حدود وهمية || بقلم: عبد الله الأحمد || موقع مقال

حدود وهمية

بقلم: عبد الله الأحمد

لِم يأسر الإنسان نفسه بمعتقدات و أفكار لا أصل لها؟

رُسمت لنا حدود و أفكار ومخاوف منذ الصغر ليست بحقيقية وليست بمحرمة وليست معيبة حتى، ولكن لا نستطيع أن تنجاوزها ولا حتى نقترب منها ولا نعرف لماذا ولكن ما نعرفه هو أن من كان قبلنا لا يقترب وجُبلنا على تلك الحدود والأفكار، كبرت معنا تلك الحدود بل إن بعضنا أصبح يرسم حدود لاشياء لا حدود لها من الأصل! والبعض الآخر يتّبع خُطى من كان قبله ويمشي خلف تلك الأفكار ويقف عند تلك الحدود سواء صحيحة كانت أو خاطئة.

أفعال يمارسها المرء تأسر حريّته  

من أخطر ما يمر على الانسان أن يُغرز في فكره أشياء ويفعلها دون أن يقتنع بها، أو أنه يمتنع من فعل أشياء لا تزيده إلا رفعة في دينه ودنياه، كالذي يمتنع من قولة كلمة الحق في مجلس يضج بالباطل وعذره من الامتناع “فلان أكبر مني وساكت”، أو كالذي يمتنع من فعل الخير لشخص ما  وسبب الامتناع “ابعد عن الشر وغني له”، خسر فلان من الناس في التجارة وكبر وهو يعلم أن التجارة خاسرة، ولكن من كسر تلك القواعد وخاض فيها وجد أنها مربحه أكثر من أنها خاسرة، دخل فلان التخصص الفلاني وهو يعشق غيره ولكن تلك الحدود الذي رسمها في صغره أجبرته على أن يكون عاطلاً الآن، وهكذا في حياتنا كلها، كل شخص منا يستطيع أن يرسم له أو لطفله حد معيّن أو أن يعيش بلا حد.

أفكار الإنسان وقناعاته تمنعه من التّقدم 

وأذكر أني قرأت ان عندما اشترت حديقة الحيوانات أسداً صغيراً، وضعوه في قفص حديدي حاول أن يخرج منه عدة مرات ولكن لم يستطيع مع أن قضبان الحديد سيئ جداً ولكن صغر حجمه منعه من التغلب على الحديد، وعندما كبر الأسد ينظر إلى الحديد وهو يعلم “يقيناً” أنه لا يستطيع أن يتجاوز القضبان بتاتاً لأنه كان يعلم عدد محاولاته في صغره ولكن بالواقع لو أنه مجرد أن يستند على الحديد لسقط، وخرج بكل سهولة ولكن ما يمنعه هي قناعاته التامه المرسوخة منذ الصغر بأنه لن يخرجوا بأن الحديد الذي أمامه أقوى منه، هذا هو مربط الفرس، المعتقدات الي كان لا تناقش في صغرك ولا تستطيع التغلب عليه لا تجر أحبالها معك في كل حياتك، بل فككها، قاومها، حللها، غيّرها، ولو بالمحاولة، ولو بالمحاولة، أخيراً “الحدود الخاطئة قم بمسحها”. (شاهد مقاطع فيديو موقع مقال على اليوتيوب).

بقلم: عبد الله الأحمد

 

أضف تعليقك هنا