذه الحلول على الصعيد التربوي التعليم عن بعد .    في ظل الظروف التي مررنا بها وانتشار جائحة كورونا وفرض الحظر الشامل كان لا بدّ من تلقي الطلاب حقهم الأساسي وهو التعليم؛ فكان الخيار البديل هو التوجه إلى التعليم الالكتروني ، الذي كان تحديًا كبيرًا للطالب والمعلم والأهل على حد سواء، فكل جديد مستحدث يكون له رهبة وصعوبة في التقبّل في بداية الأمر، وفي الوقت الذي سمعنا الجميع يتحدث عن نجاح هذه التجربة التعليمية الالكترونية، أقف أنا بعد عودتنا والحمد لله لمقاعد الدراسة والتعليم الوجاهي لأبدي رأيًا مغايرًا من خلال تجربتي الواقعية العملية؛ حيث أنني أدرس طلاب المرحلة الأساسية الأولى؛ وهذه المرحلة الحساسة التي لا يخفى على أحد أهميتها؛ فهي أساس بناء ومرتكز أساسي للطالب في القراءة والكتابة وصقل الشخصية.                                                       

آثار التعليم الالكتروني على الطلاب بعد عودتهم لمقاعد الدراسة :

لا يخفى على أحد الآثار الجلية الواضحة على طلابنا بعد عودتهم لمقاعد الدراسة ؛ بعد تلقيهم التعليم الالكتروني (عن بعد) ما يقارب السنتين. وهذه الآثار لم تؤثر على تحصيلهم الأكاديمي فحسب بل تجاوز الأمر لتؤثر سلبيًا على سلوكياتهم. ويمكن إيجاز هذه الآثار بما يلي:

  1. ضعف التحصيل الأكاديمي لدى الطلاب واضح وجليّ .
  2. ضعف القدرة على الحفظ والتركيز.
  3. تراجع في المستوى الكتابي والقرائي.
  4. عدم قدرة الطلاب على الالتزام بالأنطمة والقوانين المدرسية مثل :الطابور الصباحي والالتزام بالوقت ، والزي المدرسي، والانضباط.
  5. عدم القدرة على بناء علاقات إيجابية بين التلاميذ .
  6. الفوضى وعدم الانضباط في الغرفة الصفية .
  7. عدم الرغبة بالحضور إلى المدرسة والغياب المتكرر.

كلّ هذه الآثار وأكثر جعلتني أجزم بفشل هذه التجربة على الرغم أنها كانت بديلًا مناسبًا لمثل هذه الظروف ؛ وأرى بأنّ السبب الرئيس لهذه الآثار السلبية مجتمعة هو أولياء الأمور الذين لم يستخدموا ويفعلوا هذا التعليم بالطريقة السليمة ؛ فنجد بعض أولياء الأمور يستمع للمعلم ويجيب ويكتب الواجبات عن طفله ممّا جعل هذه التجربة تخفق والطلاب يعتادوا على الكسل والتقاعس وحتى الغش . ومن أسباب الفشل أيضًا الظروف الاقتصادية التي يعاني منها الأردنيون بشكل عام حيث كان بعض الطلاب لا يمتلك الانترنت ولا حتى أدنى وسيلة من وسائل التكنولوجيا ليتابع دروسه ويحقق النجاح ويمارس حقه في التعليم.                         

كيف يمكن استثمار تجربة التعليم عن بعد والاستفادة منه؟

التعليم عن بعد كان تجربة بديلة لم تُستثمر بالطريقة المثلى ولم تتوفر لها الإمكانيات المناسبة؛ فالمعلم هو محور العملية التعليمية ولا بدّ من التواصل المباشر السمعي والمرئي مع الطالب وخصوصًا في المراحل الأساسية الأولى؛ لتحقيق الأهداف المرجوة على أكمل وجه. ولكن إذا كان لا بدّ من هذا البديل يجب تدريب الطلاب والأهل على استثماره والاستفادة منه والتأكد من إمكانيات الطلبة جميعًا حتى تتحقق الفائدة لجميع الطلبة بعدالة وشفافية ويحصل كل ذي حق على حقه ولنرتقي بأمتنا ووطننا وأبنائنا الذين هم عماد الوطن وأساس ازدهاره وحمى الله الجميع من هذا الوباء ووفق أبناءنا لما يحب ويرضى (شاهد فيديو موقع مقال على اليوتيوب)

بقلم: أماني عصام

أضف تعليقك هنا