في ذكرى الهجرة النّبويّة الشّريفة

بقلم: جمال علي محمود غيظان

تُعَدّ سيرةُ النبيّ المصطفى صلّى الله عليه وسلَّمَ سيرة مباركة، ورسالة خالدة، ترسم معالم النّجاح والفلاح للدّعوة الربّانيّة، الّتي أحاطها الله بعنايته، إذ تكفّل بنصرة رسله، فأعظم بها من سيرة! مقال يتحدث عن الهجرة النبوية ويمكنك قراءة المزيد من المقالات التي تتحدث عن إسلام من هنا.

الهجرة النبوية كانت إلى الله والدعوة لعبادته

إنّ الهجرة الشّريفة حدثٌ تاريخيّ بارز، جسّدت التضحية من أجل حماية مبدأ مرتبط بالعناية الإلهيّة، تنشر الهداية في النّاس كافّة إلى يوم يبعثون لتحقيق السّعادة البشريّة في الدّنيا والآخرة، ولم تكن هجرة الحبيب المصطفى لدنيا يُصيبها أو امرأة ينكحها أو سيادة يرتجيها أو ثراء يطلبه أو جاه يبتغيه، ولو كان طلب هذا كله -وأكثر منه- لحصل عليه في بداية دعوته، لكنّ هجرته المباركة كانت جهادًا في سبيل الله وابتغاءً لرضوانه في إقامة دعوة الحق، وتأسيس عقيدة التوحيد على دعامة متينة لها في الزّمان والمكان والبيئة الملائمة، ومن ثم الانتقال لنشرها في ربوع العالم.

لقد أعرض عليه السلام عن متاع الدّنيا الزائل، ورفض كلّ إغراءات الباطل ليتخلّى عن دعوته للرّسالة الجديدة، فاحتمل الأذى، وصبر على كيد الكائدين ومكر الماكرين، وترفع على كبر الوجهاء وجهالة السّفهاء وحقد الحاقدين، وتحدّى عماية الكفر وضلال العقل وهوى النّفس متكلاً على الله سبحانه وتعالى.

إصرار الرسول محمد على الدعوة إلى الله رغم تعرضه للأذى والتعذيب 

لقد دعا عليه السّلام إلى الله سرًّا ثلاثة أعوام حتى نزل قوله تعالى: “وأنذر عشيرتك الأقربين”(1)، فجهَر في دعوته، فخاصمته قريش، وتعرّضت له بالأذى والسّباب والاستهزاء، واستباحت دماء من آمن به وأموالهم، وحرّضوا القبائل الأخرى على الدعوة الجديدة وصاحبها ومن آمن بها جهارًا نهارًا. وقاطعوا الرسول ومن معه وكتبوا نصوص المقاطعة في الصحيفة، فاضطر عليه السلام وصحبه إلى اللجوء إلى شعب بني هاشم ثلاث سنوات. وتجرع الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه كل الأذى والتعذيب والجوع والحرمان، وكان لديه الإصرار التام على إبلاغ الدعوة. ونراه بعد عودته من رحلته إلى الطائف يدعو ربه ويناجيه طالبًا العفو والرحمة، فهو عليه السلام لا يبالي بما أصابه ما دام الله راضياً عنه فيقول: “اللهمّ إليك أشكو ضعف قوّتي، وقلّة حيلتي وهواني على النّاس، يا أرحم الرّاحمين، أنت ربّ المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهّمني أم إلى عدوّ ملّكته أمري؟ إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي، ولكنّ عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الّذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدّنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحلّ عليّ سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلاّ بك”(2).

نشر الإسلام في المدينة

فكان عليه السّلام يذهب إلى البيت الحرام في مواسم الحجّ يدعو القبائل الوافدة إلى مكة، مشفقًا على صحابته لما يتعرضون له من أصناف العذاب على أيدي كفار قريش، فرأى أن يهاجر بعضهم إلى الحبشة. وما زال عليه السلام يدعو الناس إلى كلمة التوحيد حتى التقى بعض أهل المدينة المنورة فكانت بيعة العقبة الأولى، وبيعة العقبة الثانية حيث بايع من آمن من أهل المدينة رسول الله على أن يمنعوه ما يمنعون منه نساءهم وأولادهم، ما أدى إلى نشر الإسلام في المدينة، إذ كان الرسول عليه السلام قد بعث مصعب بن عمير يتعهد انتشار الإسلام فيها ويقرأ عليهم القرآن ويفقههم في الدين.

قصيدة كعب بن زهير عن الهجرة النبوية ومدح المهاجرين

وكان المصطفى عليه السلام يتألم لألم أصحابه فأمرهم بالهجرة إلى المدينة الحاضرة الجديدة للدعوة ملتحقين بأخوتهم غير آبهين بأموالهم وأهليهم الذين تركوهم، فكانوا يغادرون مكة سرًّا، ولكنّ عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – لما عزم على الهجرة تقلّد سيفه وطاف حول الكعبة، وقال لكفّار مكّة: “من أراد أن تثكله أمّه أو يرمّل نساءه فليلقني خلف هذا الوادي”. فكما كان إسلامه جهارًا كانت هجرته كذلك. ويقول كعب بن زهير، صاحبُ قصيدة البردة* في مدح عمر بن الخطّاب -رضي اللّه عنه-:
في عُصبَةٍ مِن قُرَيشٍ قالَ قائِلُهُم      بِبَطْنِ مَكَّةَ لَمّا أَسَلَموا زولوا

وعمر الفاروق هو الذي أرّخ بهذه الهجرة تاريخ المسلمين.

وكعب-رضي اللّه عنه- يمدح رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في هذه البردة بقوله:
إِنَّ الرَسولَ لَنـــــــــــــــور يُستَضاءُ بِــــهِ        مُهَنَّدٌ مِـــــــن سُيوفِ اللَهِ مَسلــــولُ

ويمدح المهاجرين في قوله:

زَالوا فَمازالَ أَنكـــــــــــــاسٌ وَلا كُشُفٌ                عِندَ اللِقاءِ وَلا ميلٌ مَعازيـــــــــــــــــــــــــلُ
شُمُّ العَرانينِ أَبطـــــالٌ لَبوسُهُــــــــمُ                مِــــن نَسجِ داوُدَ في الهَيجا سَرابيــــــلُ
بيضٌ سَوابِغُ قَد شُكّت لَها حَلَـــــــــقٌ               كَأَنَّها حَلَقُ القَفْعاءِ مَجـــــــــــــــــــــــدولُ
يَمشون مَشيَ الجِمالِ الزُهرِ يَعصِمُهُم             ضَربٌ إِذا عَــــــــرَّدَ السودُ التَنابيـــــــــــــلُ
لا يَفـــــــرَحونَ إِذا نالَت رِماحُهُــــــــــمُ             قَومًا وَلَيسوا مَجازيعًا إِذ نِيلــــــــــــــــــــو
لا يَقَعُ الطَعنُ إِلّا في نُحورِهِـــــــــــــمُ             ما إِن لَهُم عَن حِياضِ المَوتِ تَهليــــــــــلُ

ولم يتخلّف مع الرسول صلى الله عليه وسلّم بمكّة أحد من المهاجرين إلاّ من حبس أو فتن إلاّ عليّ بن أبي طالب، كرّم الله وجهه، وأبو بكر الصدّيق، وكان أبو بكر كثيرًا ما يستأذن رسول الله في الهجرة فيقول له عليه السلام: “لا تعجل لعلّ الله يجعل لك صاحبًا”، فيطمع أبو بكر أن يكونه(3). فابتاع راحلتين، فاحتبسهما في داره يعلفهما إعدادًا لذلك(4).

تآمر قريش على قتل النبي محمد صلى الله عليه وسلم

فلمّا رأت قريش أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم نقل دعوته إلى المدينة وأنه إذا وصلها التقى بأتباعه وقويت شوكته عليهم، فأرادوا قتله، وأجمعوا على رأي أبي جهل القاضي بأن يؤخذ من كلّ قبيلة فتى قوي شريف، يعطى سيفًا صارمًا ليضربوا محمدًا صلى الله عليه وسلم ضربة رجل واحد ليتفرق دمه بين القبائل جميعًا، فلا يقدر بنو عبد مناف على حرب القوم حتى يرضوا بالدية. ولكن الله سبحانه وتعالى “لا تأخذه سنة ولا نوم”(5) ولهم بالمرصاد “أم يقولون شاعرٌ نتربّص به ريب المنون قل تربّصوا فإنّي معكم من المتربّصين”(6). ويقول سبحانه: “وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”(7).

حفظ الله للنبي محمد من قتل المشركين له 

فأوحى الله إلى نبيّه بأن لا يبيت الليلة في فراشه، فلما كانت عتمة من الليل واجتمع القتلة على بابه طلب من علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه – أن ينام في فراشه، وخرج عليهم، وكان عليه السلام يقرأ آيات من سورة (يس) منها: “وجعلنا من بين أيديهم سدًّا ومن خلفهم سدًّا فأغشيناهم فهم لا يُبصرون”(8)، فأعمى الله أبصارهم عنه.

وصحب الرسول أبا بكر إلى غار ثور، وكان أبو بكر يخاف على الرسول الكريم، فكان يطمئنه رسول الله بألاّ يحزن، يقول عز وجل: “إلاّ تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيّده بجنودٍ لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم”(9).

أقام عليه السلام مع صاحبه في الغار ثلاث ليالٍ، وكانت قريش قد جعلت فيه حين فقدوه مائة ناقة لمن يردّه عليهم. فكان سراقة بن مالك طامعًا في الجائزة، فركب في إثر الرسول الكريم، فبينما فرسه يشتد به عثر به فسقط عنه، فأبى سراقة إلاّ متابعة ما عزم عليه، فعثر فرسه ثانية، فلما بدا الرسول وصاحبه، وكان معهما مولى أبي بكر عامر بن فهيرة وعبد الله بن أرقط يدلهما على الطريق عثر به فرسه وذهبت يداه في الأرض وسقط عنه، وهناك عرف سراقة أن نبيّ الله معصوم منه وأنه نبيّ الله حقا فطلب من الرسول الأمان ثم رجع ولم يخبر أحدًا.

المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ونصر الله لهم

وصل الرسول وصاحبه قباء، فبنى المسجد وهو أول مسجد بني في الإسلام وأتبعه بناء مسجده النبويّ في المدينة المنورة، وآخى بين المهاجرين والأنصار، وعقد المعاهدات بين المسلمين وخصومهم من مشركين ويهود، ووضع دستور الدولة الجديدة. أكمل عليه السلام الحشد لعقيدة التوحيد في المدينة من المهاجرين والأنصار على أساس أخوّة العقيدة، فكانت أخوّة أقوى من أخوّة النسب، نزلت فيها الآيات القرآنيّة، يقول الله عزّ وجلّ: “للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون الذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحـون”(10). واستحق المهاجرون والأنصار نصر الله لأنهم مؤمنون حقًّا “والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقًّا لهم مغفرة ورزق كريم”(11). وبعد الاطمئنان لهذا الحشد، أذن الله سبحانه وتعالى للمسلمين بالجهاد “أذن للذين يُقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلاّ أن يقولوا ربنا الله”(12).

أهمية الهجرة النبوية 

لقد تأسست في الهجرة دولة الإسلام وأمة الخير والمحبّة، أمة الوحدة والإخاء، أمة الحق والعدل، أمة العزة والفتح والانتصار، أمّة السلام والأمان والحفاظ على العهود، أمّة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكانت خير أمة أخرجت للناس. لقد بنى الرسول صلى الله عليه وسلم من العرب وقبائلها المتفرقة أمّة موحدة شعارها واحد وفكرها واحد وعقيدتها واحدة.

فمن معاني الهجرة: الاستقامة، والتحلّي بالصبر، والتيقن بنصر الله، واتخاذ الأسباب لتحقيق الأهداف. ومن معانيها: هجر المعاصي والآثام، وهجر الظلم وأكل الأموال، وإرجاع الحقوق إلى أصحابها والوقوف صفًّا واحدًا ضدّ الاستبداد والظلم والقهر والاستعباد، فـــ “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم”(13).

فالهجرة النبويّة لم تكن حدثًا عاديًّا وإنّما كانت مشيئة إلهيّة، أعدّ لها الرسول صلى الله عليه وسلم بإلهام من الله إعدادًا تامًّا، وأخذ بالأسباب كي تنجح الأهداف ليعود بعد سنوات من الهجرة إلى مكة فاتحًا منتصرًا متشوقا إلى أرض مكة، التي قال عند الخروج منها “والله إنك لأحبّ أرض الله إلى الله، وإنك لأحبّ أرض الله إليّ، ولولا أنّ أهلك أخرجوني ما خرجت”.

الهجرة النبوية خير مثال عن الثبات والاستقامة

إن ذكرى الهجرة النبويّة الشّريفة تدعونا إلى العضّ بالنواجذ على عقيدتنا والتمسك بثوابت ديننا، والتشبث بدعائم هويتنا، في السّرّاء والضّرّاء، وفي الشّدّة والرّخاء، فما أحوجنا اليوم إلى الإصرار على المبدأ مع الاستقامة وعدم اتباع الهوى، والمجادلة بالحسنى، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين”(14) لتكون العزة لنا “ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين”(15).

إنّ الإصرار على المبدأ مع الاستقامة ونبل الهدف والغاية من سمات القائد الناجح، وكان صلى الله عليه وسلم قدوة من ابتغى السيادة، وارتجى النصرة، وطلب الحظوة والتمس العزة والعزوة، دون انحناء لضغوط ذوي الشأن، ولو ممن له الجاه والسلطان والإحسان، ودون تراجع أو تثاقل، بل العزم العزم، على قدر أهل العزم تأتي العزائم          وتأتي على قدر الكرام المكارم

لقد تمثل هذا الإصرار على المبدأ من موقف الرسول الكريم مع عمه أبي طالب، حين طلب منه الكفّ عن دعوته الجديدة بقوله عليه السلام: “يا عمّ، والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله، أو أهلك فيه ما تركته”، ثم استعبر الرسول الكريم فبكى، ثم قام، فلما ولّى ناداه قائلاً “أقبل يا بن أخي، فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: “اذهب يا بن أخي فقل ما أحببت، فوالله لا أسلمك لشيء أبدًا”(16).

الله ناصر لمن نصره  

فالإصرار على المبدأ الحق يجبر من هم على ضلال على الرضوخ والاعتراف لصاحب الحق ولو بعد حين، ويستلزم النصرة من ذوي القربى كذلك. وقبل نصرة الخلق يجد نصر الله المؤزّر الذي وعد رسله والذين اتبعوهم في الحياة الدنيا “إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد”(17).

في الهجرة النبوية دروس وعبر لجيل اليوم

إنّ الهجرة النبويّة الشريفة كان هدفها إعلاء كلمة الله العليا في الأرض وتوظيف المكان والزمان والبيئة والناس لإيجاد قوة تدافع عن هذه الكلمة الحق، وتسهم في نشرها في بلاد الله الواسعة. وما أحوج الأمة اليوم إلى دعائم هذه القوة! فالتمسك بالثوابت لا يعني ألبتة التحجر، بل الانطلاق والأخذ بكل جديد لا يتعارض مع هذه الثوابت، ومواكبة التطورات في هذا القرن الجديد، ومواجهة التحديات المستجدة في كافة المجالات السياسيّة والثقافيّة والاجتماعيّة والتكنولوجيّة، والأخذ بأسباب التقدّم والتحضر للحاق بالأمم المتقدمة مع الحفاظ على القيم السمحة التي أرست دعائمها الهجرة الشريفة وزرعتها في قلوب المؤمنين والناس أجمعين.

إنّ الهجرة الشريفة ومعطياتها وإنجازاتها لتزرع في الفرد والجماعة الثقة التامّة بقدرة هذه الأمّة على النهوض بعد الكبوة – وإن طال زمانها – على الرغم من مرارة حاضرها نتيجة بعدها عن المنهج الإلهي، وتشتت الكلمة، واستكبار القوى الكبرى، وأطماعها في خيرات الأمّة وثرواتها. وتدعو كلّ فرد إلى إخلاص النية، والتخطيط للمستقبل برويّة، بعيدًا عن التطرف والعدائية، والثقة بالله وقدرته على التغيير، ونصرته لعباده المخلصين والإحساس بالطمأنينة والتفاؤل والأمل بعيدًا عن القنوط واليأس، دون تفريط بالثوابت والقيم المثالية.

إنّ ذكرى الهجرة النبوية الشريفة تدعو الأمة إلى البحث عن سبل النجاح والفلاح المتواصلين، فإذا أغلق باب في وجهها بحثت عن أبواب أخرى، يحدوها الأمل في الله لتفريج الكرب وإزالة الغمّة ومحو الظلام للوصول إلى كوة نور وبزوغ فجر وإشراقة شمس الهدى والخير والعدل وإحقاق الحق، ونشر الفضيلة ومكارم الأخلاق، بالصبر ومجاهدة النفس والتضحية بالمال والنفس والولد ونكران الذات، والعمل من أجل مصلحة الجماعة، والتعالي على الآلام والإخفاقات، لنكون من المهاجرين والأنصار المؤمنين الذين استحقوا نصر الله تعالى في قوله سبحانه: “وكان حقًّا علينا نصر المؤمنين”(18). (شاهد فيديو موقع مقال على اليوتيوب).
ــــــــــــــــــــــــــــــ

  1. سورة الشعراء، الآية 214.
  2. السيرة النبوية لابن هشام(-218هـ)، تحقيق: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ شلبي، دار إحياء التراث العربي، ط3، 4ج، بيروت-لبنان، 1421ه- 2000م، ج2/33 – 34.
  3. * القصيدة في السيرة النبوية لابن هشام، ج4، ص503 – 513.
  4. السيرة النبوية لابن هشام، ج2، ص93.
  5. السيرة النبوية لابن هشام، ج2، ص98.
  6. سورة البقرة، آية 255.
  7. سورة الطور، آية 30 – 31.
  8. سورة الأنفال، آية 30.
  9. سورة يس، آية 9.
  10. سورة التوبة، آية 40 .
  11. سورة الحشر، آية 8 – 9.
  12. سورة الأنفال، آية 74.
  13. سورة الحج، آية  39 – 40.
  14. رواه الشيخان.
  15. سورة النحل، آية 125.
  16. سورة المنافقون، آية 8.
  17. السيرة النبوية لابن هشام، ج1، ص303.
  18. سورة غافر، آية 51.
  19. سورة الروم، آية 47.

بقلم: جمال علي محمود غيظان

 

أضف تعليقك هنا