اتهم نفسك ولا تتهم مولاك..!

رغبتك هي أساس نيلك ما تريد 

لا تتهم مولاك بعدم وجود النوال، بل اتهم نفسك بعدم صدقك في الإقبال. صحّح الإقبال بالتقوى؛ فعلى قدر رغبتك في الله ترضى وعلى قدر حظك من الرضا يكن نصيبك من اليقين، ولهذا قال ابن القيم – رحمه الله -: (إنَّ أفضلَ الأحوال: الرغبةُ في اللهِ ولوازمها، وذلك لا يتم إلا باليقينِ والرضا عن اللهِ، و قال سهل: حظُّ الخلقِ من اليقينِ على قدرِ حظِّهِم من الرضا، وحظُّهم من الرضا على قدرِ رغبتِهم في اللهِ)، وحصول اليقين في القلوب علمًا وعقيدة وثقة واطمئنانًا، يجعل بعض الناس أئمة وسادة وقادة بين الناس، فقد كان السلف يقولون: (بالصبرِ واليقينِ تُنَالُ الإمامة في الدين)؛ وقال الله عز وجل: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24]

نيلك ما تريد لن يتحقق إلا بالرضا واليقين التام بالله

كيف لك أن تعمل وتنتظر النوال مع افتقارك إلى سكون القلب الذي لو وقع واستقر في القلب كما ينبغي لما اُتُّهم الرحمن في كل ما أصابك ولوَثقت بالله في أمورك كلها ورضيت بتدبيره عز وجل في كل حال ، يقول سفيان الثوري: (لو أن اليقينَ وقعَ في القلبِ كما ينبغي؛ لطارت القلوبُ اشتياقًا إلى الجنةِ وخوفًا من النارِ)، وقال أيضًا: (اليقينُ أن لا تتهمَ مولاك في كلِّ ما أصابَك) ويقول ابن رجب: (فمنْ حقَّقَ اليقينَ وثقَ باللهِ في أمورِه كلِّها، ورضي بتدبيرِه له، وانقطعَ عن التعلقِ بالمخلوقين رجاءً وخوفًا، ومنعه ذلك من طلبِ الدنيا بالأسبابِ المكروهةِ)، وقال البيهقي: (اليقينُ هو سكونُ القلبِ عندَ العملِ بما صدق به القلبُ، فالقلبُ مطمئنٌ، ليس فيه تخويفٌ من الشيطانِ، ولا يؤثر فيه تخوفٌ، فالقلبُ ساكنٌ آمنٌ، ليس يخافُ من الدنيا قليلًا ولا كثيرًا).

الأعمال تثمر باليقين والثقة بالله

ومضة.. إياكم واستبطاء الفتح و اليأس من الإجابة لابد من إلحاحٍ غير منقطع، إن اعطى فهو العليم الكريم وان لم يعطي فهو الرحيم محسن التدبير.. و ارفع من شأن اليقين يُرفع شأنك عند الحليم العظيم. واقبل على الله بالتقوى واتقي الله يقيناً وحيناً؛ فقد قال ابن القيم – رحمه الله – في “زاد المعاد”: (لا يتمُّ صلاحُ العبدِ في الدارين إلا باليقينِ والعافيةِ، فاليقينُ يدفعُ عنه عقوبات الآخرةِ، والعافيةُ تدفعُ عنه أمراضَ الدنيا من قلبِه وبدنه) وقال ابن القيم أيضًا: (اليقينُ من الإيمانِ بمنزلةِ الروحِ من الجسدِ، وبه تفاضلَ العارفون، وفيه تنافسَ المتنافسون، وإليه شمَّرَ العاملون، وهو مع المحبةِ ركنان للإيمان، وعليهما ينبني وبهما قوامُه، وهما يُمدان سائرَ الأعمالِ القلبيةِ والبدنيةِ، وعنهما تصدرُ، وبضعفِهما يكونُ ضعفُ الأعمالِ، وبقوتِهما تقوى الأعمالُ، وجميعُ منازل السائرين إنما تُفتتحُ بالمحبةِ واليقين، وهما يثمران كلَّ عملٍ صالحٍ، وعلمٍ نافعٍ، وهدى مستقيمٍ)

فيديو مقال اتهم نفسك ولا تتهم مولاك ..!

أضف تعليقك هنا