النظريات النسوية المفسرة لعمل المرأة وعلاقتها بالدراسة الحالية من منظور النوع الاجتماعي

بقلم: نادية عبد الهادي عتيق

تمهيد:

يوصف النوع الاجتماعي بالديناميكية التي تنظم المبادئ داخل المجتمع اي أنه عبارة عن نمط سلوكي مكتسب، وهو جزء لا  يتجزأ من كل ما نقوم به على المستوى الفردي والمجتمعي والمؤسسي. وترتبط الصورة النمطية لكل فرد من المجتمع بمدى استيعاب المحيط الاجتماعي بالأدوار الموصوفة والتوقعات التي يراها المجتمع أكثر تناسبا وأهمية لكل فرد-الرجال والنساء والفتيات والفتيان وأقليات الهوية الجنسية وأقليات النوع الاجتماعي والتي يمكن أن تتغير أثناء التغيير المجتمعي حسب القيم والمعايير والتوقعات المجتمعية الجديدة (معهد الولايات المتحدة للسلام، 2018).

إن مشاركة المرأة في المجال العام كانت مغيبة في المجتمع البدائي؛ حيث كان للرجل سلطة الرأي واتخاذ القرار حتى قيام الثورة الصناعية التي نادت بمساواة المرأة مع الرجل في سوق العمل، كونها تمثل نصف المجتمع وجزء كبير من الموارد البشرية التي تساهم في تطوير العملية التنموية (بدر، اشرف؛ حسين، حمدي؛ شبيطة، ريما؛ الحجار، عائدة، 2019). كما ظهرت العديد من النظريات النسوية المختلفة التي ترصد مظاهر التفاوت بين المرأة والرجل بشكل عام ومجال العمل بشكل خاص وفيما يلي سيتم عرض اتجاهات ونظريات ذات علاقة بموضوع وأهداف الدراسة على النحو التالي:

اولاً: (الاتجاه النسوي الليبرالي).

ينتقد أصحاب هذا الاتجاه التمييز بين الجنسين والقائم على الفروق البيولوجية بينهما، ويركز الاتجاه النسوي الليبرالي على الفروقات الواقعية بين الرجل والمرأة خاصة في مسألة العمل والمساواة في الأجور بالإضافة إلى دعم وتمكين المرأة للدخول إلى سوق العمل وتحدي كل ما يواجهها من عقبات. كما سعت الليبرالية إلى تغيير البنية القانونية للمجتمع والإصلاح المؤسساتي ورفض اعتماد الفروق الجنسية بين الرجل والمرأة و التخلص من كافة أشكال التمييز الاجتماعي بين الرجل والمرأة وبشكل خاص في العمل(عبد العظيم، 2014).

ثانياً: (الاتجاه النسوي الماركسي).

يرى أصحاب هذا الاتجاه أن تبعية المرأة للرجل ناجمة عن التقسيم الطبقي للرأسمالية، وأن ما تعانيه المرأة من اضطهاد هو نتيجة استغلال المرأة والسيطرة الذكورية على قوة العمل يترافق مع حالة من تدني نظرة المجتمع لقوة عمل المرأة سواء بالعمل المدفوع الأجر أو العمل المنزلي، من جانب آخر يرى أصحاب هذا الاتجاه أيضاً أن النساء هن منتجات بالدرجة الأولى،  في حين أن النساء العاملات  يقمن بجهد مضاعف وذلك لاعتبار أن أعمال المنزل هي خاصة بالنساء فقط وبذلك يتوجب على المرأة  –حسب الصورة النمطية – أن تقوم بأعمال المنزل بالإضافة إلى عملها في المجال العام (شعشوع،2019).

ثالثاً: النظرية النسوية ومنهج النوع الاجتماعي والتنمية (.(GAD

يعتبر منهج الـ(GAD) منهج جديد ظهر في بداية الثمانينيات، والذي جاء بناء على ما طرحته النظريات النسوية المختلفة من رأسمالية واشتراكية من أسباب وحلول لمعالجة قضايا المرأة وأسباب اضطهادها والقضاء على كافة أشكال التمييز تجاهها، حيث تمثل هدف هذا المنهج في الحد من التفاوت القائم على النوع الاجتماعي من خلال  تفكيك هيكلية السلطة الأبوية والموروث الثقافي الذي يكرس استمرار التبعية والامساواة ,إضافة إلى البحث في الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية  الخاصة بظروف النساء، في الوقت ذاته فهو لا يعنى بالمرأة كحالة بذاتها، ولكن بالبناء الاجتماعي للجندر وتحديد الأدوار المحددة، والتوقعات للمرأة والرجل. وهو يحلل طبيعة مشاركة المرأة ومساهمتها في إطار العمل، إذ يؤكد هذا  المنظور على إشراك الرجال والنساء معاً في إحداث التغيير في المواقف ويرى أن الحل في النهوض بوضع المرأة التنموي يكمن في تغيير وتعديل القوانين والتشريعات التي تدعم ذلك (رازم، 2010).

بقلم: نادية عبد الهادي عتيق

 

أضف تعليقك هنا