حق نيره أشرف

بقلم: مها البلوي

ما السبب وراء مقتل نيرة أشرف؟

نيرة أشرف ، فتاة عربية “ذبحت” أمام مرأى الناس في الشارع، هذه هي البداية، ومنطقياً أن تكون النهاية بأن يُقبض على الجاني وينال عقابه الذي يستحق بالأخص وأنه كان واضحاً في مقاطع قتل نيرة، لكن في قضية نيرة لم نصل إلى النهاية العادلة بعد، ليس لأن الجاني هارب أو أن الأدلة غير كافية، لا، لأن نيرة كانت فتاة لديها طموحات ولديها حياة كانت تدافع عنها، لديها أحلام لم تتناسب يوماً مع محمد عادل قاتلها وقاتل أحلامها، لأنها قالت لا دفعت الثمن وهو حياتها. وهذا كله لم يتناسب مع تصوير المجتمع للفتاة الخاضعة التي يجب أن تكون! بل كان عليها أن تقبل بالارتباط، وكان عليها أن لا تعمل في مجال عرض الأزياء والتصوير، وكان عليها أن لا تقاوم وأن ترضى وأن لا يتعدى طموحها حدود جامعتها حتى تنتهي بالزواج وتربية الأبناء لاحقاً، فهذه الصورة النمطية للمرأة التي كانت يجب أن تكونها نيرة وأي فتاة على خطى نيرة حتى تستطيع لاحقاً أن تحصل على شفاعة المجتمع ليكونوا في صفها، وإلا عليها اذاً أن تتحمل النتائج!

هل كان المجتمع منصفاً في تعامله مع نيرة أشرف بعد وفاتها؟

فالذكورية المتسلطة التي تربت على التأييد واعتبار الرفض انتقاص للرجولة هي التي أوجدت أشباه محمد وغيره، التربية العربية التي تبّجل الرجل ورغباته وتجعلها تدوس على كل اعتراض يقف بطريق تلك الذكورية الناقصة هي التي أرخصت النساء، ولم ينتهِ الأمر بعد ، بل عندما تتدخل السلطات للبحث في عذرية فتاة متوفاة فهنا نعرف حجم معاناة المرأة وأنها ستظل مسجونة في معتقدات ظالمة وغير منصفة ومهينة ومؤلمة.

وهل عذريتها دليل براءتها وأنه وفقاً لذلك يستحق القاتل عقوبة الإعدام؟ فقد تم إثبات عفتها بنجاح! وما شأن عذريتها بكل هذا، فسلامة الغشاء أو عدمه ليس إثباتاً للعفة والأخلاق؟ فهل لو أظهر الكشف أنها غير عذراء حينها ستخفف العقوبة على القاتل؟ وأنها تستحق القتل؟ وهل هذا أصلاً مبرراً لقتلها؟ ولو كان هذا إجراءً روتينياً للتشريح فلماذا نُشر في وسائل التواصل الاجتماعي والصحف وكأنها “الملاية البيضاء التي ترفع ليلة الدخلة لإثبات طهر العروس”! العنف ضد المرأة لم ينتهِ وهذه أبشع صوره ،ولا أجد أبشع من تبرئة قاتل على حساب شرف المقتولة. عزائي لنيرّه ولكل النساء ووجعي على وجع النساء. (شاهد فيديو موقع مقال على اليوتيوب)

بقلم: مها البلوي

 

أضف تعليقك هنا