التفكير قبل النوم نعمة أم نقمة

بقلم: د. خالد جمال طه امام أحمد

هل تؤثر الأفكار قبل النوم في الإنسان؟

أثبتت الدراسات الحديثة لمؤسسه النوم الوطنية الأمريكية أن الدقائق الأخيرة قبل النوم تؤثر على الإنسان نفسياً وجسدياً ومادياً. الأشخاص الذين يفكرون قبل نومهم في المشاكل والديون والفشل والمواقف الصعبة، ثم يستغرقون في النوم – يجلب لهم العقل اللاواعي الكثير والكثير من نفس نوع هذه الأفكار والتي تؤثر عليهم جسديا ونفسيا، لأن ٧٠ %من الأمراض سببها الأفكار السلبية التي تؤثر على الحالة النفسية بقوه ومن ثم تؤثر على باقي جوانب الحياة كلها.

كيف تتخلص من مشكلة الأرق والقلق قبل النوم؟

كتابة مسببات الأرق

فإذا كنت تشعر بأن دماغك يصبح في قمة نشاطه ما إن يحلّ وقت النوم، فتجده يمر على كل ذكرى كبيرة أو صغيرة، ويتركك منهكاً بالتفكير بما حصل خلال يومك، وقلقاً مما سيحدث في يوم الغد، فيمكنك بحسب استشارية النوم جيني جون، إذا مضت 20 دقيقة على محاولتك الخلود إلى النوم بدون جدوى، غادر سريرك واذهب إلى غرفة أخرى خافتة الإضاءة، واكتب عن كل ما يسبب لك الأرق، وبعد الانتهاء من كتابتها، أخبر نفسك بأن تلك الأفكار كلها تحتمل الانتظار إلى يوم الغد.

تدوين الأفكار

أيضاً، إن وجود مفكرة بجانب الفراش من الأفكار المثالية التي لا يطبقها كثير من الأشخاص، حيث تمكنك من تدوين أفكارك وترتيب يومك، وخاصةً إذا طرأت في رأسك فكرة مفاجأة، فكتابة الأفكار قد تساعدك أيضاً في رؤية أن الكثير من الأمور التي تسبب لك القلق، هي مجرد تخوّفات افتراضية ليست موجودة في الواقع.

ممارسة التنفس العميق

أو مارس التنفّس العميق بحسب معالجة النوم كريستابيل ماجندي، التي ترى أن التنفّس العميق يعتّبر طريقة جيدة لإلهاء الدماغ عن التفكير ولا تبالغ في تجنّب الأرق لأن الإفراط في القلق والخوف من الأرق، والمحاولة في تجنبه، كلها أمور تزيد من صعوبة عيش الدوامة التي يدخل فيها الأشخاص الذين يعانون من الأرق. أما تقبّل فكرة الأرق ومراقبة نفسك، خلال عيش هذه الحالة، بشكل لا يشوبه استخدام الهاتف أو مشاهدة التلفاز، فهي إحدى الطرق لتهدئة النفس، والاستغراق تدريجياً في النوم.

التعرض للشمس

ننصحك بالتعرّض لمزيد من الشمس لأن عدم تعرّض الجسم لضوء الشمس خلال اليوم، يؤثر سلباً على الساعة البيولوجية للجسم. لذا، ينصح الكاتب ديفيد راندال بالتعرض لأشعة الشمس خلال اليوم كأحد طرق تحضير الجسم للنوم ليلاً.

التفكير بالأحلام

اقضِ وقتك ما قبل النوم في تخيّل أثاث المنزل، أو التفكير في المهام التي ستتولاها في منصب يحقق أحلامك، أو تخيّل الكلمة التي ستلقيها لدى استلام جائزة أحلامك. هذا النوع من التفكير سيخفف من شعورك بالقلق من جهة، ويجعل دماغك أكثر هدوءاً واستعداداً للاستغراق في النوم.

استبدال الأفكار السلبية بالأفكار الإيجابية

يمكنك أيضاً استخدام طريقة الاستبدال الفكري وهي القضاء على التفكير السلبي من خلال استبداله بالتفكير الايجابي بإحدى الطريقتين، الطريقة الأولى: هي التفكير بالأهداف المستقبلية الجميلة كالتالي: كتابة الأهداف الرائعة التي تود تحقيقها “أهم هدف في حياتك ” أكتب أسمك في ذيل الورقة وهدفك في أعلى الصفحة تجد أن المسافة قريبة جداً والتخيل بأن الهدف قد تحقق بكل ألوانه وأحجامه ومصاحبة المشاعر الرائعة وكإنها تحققت بالفعل وتنفس بطريقة عميقة جداً وإملاء الرئتين بالأكسجين المجاني ومن ثم سيكون رائعا بأن تخلد للنوم وآخر تفكيرك هو النجاح في تحقيق هدفك ستصحو.. مرتاحاً ومتحمساً ونشيطاً.. أو الطريقة الثانية: طريقة تذكر المواقف الجميلة في حياتنا والتي كان لها تأثير قوي على نفسياتنا وذلك بالاسترخاء في مكان هادئ ومريح استحضار موقف رائع من المواقف الماضية النجاح في مرحلة من مراحل الدراسة النجاح في تحقيق هدف كبير النجاح في مساعدة أي النجاح في تحقيق هدف أنقذك من مأزق أو لمشكلة كانت كبيرة.. وهكذا والتركيز على الموقف الإيجابي وتكبير الصورة بالتخيل أو تقوية الأصوات المصاحبة لها. إذا كان آخر تفكيرك لك قبل النوم هو استحضار الموقف الرائع ستصبح بقوة بنفس المشاعر الرائعة في الصباح وستغير المشاعر السلبية الماضية إلى إيجابية ويتحول السلوك إلى الأفضل وبشكل رائع.

الاستعانة بالله

أحفظ القاعدة” التوكل والاستعانة بالله من أهم الأسباب في تغير النفسيات إلى الأفضل” واستخدمها وطبقها واستمر عليها ستجد ما يسعدك دائماً، كما نصح الباحثون بأنه لو كانت الغفوات النهارية تؤثر على انتظام نومك ليلا، حاول التخلص من هذه العادة تماما، أو اكتف بغفوات قصيرة. خفف درجة حرارتك ففي دراسة نشرها قسم النوم والإدراك بالمعهد الهولندي للعلوم العصبية، تنخفض حرارة الجسم خلال النوم، بينما ترتفع حرارة اليدين والقدمين، وعندما يبرد جسمك سيؤثر ذلك في سرعة إرسال إشارة إلى عقلك للنوم العميق بسهولة. (شاهد فيديو موقع مقال على اليوتوب).

بقلم: د. خالد جمال طه امام أحمد

 

أضف تعليقك هنا