الحوار لغة متطورة أصابها الجفاف في مجتمعنا

السلام لا يعني غياب الصراعات فالاختلاف سيستمر دائما في الوجود السلام يعني أن نحل هذه الاختلافات بالحوار بوسائل سلمية عن طريق الحوار و التعليم المعرفة الإنسانية.

ماهو مفهوم الحوار؟

قبل أن ندخل في الحوار مع الآخرين يجب أن ننوه إلى أن كل شيء يبدأ من الإنسان من داخله و أن أهم المحادثات وأصدقائها هو الحوار مع أنفسنا.اما بصوره عامه يعتبر الحوار ليس مجرد مناظرة أو مناقشة عادية ولا يتعلق بتاتًا بإقناع الآخرين بالموافقة على وجهة نظر الآخر أو تغيير ما يؤمنون به، إنما يرمي الحوار إلى تخطي عقبات سوء الفهم وتبديد الصور النمطية من أجل تعزيز التفاهم المتبادل.

والعملية الحوارية متمحورة في الأساس حول تنمية الاحترام المتبادل بغية بناء علاقات مستدامة. لذلك، فأنت تراها تركز تركيزًا كبيرًا على توضيح كل من أوجه التشابه والاختلاف في أي موضوع بين شخصين أو مجموعتين من الناس، كما أنها تبني جسورًا من التفاهم بين أصحاب الآراء المختلفة سعيًا إلى تحويل العلاقات الإنسانية القائمة على الجهل والتعصب إلى حالة أعمق من الفهم والاحترام لما هو مشترك وما هو غير مشترك

مالمهم في الحوار في حياتنا؟

إذ نلتقي كل يوم بأنواع مختلفة من الأشخاص، فقد يتمخض من رحم هذه الاختلافات أحيانًا سوء فهم، ولا سيَّما إن اختلفت مظاهر الآخرين أو أفكارهم أو ممارساتهم عن مظهرنا أو أفكارنا أو ممارساتنا.

وعلى هذا، ترانا نسأل أنفسنا قائلين: “لماذا يفعلون ذلك؟ وكيف لهم أن يجزموا بصحتها؟”. وإذا رفضنا هذا الاختلافات بسرعة كبيرة، فهذا هو عين الإخفاق في محاولة فهم ماهية الآخرين، ثم إننا في الواقع كثيرًا ما نتوقع أن يقبلنا الآخرون دون أن نقبلهم نحن. وفي الحقيقة، فإن الحوار هو الاحترام غير المشروط للآخر سعيًا إلى التفاهم والغرض المشترك.

وفي الحوار مع الآخرين المختلفين عنَّا، بوسعنا أن نكتشف مصادر التوترات أو الصراعات وأن نستفيد، عند قَبولها، من أوجه التشابه العالمية التي نتشاركها للتصدي للتحديات المشتركة. والحوار لا يستهدف أبدًا توحيد الرأي والتعبير، بل هو يعكس مبدأ الوحدة والتلاحم في التنوع ويحققه.

أسباب التدني في لغة الحوار 

من المظاهر السلبية التي طغت على قيم المجتمع تدني لغة الحوار فاصبح الحوار اقرب الى التشاجر منه الى وسيلة للتفاهم و نحن مأمورون ان ننزل الناس منازلهم ولا نبخس الناس اشياءهم دون غمز او لمز او همز او اسقاط للطرف الاخر فلا حاجة الى اللجوء الى لوم الشخص الذي نخاصمه واحراجه والسخرية منه

ومن الاسس النفسية اوضح انها تتمثل في البحث عن الحقيقة، وطلب القيمة المضافة من اسس الحوار الصحيح هو سعي المحاور الدائب للوصول الى المعرفة الحقة، قال تعالى (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).

قولك في الختام بهذا المقال؟

الحوار أصبح لغة حديثه متطوره جداً ولا يسعنا أن نضيق فكرتها في سطور محدده و عليه اعتبار الحوار .. اسلوب متطور وداعم مهم للوجود الإنساني، وليس فقط مجرد وسيلة للتواصل و من ضروراته يُعتبر الحوار الطريق الوحيد الذي يتم استخدامه من أجل إقناع الطرف الآخر المخالف، فهو المفتاح لإقناعه بالرأي الصائب، كما يعد أسلوباً للتواصل، والتفاهم بين الناس، وطريقاً للتعرف على بعضهم، وهو منهج الإصلاح، والدعوة في المجتمع، ووسيلة التربية، والتعليم للأبناء، وهو نقطة الالتقاء، والتقارب بين الأفراد.

فيديو مقال الحوار لغة متطورة أصابها الجفاف في مجتمعنا

أضف تعليقك هنا