استخدام الفيس بوك ومنظومة القيم الاجتماعية

أثر استخدام الفيس بوك على منظومة القيم الاجتماعية(سلوكيات) لدى شباب المجتمع المصري .

حيث أصبحت مواقع شبكات التواصل الاجتماعي بشكل عام، وموقع الفيس بوك بشكل خاص رافدًا أساسيًّا في نقل المعلومات بكافة صورها. حيث أدت التحولات والتطو ارت المعرفية والتكنولوجية المتسارعة في هذا العصر، إلى تعقيدات للحياة الاجتماعية  وجعلت المجتمعات مليئة بالصارعات والمشكلات، مما تسبب في ظهور تغيارت في منظومة القيم في تلك المجتمعات، وباتت  الأمور تسير في طريق إبعاد الفرد والمجتمع عن قيمة ودينه أكثر فأكثر، خاصة مع ضعف الرصيد القيمي الذي يضبط حياة الفرد ويحدد مساره

الجوانب الإيجابية من استخدام الفيس بوك

لقد كان الخروج من المنزل والتفاعل مع المحيط المباشر أساساً للمعرفة والتعلم واكتساب الخبارت وبناء الذات وتنميتها وتطورها، أما اليوم فإن البقاء في المنزل واستخدام الأجهزة المتصلة بالإنترنت يتيح مدى أكبر للحصول على  المعلومات التي يريدها. لقد باتت خبارت المنزل أوسع من خبارت الشارع أو المدرسة أو المدينة في ضوء ما يتوافد إلينا من معلومات باشكالها المختلفة تحملها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وبالرغم من أن الإنسان هو المستفيد الأول والأخير من مزايا تلك التكنولوجيا، حيث يسرت له أمور كثيرة في حياته اليومية، إلا انها جعلته يضطر في مرات عدة إلي تغيير جملة من سلوكياته ومعارفه حتى يستطيع أن يندمج مع ما جاءت به تلك التكنولوجيا .

الجوانب السلبية من استخدام الفيس بوك

استخدام الفيس بوك ربما يضعف متانة العلاقات الاجتماعية المباشرة، ويساعد على الغزو الثقافي وعلى تغيير في القيم الاجتماعية، ويتسبب كثرة استخدامه في مشكلات اجتماعية وأخلاقية وصحية تؤدي احيانا الى الإدمان، والى عزلة اجتماعية مباشرة،  وهدر في الطاقات، حيث يبدو الوقت بلا قيمة ولا معنى خاصة لدى الشخص الذي ترك يواجه الفارغ والبطالة والعجز والإحباط وفقدان الأمل في مستقبله. وبالتالي تضعف علاقات الشباب بعائلاتهم ويصبح التواصل العائلي فاقدا لكثير من جوانبه الإنسانية.  ومن السلبيات الأخرى في العالم العربي ظهور لغة جديدة بين الشباب  اصبحت تهدد مصير اللغة العربية إذ تحولت كتابة بعض المفردات العربية إلى رموز وأرقام مثل: الحاء تكتب”7″ والهمزة تكتب “2” والعين تكتب”3″ وغيرها.

أثر استخدام الفيس بوك على قيم وسلوكيات الفرد

القيم لغة من القيمة وتعني القدر أو المنزلة أو الشيء الثمين. واصطلاحا هي مجموعة المبادئ والتعاليم والضوابط الأخلاقية التي تحدد سلوك الفرد، وترسم له الطريق السليم الذي يقوده إلى أداء واجباته الحياتية ودوره في المجتمع الذي ينتمي إليه، وهي إلى جانب ذلك السياج المنيع الذي يحميه من الوقوع في الذنب، ويحول بينه وبين ارتكاب أي عمل يخالف ضميره، أو يتنافى مع مبادئه وأخلاقه. فهي مرجعية للحكم على ما هو منكر أو فاضل، صح أو خطأ.

أو بأنها هي الخصائص أو الصفات المرغوب فيها من الفرد أو الجماعة والتي توجه سلوكهم، وهي التي تخبرهم الفرق بين الصحيح والخطأ والجيد والسيء. واجرائياً تعني التصرفات (السلوكيات) التي يقوم بها أفراد الدارسة الحالية، في ظل استخدامهم للفيس بوك، وسوف يعبر عنها من خلال اجاباتهم على فقرة أداة الدارسة التي اعدت لهذا الغرض. وقد اقتصرت تلك الأداة على ستة قيم اجتماعية ذات صلة بحياة الأفراد هي: الصداقة (الصداقة من الصدق، والصدق هو نقيض الكذب) ؛ والتعاون (التعاون من العون اي المساعدة على الحق)؛ الحياء (وهو الخجل من العيب والخطاء)؛ الاحترام (ويقصد به التعامل مع الآخرين بتقدير وعناية)؛ والإنتماء الأسري والأجتماعي (الإنتماء أي الإنتساب، وهو علاقة شخصية إيجابية)؛ و إدارة الوقت (وتعرف بأنها مهارة الفرد في السيطرة على الوقت المتاح للعمل في ظل المعوقات الخارجية).

توصيات هامة

  • ضرورة توعية أبناءنا بالمحافظة على قيمهم الاجتماعية المنبثقة من ثقافتهم العربية الاصيلة ومن معتقداتهم الدينية كي لا تتبدل تلك القيم نتيجة الاستخدام  السلبي الفيس بوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي.
  • التشجيع على الاستفادة من استخدام الفيس بوك في العملية التعليمية، وفي المحافظة على نشر ثقافتهم العربية وعدم الانسياب وراء تقاليد لا تتناسب وثقافتهم.

فيديو مقال استخدام الفيس بوك ومنظومة القيم الاجتماعية

أضف تعليقك هنا