عظمة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)

بقلم: معاذ الروبي

لم يأت النبي محمد صلى الله عليه وسلم بمعجزات مادية كباقي الأنبياء، فالنبي موسى قد أيده الله بعدة آيات بينات لإقناع قومه، أما النبي عيسى فقد كان يشفي الأعمى والأكمه. بينما لم يحمل نبينا الكريم أي معجزات مادية، بل لم يدّع حتى ذلك، فكانت معجزته هي الكتاب الذي أنزل عليه وهو القرآن الكريم. حيث يتميز بالدقة والبلاغة اللامتناهية، وكلما تدبر المؤمنون آياته وقرأوها بتمعن، كلما اكتشفوا معاني وعبر جديدة ومتجددة عبر الأزمنة والعصور. ومن هنا نجد أن أول سمه من عظمة النبي محمد أتت من عظم الرسالة التي حملها والكتاب الذي أنزل عليه ليبلغه للناس كافة.

عظمة النبي محمد في أسمائه وصفاته

من مناحي عظمة الرسول أيضا هو كثرة أسمائه وصفاته، ومنها أن الله قد منحه اسمين من أسمائه وهما: رؤوف، رحيم. قال الحسين بن الفضل: لم يجمع الله لأحد من الأنبياء اسمين من أسمائه إلا للنبي محمد، فإنه قال عن نفسه (إنّ الله بالناس لرؤوف رحيم) الحج 65 وقال عن النبي صلى الله عليه وسلم (بالمؤمنين رؤوف رحيم) التوبة 128 .

عظمة النبي محمد تجلت في ثباته

من صور عظمته هو ثباته على دعوته ومبادئه، حيث إنه عندما عُرِضَ عليه أن يكون ملكاً أو عبداً نبياً فاختار أن يكون عبداً نبياً، إدراكا منه أن العبودية لله هي تكريم عظيم له حيث يقول سبحانه (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) الإسراء 1. لقد عرض له وجهاء قريش المال والسلطان عليهم وعلى كل القبائل مقابل تركه دعوته فرفض كل تلك الإغراءات جملة وتفصيلا. لذلك كان هذا الرسول العظيم والنبي الكريم جديراً بكل أشكال الاحترام والتقدير ليس فقط ممن آمنوا به، بل حتى أعدائه ومن لم يتبعوا رسالته.

عظمة النبي محمد في تواضعه

مثال آخر على عظمته البارزة، هو تواضعه صلى الله عليه وسلم. حيث كان لا يعتريه أي بطر أو تكبر بالرغم من رفعته وعلو شأنه. فقد كان يخفض جناحه لكل المؤمنين فلا يتكبر على أي أحد منهم ويجلس حيث ينتهي به المجلس لدرجة أن يأتي الغريب من الناس فلا يعرف أيُّهم هو النبي.

عظمة النبي محمد في التسامح

إن خلق العفو عند المقدرة من أعظم الصفات التي خلدت العديد من القادة العظماء في التاريخ الإنساني. هذه الفعل نجده في سيرته صلى الله عليه وسلم عندما دخل مكة فاتحاً بعد أن كال له أهلها ألوان الأذى والعذاب، حيث عفا عنهم وقال اذهبوا فأنتم الطلقاء.

النبي محمد أعظم الشخصيات في التاريخ الإنساني

بعد كل هذا، ليس من المستغرب أن يذكر العديد من الباحثين والمفكرين شخصية النبي محمد ضمن أعظم الشخصيات في التاريخ الإنساني، بل ان مايكل هارت (وهو فيزيائي فلكي أمريكي) قد وضعه على رأس القائمة في كتابه الخالدون المئة. حيث اعتبر النبي محمد كأعظم شخصية في التاريخ وعندما سئل عن ذلك قال: «اختياري لمحمد على رأس قائمة الأشخاص الأكثر تأثيراً في العالم قد يفاجئ بعض القرّاء وقد يشكك به آخرون، ولكنه الشخص الوحيد في التاريخ الذي كان ناجحًا بتفوقٍ في الجانبين الديني والدنيّوي».

إن النبي محمد من أكثر الأشخاص علواً على الإطلاق وهو مثال للبشرية جمعاء ونموذج لمن يرغبون في بلوغ العظمة، لقد بنى هذا الرجل مدرسة تخرج منها العديد من القادة والدعاة الذين صالوا وجالوا في البلدان شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، حاملين رسالة الإسلام ومبلغين لدعوته لكل فرد يصلوه على هذه البسيطة، حتى أصبح ذكره والدعوة التي أتى بها على لسان البشرية جمعاء. (شاهد مقاطع فيديو موقع مقال على اليوتيوب)

بقلم: معاذ الروبي

 

أضف تعليقك هنا