عندما تسحبنا الكتب من أيدينا… وتذهب بنا إلى عوالم أخرى!

بقلم: نيكول الطويل

من بعض الروايات العربيّة العظيمة 

انسابت بسهولةٍ إليّ، وألقت القبض على خيوط مشاعري وعقلي، فجعلتني منتشيةً بكلماتها وبموهبة كتّابها الذين تخطّوا مرحلة الإبداع، وجعلوني على الدرب نفسه أسير… نعم، إنّني أتحدّث عن الروايات العربيّة العظيمة، إلى أين أخذتني هذه الروايات؟ إلى عوالم بعيدة جدًّا، أدخل إليها من خلال أولى كلماتها، وأخرج منها عبر تلك النقطة في صفحتها الأخيرة. وما بين البداية والنهاية، ذكريات بين السطور والكلمات. هذه الذكريات ما زالت أسيرةً في بعض الكتب، ولا تأبى الخروج منها. فهل ستأسركم أنتم أيضًا؟ لا يسعني إلّا أن أشارك بعضها معكم…

ثلاثية نجيب محفوظ

كيف لا وإنّه العبقري نجيب محفوظ الذي نقلتني كلماته إلى منازل الرواية وشوارعها في مصر. أمّا عن العائلة التي تدور حولها أحداث الرواية، فقد أصبحت جزءًا من حياتي!

ساق البامبو

في هذه الرواية، كانت العوالم الذي ذهبتُ إليها فلسفيةً وإنسانيةً، بدأَتْ من الفيليبين، ثم أعادتني إلى شوارع الكويت، وتسلّلتُ معها إلى شوارعها فشعرتُ بنبضها وروحها.

حيونة الإنسان

“إنني أرى أن عالم القمع، المنظم منه والعشوائي، الذي يعيشه إنسان هذا العصر هو عالم لا يصلح للإنسان ولا لنمو إنسانيته. بل هو عالم يعمل على حيونة الإنسان (أي تحويله إلى حيوان).” من هذه المقدمة، يبدأ ممدوح عدوان روايته باحثًا عن الأسباب التي تحوّل الإنسان الى “وحش” معتذراً من الوحش والحيوان لاستعمال هذا اللفظ! قد يبدو عنوانها غريبًا بعض الشيء، لكنّ هذه الرواية ستجعلكم تتعرّفون إلى أنفسكم بعد الانتهاء منها، وقد تغيّر طريقة تفكيركم.

الرقص مع الحياة

هل تريدون جرعةً من الإيجابية والتحفيز؟ كتاب الرقص مع الحياة لمهدي الموسوي هو خيارٌ مثاليٌّ لكم، إنّه كتاب البحث عن الأسباب الخفية للبهجة والمفاتيح الصغيرة للسعادة.

يوتوبيا

رواية أحمد خالد توفيق غير تقليدية أبدًا وخيالية، لكنّ أحداثها بالنسبة لهذا الخيال واقعية جدًا. لتفهموا أكثر، تتحدث الرواية عن مدينة خيالية تسمى يوتوبيا يعيش بها الأغنياء، بينما ينسحق الفقراء خارجها وينهش بعضهم لحم بعضٍ من أجل العيش. ولكن حين يتسلل الراوي وصديقته خارج يوتوبيا بدافع الملل وبحثًا عن “صيد بشري” من الفقراء، تقدّم الرواية تصورًا لما سيحدث في مصر عام 2023 حيث يصحبنا الكاتب في نزهة مثيرة إلى يوتوبيا.

عائد إلى حيفا

بصفحاتها القليلة، ترسم رواية عائد إلى حيفا بقلم المبدع غسان كنفاني صورةً عن القضية الفلسطينية، من خلال قصة زوجين في حيفا يبحثان عن ابنهما، وتحمل بين سطورها الكثير من الرمزية ومعاني القوة والصمود والنضال، ليلمس القارئ صدق مقولة كنفاني بأنّ “الإنسان هو في نهاية الأمر قضية”.

الشراع والعاصفة

كلمات رواية الشراع والعاصفة للروائي حنا مينة تنساب عن البحر لدرجة أنّكم تشعرون وكأنّكم تقرأون الرواية على متن قارب في موانئ البحر. تتحدّث الرواية عن بحّار فقد مركبه، فبقي على الشاطئ سنوات طويلة يتطلّع إلى البحر منتظرًا أن يعيده الزمن إلى عالمه بحّارًا له مركبه، هذا البحّار يترك للقارئ قناعةً غريبةً بأنه ينتمي لكلا الطرفين: فما بعد إبحاره إلا عودة قريبة، وما وراء عودته إلا مركبٌ ينتظر.

للغة العربية و الروايات العربيّة جمال وعظمة 

مهما قلتُ، لن أفيَ هذه الروايات وهؤلاء الكتّاب حقّهم. والأهمّ، لن أفيَ اللغة العربيّة حقّها. هذه اللغة المميّزة بفصحتها وبعاميّتها، لتكون مميّزةً بحروفها وأصواتها ومعانيها، وبكلماتها التي تميّزت عن غيرها من اللغات. حتّى أنّه لهذه الكلمات معانٍ خاصّة بها لن نجد ترجمةً في أيّ لغةٍ أخرى! أخبروني، هل يمكنكم ترجمة كلمة “نعيمًا” مثلًا للأجانب؟ ماذا عن “على راسي”، أو “دمّك خفيف”..؟ لا أعتقد ذلك، إنّها حقًّا ملكة على عرش اللغات. هل تعشقون اللغة العربيّة مثلي؟ وهل قرأتم جميع هذه الكتب، أو إحداها؟ أخبروني في التعليقات. وإن لم تقرأوها بعد، أنصحكم ألّا تتأخّروا لتقوموا بذلك. (شاهد فيديو موقع مقال على اليوتيوب).

المراجع: كلمات عربية صعبة ترجمتها، موقع حزر فزر.

بقلم: نيكول الطويل

 

أضف تعليقك هنا