سجين المستشفى الأسود 13

بقلم: هاني المختار القادري

اتهام والد برجلية فرفر ببوشة المزاودي لأمه أوأو كعيكة بالخيانة 

كانت أحلك أيام قضاها برجلية فرفر في حياته، يوم اتهام والده ببوشة المزاودي لزوجته أوأو كعيكة، بالخيانة الزوجية مع قريب من أقربائه كان يزور العائلة بسبب التزاماته الطالبية، وابتعاده عن أهله في سبقا، وبحلوله بمدينة الورد كان يجد صعوبة كبيرة في التأقلم والتجاوب مع الشارع، وكان يتراود بين الكارافال مبيت الطلبة القريب من الكلية المتواجدة في منطقة قلعة حقوق الإنسان، فكان يزور ببوشة المزاودي من حين إلى آخر ومن يوم إلى آخر، ليغير الأجواء الطالبية ويأخذ معلومات تدله على المواقع الهامة في المنطقة، وذلك من مفعول الروتين اليومي للدروس التي تلقى في البهو الجامعي عن طريق أساتذة القانون.

تقديم برجلية فرفر ومرمر عيشوشة كشهود على الخيانة

وووقع أن جرت مشادة كلامية بين الطرفين، جعلت الطرفين على أهب الاستعداد للتلاكم والدخول في متاهات المواجهة والمفارقة النهائية ، لكن ببوشة المزاودي كان له رأي آخر.. كان فرقة مخابرات الأخلاق الحميدة المتمركزة مقرها في قريب من وزارة الداخلية في منطقة باب البحر بالعاصمة، قد حلت في حي 18 جانفي لاستكشاف الأمر والكشف على لثام الشكوى المرفوعة من طرف ببوشة المزاودي ضد زوجته إلى المحكمة الابتدائية مطالبا رفع الضرر والطلاق وبحكم ان الشكاية ملفقة والشكاية باطلة، التجأ ببوشة المزاودي منذ البداية إلى أولاده برجلية فرفر ومرمر عيشوشة التي كانت تبلغ من العمر سبعة سنوات كشهود إدانة، لدى قاضي التحقيق في مقر الضابطة العدلية، أين استقبل المحقق محافظ الفرقة المختصة ببوشة المزاودي وشهود الإدانة أولاده.

حادثة الخيانة هل هي تهمة ملفقة من قبل ببوشة المزاودي بحق زوجته؟  

بينما مرمر عيشوشة وبرجلية فرفر في حالة انبهار وصدمة ورعب وخوف ودهشة وذهول من المكان المخيف ودخان السيارات الكثيف المنتشر وسط الطريق المؤدية إلى مدينة جابي، ومنذ البداية كان ببوشة المزاودي يتلعثم وبأنه رأي أشياء توحي للشرطة الفنية للاخلاق الحميدة بحصول خيانة زوجية موصوفة. عن طريق إيهامهم بأحداث لم يرها أحد من أولاده، مجرد إيحاءات من طرف ببوشة المزاودي استلهمها من الصحف وجرائم المحاكم التي يطالعها في الصحف اليومية. بينما أولاده شهود لم يروا شيئا مما ذكره.

حلت السيارة الأمنية ووراءها دراجتين ناريتين لإخلاء المكان وكان المشهد يوحي باعتقال عصابة من الحجم الكبير، مع إعلان منبه الإنذار، وفي الأخير اعتقال امرأة ضرير لا تبصر ولا ترى، قرب تسمية قبيحة أطلقها جيران الحي على الأهالي الغرباء القاطنين وعششوا بالعمارة تتمثل في البالاص الخامج، وكانت العمارة تحتوى على طابق أول يحيل على السطحية مباشرة، نمت فيه الطحالب الخضراء لقدم حجارته وتخزز أرضيته الآهلة للتفكك إلى حجارة صغيرة لا يتجاوز طولها السنتمتر، ووقع دفع أوأو كعيكة المذهولة نحو سيارة يختبئ فيها أعوان مجندين لمحاربة الفيتنام، ونهرها رجل الأمن قائلا: تخونين سي الحاج ..ربي يهديك.. لن نغفر لك حماقة مثل هذه في حق الشيخ واعظ الولاية وإمام الجمعة الرجل الصالح وأستاذ العلوم الدينية وأنها سوف تندم على أفعالها المشينة. بينما أوأو كعيكة أخذت تتوعدك مستطردة: -لا أسمح بذلك..بأن تلقي التهم جزافا..بدون حكم من المحكمة، لا أعتبر كما قلت إلا إذا حكمت المحكمة..بذلك..وتنظر حسب أوراقها وما لديها من حجج وأدلة وبراهين وشهود إدانة أو شهود براءة تساندها في محنتها هذه.

اكتشاف الشرطة حقائق التهمة

ومنذ البداية اكتشفت الشرطة الفنية للاخلاق الحميدة أن التهمة ملفقة وأن ببوشة المزاودي شخصية خطيرة في عالم حياكة التمثيليات والألاعيب الصبيانية والخزعبلات الاجتماعية التي له فيها باع وذراع كبيرين فيهما بحكم أنه راود المحكمة عشرات المرات أثناء طلاقه لأوأو كعيكة المرة الأولى وأثناء طلاقه لزوجته الثانية التي أنجبت له طفلين يفصل بينهما سنة واحدة.

العقوبات التي فرضتها المحكمة على والد برجلية فرفر

لم تكن الأمور تجري على أحسن ما يرام بالنسبة لببوشة المزاودي حيث حكمت المحكمة عليه حكما قاسيا يتمثل في ثلاثة ألاف دينار كضرر معنوي ومادي لعدم خلاص أشهر الطلاق القديمة ونفقة الأشهر الأخيرة ومماطلته وتعديه على أبنائه القصر كشهود إدانة فكانت الحصيلة معجّزة لميزانيته الذي كان يدفع أيضا نفقة أبنائه الآخرين ويسدد نفقة زوجته الثانية. بنيما أوأو كعيكة اقتنت بغرامة الضرر قاعة جلوس وصالة  وبيبليلوتيك وأثاث ومواني المطبخ وساعة حائطية لتجهيز المنزل الذي مضى على تجهيزه للمرة الأولى عشرات السنين، وأصبح ببوشة المزاودي يتوعد زوجته عندما يرجع في الليل ، فتلقفه جاره المؤذن بصفعة كرد فعل أولى على فعلته الشنيعة مستطردا إياه:- عيب عليك يا رجل.. طلقات كلامية عنيفة تخيف بها زوجتك وأولادك.. الله ينتقم منك.. مما أجبر هؤلاء على مغادرة المنزل والالتحاق بجارة وصديقة أوأو كعيكة المرأة التي تعتبرها طيبة وتستقبلها أحسن استقبال، وتقطن مع زوجها الأبكم الذي يضع آلة صغيرة في حلقه تعينه على النطق،، فأخذت حليمة تطمأنها وتأمرها بألا ترجع إلى زوجها وبطشه الشديد بينما زوج الأخيرة يلوح بإشارات وبحات تثير الألم والشفقة لما ارتكبه ببوشة المزاودي في حقها. فقضت أوأو كعيكة مع إبنيها عشرين يوما خارج المنزل في منزل جارتها حليمة. التي أخذت هي الأخرى تطمئنها وتأمرها بأن لا ترجع إلى المنزل إلا إذا تأكدت من السلامة ووضوح الرؤية القانونية والاجتماعية لمآل الشكوى الكاذبة وما ترتب عنها من إضطرابات وتبادل للتهم والعنف اللفظي والمادي وتراشق بأشياء حصلت في الماضي، حيث لم يتورع ببوشة المزاودي على أن يهاجم غرفة أواو كعيكة عن طريق الطرق العنيف وتهديدها بأن تترك غرفتها مفتوحة كما كان من قبل قبل صدور الحكم القضائي لأن الرائحة فاحت خارج المنزل وأصبحت حديث القاصي والداني ومرتع للألسنة التي تروج للبالاص الخامج.

حادثة عائلة برجلية فرفر أصبحت حديث الناس

لم يكن الأمر هينا وسهلا لبرجلية فرفر ومرمر عيشوشة بدرجة أقل اللذان أصبحا مدعاة للشفقة والحسرة على هذه الأيام العصيبة والمحنة الكبيرة لاتي جلبت ألسن وإشاعات هنا وهناك ما أنزل الله بها من سلطان، فصارت أوأو كعيكة حديث الساعة بالنسبة إلى أهالي الحي الذين كانوا ينتظرون حكاية جديدة من أساطير البالاص الخامج هذا مع تشفي الجارات دريفة ومطيفة اللذان يحقدان على أوأو كعيكة لاكتفائها بنفسها وتشبثها بعائلتها رغم المحن والأعاصير ,عادت الإشاعات الشعبية القديمة والقصص الساخرة من البالاص الخامج تطفو للسطح الشعبي من جديد بأكثر قوة وعنف وتشفى وخيال عميق وخلق وإبداع روائي لا مثيل له بطريقة لم تسبق لها مثيل من قبل. وفي الأثناء وقعت مشادة كلامية وتبادل للتهم بني برجلية فرفر وأستاذ الرياضيات عارم بسبب تقاعس برجلية فرفر على واجباته المنزلية، فاعتذر له برجلية فرفر بأنه يتعرض هذه الأيام لمحنة… (شاهد مقاطع فيديو موقع مقال على اليوتيوب).

بقلم: هاني المختار القادري

 

أضف تعليقك هنا