الفلك (بفتح الفاء) في القرآن الكريم (النجوم والكواكب)

ما ورد في الآيات القرآنية عن الفَلك

وردت كلمة الفلك بفتح الفاء في آيات قرآنية قال الله سبحانه وتعالى “وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ” ﴿الأنبياء 33﴾، و “لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ” ﴿يس 40﴾. النظام الذي يسير هذا الكون اختصرته آيات سورة يس قال الله جلت قدرته “وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)” (يس 38-40) فكل كوكب ونجم له مدار محدد منفصل عن الاخر ويسبح او يدور فيه.

تعريفات للفَلك 

علم الفلك يبحث عن الأجرام السماوية وخصائصها ومواقعها، ويسمى المتخصص بعلم الفلك بالفلكي، ورد عن الطاهر بن عاشور: الفلك أحسن ما يعبر به عن الدوائر المفروضة، التي يضبط بها سير كوكب من الكواكب، خاصة سير الشمس وسير القمر، ويقول الرازي: الفلك في كلام العرب كل شيء دائر، وجمعه أفلاك، اختلف العقلاء فيه، فقال بعضهم: الفلك ليس بجسم وإنما هو مدار هذه النجوم، وهو قول الضحاك، وقال الأكثرون: بل هي أجسام تدور النجوم عليها، وهذا أقرب إلى ظاهر القرآن، ثم اختلفوا في كيفيته، فقال بعضهم: الفلك موج مكفوف تجري الشمس والقمر والنجوم فيه، دعمت الحضارة اليونانية علم الفلك لأن الكواكب لديهم تمثل الآلهة. يقول الراغب الأصفهاني: والفلك مجرى الكواكب، وتسميته بذلك لكونه كالفلك، وفي حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: تركت فرسي كأنه يدور في فلك. وورد فلك كل شئ مستداره ومعظمه. والموجة المستديرة في البحر تسمى فلك.

ما معنى النجم؟ وما دلالته في القرآن الكريم؟ 

ورد النجم في آيات قرآنية قال الله سبحانه وتعالى “النَّجْمُ الثَّاقِبُ” ﴿الطارق 3﴾ الثاقب أي المضئ وكان العرب يطلق على الثريا بالنجم، ومفسرين قالوا النجم المقصود به الجرم السماوي، و “وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ” ﴿الأنعام 97﴾ النجوم الاجرام السماوية التي يهتدي الناس بها ليلا، و “إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ” ﴿الأعراف 54﴾ النجوم هي الاجرام السماوية المذللة لله سبحانه، و “وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ” ﴿النحل 12﴾ النجوم هي الاجرام السماوية المسخرة لمعرفة الاوقات والاهتداء بها، و “وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ” ﴿النحل 16﴾ النجم هداية للناس في الليل ومنها معرفة القبلة، و “أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ” ﴿الحج 18﴾ النجوم هي الاجرام السماوية، والسجود يعني الخضوع لله بما يراد منها، و “فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ” ﴿الصافات 88﴾ من معاني النجوم التفكير، اي تفكر كلامهم وتدبره، فابراهيم عليه السلام اخذ يتفكر هل يذهب معهم الى اعيادهم فقال لهم اني سقيم اي مريض، و “وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ” ﴿الطور 49﴾ ادبار النجوم وقت غيبتها بضوء الصباح، وورد انها ركعتا الفجر قبل الفريضة، و “وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ” ﴿النجم 1﴾ هوى اي اذا غاب وهو قسم، و “وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ” ﴿الرحمن 6﴾ النجم في الاية المباركة نبات لا ساق له بينما الشجر نبات له ساق، يسجدان اي يخضعان، و “فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ” ﴿الواقعة 75﴾ كلمة لا زائدة، مواقع النجوم اي نزول القرآن نجما بعد نجم، وتأتي مواقع النجوم مغاربها او منازلها او مساقطها، و “فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ ﴿المرسلات 8﴾ النجوم طمست اي ذهب ضوءها، و “وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ ﴿التكوير 2﴾ النجوم انكدرت اي تناثرت وتساقطت.

الكواكب ومعانيها في القرآن الكريم

ورد الكوكب في آيات قرآنية قال عز من قائل “الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ” ﴿النور 35﴾ الكوكب الدري اي المضئ الوهاج المتلألئ، والدري يعني الدفع اي دفع الظلام، و “فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَـٰذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ” ﴿الأنعام 76﴾ قيل الكوكب هو الزهرة التي نظر اليها ابراهيم عليه السلام، و “إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ” ﴿يوسف 4﴾ اي رأى يوسف عليه السلام في المنام 11 كوكبا، و “إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ” ﴿الصافات 6﴾ اي بضوء الكواكب، و “وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ” ﴿الإنفطار 2﴾ اندثرت اي تساقطت متفرقة.

بم تتميز النجوم عن الكواكب؟

يعرف النجم علميا بأنه جرم سماوي فخم يبعث الضوء بسبب تفاعلات داخله. وإشراق ولمعان النجم يعتمد على حجمه وبعده عن الأرض. بينما الكوكب جرم سماوي يدور حول النجم ويتوهج بضوء النجم، ولا يمكن تمييز النجوم عن الكواكب بالعين في السماء. تتولد معظم الكواكب بعد ولادة النجم، تعد النجوم كبيرة جدا بالنسبة للكواكب. يتكون النجم بشكل أساسي من الهيدروجين والهيليوم. والكواكب انواع ثلاثة صخرية وتتألف من صخور ومعادن سيليكاتية، والكواكب العملاقة الغازية وتتألف من غازي الهيدروجين والهيليوم والماء والعناصر الثقيلة، والكواكب العملاقة الجليدية وتتألف من الكربون والنيتروجين والاوكسجين والكبريت، النجم يعد جرما مشعا بذاته، بينما الكوكب لا يشع من نفسه وانما يعكس الضوء الواقع عليه، والنجم درجة حرارته اعلى بكثير من الكوكب. تظهر النجوم للراصد من الارض نقاط مضيئة بينما تظهر الكواكب كروية الشكل.

يعرف الهيكل الفلكي حسب خصائصه الفيزيائية مثل الكتلة والحجم والموقع والحركة والهيكل. فالشمس والأرض هيكلان مختلفان. وكذلك خصائص الأرض والقمر مختلفة، كثافة ودرجة حرارة النجوم أعلى من مثيلاتها في الكواكب. عند اندماج الهيدروجين والهيليوم في النجم تتحول كتلته إلى طاقة. وليس في جسم الكوكب تفاعل نووي عكس النجم. والهيدروجين والهيليوم أخف الغازات في الطبيعة. تصل درجة حرارة الشمس إلى 15 مليون درجة مئوية. والكواكب خارج النظام الشمسي تختلف عن المسار الدائري وإن بعضها تحوي على صخور. إن مواقع الكواكب في المجال السماوي في تغير، أما النجوم فهي ثابتة في الكرة السماوية. عادة تظهر الكواكب على التلسكوب كأقراص بينما تظهر النجوم كبقع ساطعة، خلق الله تعالى الكواكب والنجوم التي في السماء بدون أن تصطدم ببعضها البعض كما قال الله سبحانه “وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ” ﴿الأنبياء 33﴾، و “لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ” ﴿يس 40﴾، و “الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ” (الملك 3). قال الله تعالى “وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ” (البروج 1) الواو واو القسم، والبروج هي منازل السماء التي تنتقل فيها الكواكب اثناء دورانها. وقد قدرت المسافات بين البروج الى آلاف السنين الضوئية، وان سرعة الضوء 300 ألف كم في الثانية.

بداية نشوء الكون

يرى أكثر العلماء ان بداية نشوء الكون وقع نتيجة انفجار كبير في النجوم التي تسمى بـ سوبرنوفا وهي نجوم تقلصت في داخلها نتيجة الانفجار الهائل ونتج عن هذا الانفجار قذف كمية هائلة جدا من جسيمات النيوترون التي أخذت بتكوين العناصر بترتيب عدد الالكترونات والبروتونات. ويرى فرانك كلوز أن المنظومة الشمسية تكونت من حدوث سوبرنوفا منذ خمسة ملايين سنة. وقد شبه الله تعالى في كتابه الكريم هذا الانفجار بالدخان “ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ” (فصلت 11). وكان للانفجار مركز حيث كانت الجسيمات أو الدخان المنبعث من المركز إلى الخارج سرعته عاليه جدا تقاس بالسنين الضوئية يشير العلماء إلى أن الكواكب والنجوم وجدت بعد الانفجار الكبير الذي وقع منذ مايقرب من 10-20 بليون سنة وظل الكون شفافا بسبب هذا الاشعاع لنحو 700 الف سنة بعد الانفجار الكبير ومنذ ذلك الوقت أخذت المادة تتكتل معا في نجوم ومجرات. وهنالك نظرية أخرى تسمى نظرية النفخ قال الله تعالى “فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ” (الحجر 29) فالله تعالى قادر كما فعل في الإنسان أن يفعل نفس الشئ في الكون قال الله تعالى “لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ” (غافر 57). يقدر العلماء عدد المجرات في الكون المنظور بنحو 300 بليون مجرة تحوي كل مجرة نحو 100 بليون نجم وما يتبعها من كواكب واقمار.

نظريات وأقوال مختلفة حول حقيقة الكوكب المذنب 

الكوكب المذنب هو الذي يقترب من الأرض وله ذيل طويل. ويعتقد علماء أن ما يجري على الأرض من تغير مناخ وزلازل وكوارث ناتجة عن الكوكب المذنب، وكلما كان قريبا زاد تأثيره الكارثي. ولكن علماء آخرون يفندون نظرية المذنب صاحب الكوارث، ويعتبرون ظهوره من الظواهر الطبيعية التي تشاهد بين فترة واخرى. والروايات الدينية حول الكوكب المذنب ايضا فيها جدل بين التأييد والتفنيد. روى الحاكم النيسابوري بسنده الى عن ابن أبي مليكة قال: غدوت على ابن عباس رضي الله عنهما ذات يوم فقال: ما نمت البارحة حتى أصبحت قلت: لم قال: قالوا :طلع الكوكب ذو الذنب فخشيت أن يكون الدجال قد طرق. كما جاء في المستدرك على الصحيحين.

الآيات الكونية هي آيات للتدبر والهداية 

وعلى اتباع القرآن الكريم تعلم وتطبيق علوم الفضاء والفلك والاقمار والكواكب وهو واجب كفائي ليكونوا من متدبري القرآن وليس فقط من القراء قال الله جلت قدرته “أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا” (النساء 82) فالآيات القرآنية التي تشير إلى الأفلاك والكواكب والنجوم والارض والقمر كلها تدل أن هذا القرآن لم يصدر إلا من رب حكيم قدير. قال الله تعالى عن العلماء “وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ” (سبأ 6)، و “إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ” (فاطر 28).

ظهور المراصد الفلكية 

ومن أهم مراكز الأبحاث في العالم حاليا التي تهتم بالفضاء والفلك وكالة ناسا وهي مختصر الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء وتختصر ناسا وأنشئت في العام 1957. ووكالة ناسا معروفة على أنها وكالة الفضاء الرائدة للوكالات الأخرى حول العالم. المرصد الفضائي أو الفلكي هو آلة تجمع الضوء لرؤية الكواكب والنجوم البعيدة، وأول من صنعها العالم المسلم ابو حامد الصاغاتي سنة 990 هجرية، وقبله ابن الهيثم في صناعة آلة التصوير وعلم البصريات، ثم صنع غاليلو عام 1609 ميلادية المرصد الفلكي الذي شاهد خلاله تضاريس القمر. ومعظم المراصد العالمية تستخدم المرآة المقعرة. وهنالك تلسكوبات أرضية للمسافات القريبة، وتلسكوبات فلكية لرؤية الاجرام السماوية وتسمى التلسكوبات الكاسرة التي تستخدم العدسات بدل المرايا. اعلن مرصد فلكي سويسري اكتشافه عن كوكب يقع على بعد 30 سنة ضوئية يتشكل اساسا من الماء في شكل جليد ساخن. وهو تطور على وجود مياه في كواكب اخرى. وبتعبير آخر وجود حياة قال الله سبحانه وتعالى “وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ” (الانبياء 30).

الأبراج والتنجيم وحكمهما في الإسلام

التنجيم والأبراج محرم في الإسلام كما جاء في صحيح البخاري. علم التنجيم هو دراسة الحركات والمواقع النسبية للإجرام السماوية من نجوم وأقمار ومجرات والتي تؤثر على أشكال الحياة. وقد اشتهر منذ القرن الثامن الهجري. والغالبية العظمى من المذاهب الإسلامية تحظر التنجيم وخاصة الأبراج كما ورد في القرآن والسنة وخاصة تأثيرها في الأحداث التاريخية والأخلاق والدين، فهؤلاء المنجمون لا يعلمون الغيب كما يدعون. من الآيات القرآنية حول علم التنجيم “حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ” (المائدة 3)، و “إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” (لقمان 34)، و “أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ” (الحج 18). فالنجوم ليست للحوادث التأريخية وانما هي للزينة ورجوما للشيطان “وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ” (الملك 5)، وعلامات يهتدى بها (النحل 16).

انتشار علم التنجيم في العصور القديمة

ظهر علم التنجيم في الألفية الثالثة قبل الميلاد فقد عمل بها الرومان والإغريق وقدماء المصريين والبابليين والسومريين. ويعتقد المنجمون أن موضع النجوم في السماء يساعد في تفسير الحاضر والماضي. ولا يوجد دليل علمي للتنجيم بالإضافة لعدم وجود دليل ديني. وادعى السومريون والبابليون وقدماء المصريين وجود علاقة بظهور واختفاء النجوم بالأوبئة والأمطار والجفاف، ومواعيد الحروب، وتحديد الأيام السيئة والحسنة. وزينت بعض المقابر الفرعونية بصور ورسوم النجوم. وإن نجوم الآلهة تسبح فوق نهر النيل كما ادعى الفراعنة في الماضي. ويسمي علماء الشريعة علم التنجيم بعلم الخرافات، وليس له علاقة بعلم النجوم الذي يحدد الأوقات والأزمان والفصول واتجاه القبلة، وهو فرع من فروع علم الفلك. أما علم التنبأ والتنجيم بالتكهنات، وما يسمى بالكهنة، فهو محرم، كالتكهن بحوادث الناس نتيجة حركة النجوم وهو يشبه السحر. وكانت الجاهلية تؤمن بأن الشمس لا تنكسف والقمر لا ينخسف الا بموت عظيم.

حكم من صدّق بالتنجيم والمنجمين والسحر في الأحاديث النبوية

روى أبو داود عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن التنجيم: (من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد.) و (من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد). وفي صحيح مسلم جاء في الحديث (ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم). جاء في الحديث (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته). في رواية عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من اقتبس بابًا من علم النجوم لغير ما ذكر الله فقد اقتبس شعبة من السحر، المنجم كاهن والكاهن ساحر والساحر كافر. علم التنجيم يختلف عن علم النجوم الذي هو الذي هو ما يسترشد به في البر أو البحر. عن أبي محجن مرفوعاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أخاف على أمتي من بعدي ثلاثًا: (حيف الأئمة وإيمانًا بالنجوم وتكذيباً بالقدر ) رواه ابن عساكر وصححه الألباني في صحيح الجامع. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أتى عرافًا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً) رواه مسلم .

فيديو مقال الفلك (بفتح الفاء) في القرآن الكريم (النجوم والكواكب)

 

أضف تعليقك هنا