التلميذ مهران

بقلم: فارس كمال محمد

القسم الأول

كنت معلماً لطلبة الصف الأول اعدادي ، من تلاميذي الأشد إزعاجا مهران، ذكي جداً ونشاطه أشد ، يحب المرح ويعشق مخالطة البنات ، لم أر منه أي نشاط مخل باتجاه البنات مع أنهن قريبات منه ومدرستهن محاذية لمدرسته ، على عكس زملائه كثيرو الحركة ومثيرو المشاكل والشغب والشكاوى من الجنس الآخر.

أعمال الشغب التي قام بها صديق مهران

واحد من المشاكسين الجريئين وقع في شر اعماله ..  ضبط يقبل فتات بعد ان انفرد بها خارج شعبة الدراسة اثناء انشغال الباقيات بدروسهن داخل الصفوف ،ابدت مديرة المدرسة تلك استعدادها للحل وتجاوز مسالة انفراد الطالب بالبنت وتبادل القبل (خوف الفضيحة) ، الا واقعة تخطيه جدار المدرسة ونزوله فيها بلا عذر اذ لا مبرر يجيز لها ان تقرر لم كان السبب لتثبته في محضر الشرطة المفتوح بهذا الشان ..

من الذي أنقذ صديق مهران؟

لتكن يامهران بطلنا المنقذ وتتقدم الى لجنة التحقيق المقامة في ادارة المدرسة .. وتقدم نفسك على انك شاهد وشريك زميلك المدان وانه بريء وكل ما قام به هو القفز الى حديقتهم لجلب الكرة التي رميتها انت خطا وانتما تلعبان ، اظنه  التعليل الافضل ، انه كذب حلال وتصرف مقبول ودليل على الحكمة البالغة والسلوك الافضل ، فانطلق الى مهمتك مرتاح البال وقلبك مطمئن وعقلك قانع ..

وصلني خبر مهران انه في غرفة الانتظار بانتظار المقابلة والتحقيق  ،وبسرعتي المعهودة في تدبيج المقال وتزويقه ببلاغة نافذة واسلوب سلس ومعاني مؤثرة .. كتبت على عجل :اوصيك يا ولدي بالتزام الادب وصدق الكلام وقول الحق ولو كان على نفسك ، وكما تعلم فان امقت شيء عندي هو الكذب (1 -1 -2019) واحب شيء هو الصدق ، فالصدق منجاة من غضب الله وناره ، وكره الناس واعتزالهم للكاذب ..والكاذب عندي مدان مهما كانت اعذاره ، انه كمن يبني عمارة على طين ندي سرعان ان ينهار.

القسم الثاني

اعجبت بتشرشل لدهائه وكرهته لكذبه بحجة (ان كان في خدمة المعركة) ،كيف لو انها معركة ظالمة .. ووحشية ومدمرة ، تفتك بالملايين وتمحي الشعوب…؟ان عبارة (مبررة) ينقصها التحديد تمر من تحتها كل النوايا والمخططات ، الحسنة والسيئة والشريرة والخيرة.

ذكاء وبديهة الطالب مهران

سالوه مرة : هل تكذب ..؟ نعم كذبت وكذبت وساظل اكذب .. كيف انتصر ان صار الجنود خائري القوى والمعنويات ، واذان الشعب تتنصت بقلق حول سماعات اجهزة الراديو والبث ، وكيف اربح ثقة جنودي والواقع مخيب للامال ..؟ اهكذا يكون الامر .. اكذب ان كان فيه انتصاري .. ايا كان الانتصار .. بحق او بباطل ، بعدل او ظلم جائر ..!!

لا..لا.. الصدق هو الاصح والمنجاة .. والكذب هو الخسران والعار فتذكر يا ولدي رسالتي هذه وتذكر توجيهي اليك .. الوصية ولا غير الوصية يا ولد احمد الله ان الرسالة وصلت واستوعبها مهران ثم دخل في التحقيق عاد مهران واستقبلته بحفاوة وسؤال : هل استوعبت الرسالة ..؟ ماذا قلت لهم ؟.. قلت لهم انه ولد ساقط منفلت ، انفرد بالفتاة البريئة وامطرها بوابل من القبل

بقلم: فارس كمال محمد

 

أضف تعليقك هنا