موضوع الثقافه وتغيرها مع تقادم الزمن موضوع شيق وطويل يعيشه المهتم والمتابع وهذا يجعلنا ندخل في خصائص الشعوب كيف تعيش وكيف تتصرف خصوصاً إذا أدركنا بأن الحاجة هي من تكون التصرف الذي يصبح فيما بعد عاده متوارثه ففيها الجيد وفيها غير ذلك والسبب الحقيقي لجودة التصرف من عدمه هو الموقف الذي صنع العادة، ولكل شعب لغته وطبيعته وطريقة حياته وما لا يجاز هنا يجاز هناك خصوصاً إذا أدركنا بأن العالم قارات ودول متسعه لغات وثقافات مختلفه ومن الصعب جمع جميع دول العالم وتخصيص صفه يشتركون فيها فقط أساسيات الحياه والعادات المختصه بالحياة والتصرف اليومي ممكن أن يتشابهوا فيها، ما يعنينا هنا الجزيره العربيه وبالتحديد السعوديه قديماً وحديث حياتهم وتصرفاتهم ومناسباتهم وأمنهم وخوفهم وطريقة العيش في زمن القلة
عادات مختلفة أثرت بالتكوين المجتمعي لدى الشعب السعودي
السعوديه دوله بحجم قاره فلو أخذنا من في الجنوب فهو يختلف عن من في الشمال والشرق يختلف عن الغرب وعادة الوسط هو الأكثر صعوبه في حياتها، ففي نجد سابقاً كان لنا نظام حياة مبني على التعاون وستر الحال الكل للكل تجمعهم الكلمه لهم نظامهم الإداري المتفق عليه وكان كل أمور حياتهم مرتبطه بقدر الله مما يعني النظر دائماً مرفوع إلى فوق والسحب والأمطار هي مكونات الحياه فالماء للمزارع رد روح في القلبان التي تسقي النخيل وأما البدو فمزارعهم الصحراء ونبتها من العشب لكي تعيش إبلهم وأغناهم ومنها تتكون الحياه زمن صعب بالنسبه لنا الآن لكنه في وقتهم كان نظام حياه تكون من خلاله مجتمعات وتكونت القبائل أو بما يعرف عند عرب الشمال باسم العشائر، هذا التكوين المجتمعي تكون من أجل تكوين القوه الدفاعيه عن التكتل من أجل الحياه والعيش السليم إلى هنا والأمور والهدف نظيف لكن الإنسان بطبعه الطغيان وحب السلطه والسيطره ومنها أخذوا يغزون بعظهم ويسيطرون على ثروات بعظهم من الحلال وغيره بل وصل الأمر إلى الطرد والأبعاد والنفي من أجل العيش وضمان الحياه من هنا خرجت الحروب وهذي الصفه كانت من قبل الرساله ووجود النظام الإسلامي الشرعي الذي وضع نظام الحياه المستقره والذي حدده ونقله لنا رسول الأمه اللهم صل وسلم عليه.
ما حدث في الجزيره العربيه كان يحدث في عالم آخر ولكن بطرق مختلفه فلن تجد شعب إلا وعنده عادات يفتخر فيها وقد يسردها لك كاحداث في عالمه السابق الموروث، هنا كانت الثقافات والعادات الموروثه فهل كانت عادات جيده ونحمد الله أن تخلصنا منها أم أننا افتقدنا شيئاً منها كانت جميله وأذابتها الحضاره؟
شعوب اليوم لا تقدر الماضي وأمجاده
ما يهمني الآن هو حياتنا الحاضره بما فيها من مكونات هل نعيش الأفضل أم أنهم كانوا الأفضل؟ والصحيح لا نقدر نغلب صفه على أخرى؛ فلكل زمان وضعه واختلافه أما نحن في هذا العصر فإننا نقول بأننا تغيرنا تغيراً كبيراً والسبب هو خروج منابع الطاقه والآلات ووسائل التقنيه كلها أثرت علينا، فمنا من ثبتت أشياء قديمه ولازال متحفظاً على بعضها، ومنا من اذابته الحضاره ونسي كل شي نعم تكون إنسان جديد بثقافه مبتوره كل يوم يحدث تصرفه بتحدث معلوماته المختلطه التي تنقلها له التقنيه من كل أصقاع الأرض هذا النوع يكبر وتكبر ثقافته لكنها محدوده لا عرق لها مغروس في أرض خصبه، ثقافته ما يجده أمامه وما يحصل عليه من محركات البحث العالميه هذا النوع يكبر ويفوته من فرص الحياه الكثير منها على سبيل ذاكرته عن قريته الصغيره الذي غالباً غادرها مع والده ولم يعد لها يوم من الأيام كذلك أفراد مجتمعه الصغير وأجداده وكل من يربطه بماضيه القديم حتى لغته وفهمه لما حوله من مسميات اختلفت فلو سألته عن مسميات عدد الطعام القديمه فهو لا يعرفها أو عن أوصافهم القديمه وأمثالهم الشعبيه وحتى شعرهم الشعبي يحتاج له مفسر هذا النوع مبتور الثقافه، وقد يحفظ من الحياه اليوميه للفرنسي أو الانجليزي اكثر مما يحفظ من ثقافة أجداده فلو كان هذا المبدأ فعال لم يوضع خير البشر محمد بن عبدالله مع مربيته حليمه السعديه في الباديه لكي تحفظ أصله ولغته خوفاً عليه من اللحن في النطق اللغوي ومنه نزل عليه القرآن بلسان عربي لكي يفهمونه قومه ومما كان يحدث للعرب في السابق بأنهم كانوا يضعون معلقاتهم في سوق عكاظ كل عام بلغة واضحه عربيه فلا راعي الشام يغيرها أو يفهمها ولا راعي اليمن يستطيع أن يطلع عليها ويستمتع بها إذا لم يجد لغتها ومعناها فالشعر معاني وأهداف وأوصاف
من هنا ماذا نقول لهذا النوع من البشر الذي ياتيك بكلمه عربيه وخمس اجنبيه بين الانجليزيه والفرنسيه والاسبانيه وحديثاً دخلت الصينيه؟ تخاطبه لماذا كل هذا يكون رده هذي هي الحياة، العيش المدني يعلمنا الكثير ويجعلنا مندمجون لا متحجرون هذا منطقه فقط الأخ غفل بأنه مهما زهت به التقنيه والحياه الراهيه مصيره الكبر ومن ثم التفكر في ماضيه بكل أحداثه أفلا تعقلون
معرفة الماضي والتمسك بمبادئه هو حفظ للحضارات السابقة
أما أنا فقد عشت حياتي متقلباً في الذاكره الجيده من القريه الصغيره إلى المدينه الكبيره عشت محافظ في أسره محافظه تثمن الماضي بكل ما فيه وتعلم الأدب قبل التعليم الدراسي عشت في أكبر جامعه في حياتي انها جامعة والدي رحمه الله ولا زلت اتذكر في مدينة الرياض التي كانت ولا تزال اكبر مدن المملكه بعد مكه وقتها قدم من الطائف واخذ يتجول فيها واخذت اشرح له عن بعض ما نشاهده فضحك رحمة الله عليه وعلى اموات المسلمين وقال لي ممازحاً أنا قدمتك من القريه الصغيره إلى المدينه الكبيره فلا تغتر بالحضاره المتغيره وحافظ على ما علمناك وأتقنته في السابق
نعم نصيحة عميد جامعتي وضعها ورحل رحمة الله فقد عشت بعده بفضل الله في بلد قدم معطيات الحياه الأساسيه مجاناً تعليم وصحه وكل معطيات الحياة مجتمعه، تعلمنا ثم أتاح لنا الزمن بان نطوف معظم بلاد العالم، تعلمنا الكثير لكنها لم تفقدنا الثوابت القيمه الجيده نعم والدي -رحمك الله- لك الفضل بأن قدمتني للحياه بمبدأ ثابت لن أغيره ولن أتغير فقط أحس بالحسره والندم بأني فقدتك معلماً مطلعاً وفقدت من عاش معك من خيرة من عرفنا في حياتنا، فلا فضل لحضاره اليوم، ولا رقي يخالف الثوابت لذلك عملت بدرسك وأنت غائب حاولت أن أنقله لمن وليت عليه ومن عرفت، لكن هذي هي الحياة سنة الله في خلقه فقط يغفر ربي بأني لن أقدم إليه وأنا فاقد أو جاحد فضل لأي شخص علمني درس قيم؛ لذلك نوصي كل الجيل الذي ينهض بالبلد والجيل ما بعده كونوا رحماء مخلصين لوطنكم وما وليتوا عليه لأن من سبقكم دفع الثمن لكنه كان ثمن قيم في أرض ثمينه يسمى “وطن”
فيديو مقال تغير الزمن وتغير ثقافة الشعوب