الجزء 3 من روايـــــــة//عـــــوبـــــار// تـــألــيـــف: //زيــد العــرفـــج//

المحاضر عيّاد في تفصيله للتاريخ..

أسباب قتل قابيل لهابيل

يلقي المحاضر عيّاد محاضراته طيلة الأسبوع، ودائماً ما يطرح أفكاراً حول نهوض الحضارات وانهيارها ليفصّل التاريخ بشكل مختلف عما درسناه، فآدم عليه السلام أبو البشرية أخرجه الله عز وجل من الجنة وأهبطه إلى الأرض مع أمنا حواء، ثم تناسلوا فيما بينهم حتى حدثت الجريمة الكبرى عندما قتل قابيل هابيل، وهنا يطرح المحاضر عيّاد سؤالاً يعتبر مهماً بالنسبة له بينما نعتبره نحن بديهياً، فيقول: لماذا قتل قابيل هابيل؟.

فنرد جميعنا: لأن الجيل الأول من أبناء آدم كانوا يتزوجون ببعضهم رغم أنهم أشقاء، حيث أن حواء كانت تنجب في كل ولادة توءم (ذكر وأنثى) وهذان التوأمان محرمان على بعضهما إلا أنهما يتزوجان من التوائم الأخرى وهكذا، وقد كان على قابيل وهابيل أن يتزوج كل منهما بتوأمة الآخر، فلما رأى قابيل أن شقيقته التوءم أجمل من شقيقة هابيل حسده على ذلك فقتله شر قتلة واستأثر بشقيقته.

وهنا يقول المحاضر عيّاد: إن القصة التي تعرفونها هي قصة مزيفة وغير حقيقية، فقابيل كان يعرف حدوده ويعلم أن شقيقته التوءم محرمة عليه، وهذا الأمر يندرج ضمن الإساءة للمرأة باعتبارها مصدراً للشرور كما حدث في اتهام أمنا حواء بأنها أخرجت أبانا آدم من الجنة، والحقيقة أن أبناء آدم في ذلك العهد المبكر من حياة البشرية حين يؤدون العبادات المفروضة عليهم يعرفون فوراً فيما إذا قبلها الله أم لم يقبلها من خلال ظهور علامات تخصُّ كل عبادة، وكانت علامة قبول القربان المقدم لله سبحانه وتعالى تتمثل بهبوط نار من السماء تلتهم القربان، وكان قابيل يعمل بالزراعة وهابيل بتربية المواشي، فآدم عليه السلام علّم أبناءه المهن وخصّصهم بها، فلما حل موعد تقديم القرابين خرج كل منهما بقربانه، فقدم قابيل حزمة من محاصيله الزراعية الرديئة، وقدم هابيل كبشاً ضخماً كامل الصفات، فنزلت النار من السماء فالتهمت قربان هابيل وتركت قربان قابيل، فحسده قابيل وقال له: ((سأقتلك يا هابيل، لأن الله تقبل قربانك))،  وهنا يجيب هابيل بكل عفوية وتسامح: ((إن أردت قتلي، فإنني لا أريد قتلك، فأنت أخي))، فينهض إليه قابيل ويقتله شر قتلة.

الحسد ولد أول جريمة في التاريخ

ويتابع المحاضر عيّاد قوله: والحقيقة أيها الأعزاء يمكننا الاستفادة من هذه القصة في السبب والنتيجة: ((فالسبب الرئيسي للقتل هو الحسد، فالحسد محرك الشرور ووحده فقط من دفع بقابيل لقتل هابيل بالرغم من نعومة أظفار البشرية))، ((والنتيجة أن الحسد ولّد أول جريمة في التاريخ، وأظهر أن هناك أشخاصاً يميلون للتسامح ولا يلوثون أيديهم بدماء الآخرين، بينما هناك أشخاص لا يتورعون عن الاعتداء والقتل لأي سبب كان))، فقابيل يمثل الشر وهابيل يمثل الخير، فالمجتمع يجمع بين هذين الصنفين، إلا أنه لا يوجد شرير مطلق ولا خيّر مطلق.

الانقسام المجتمعي هو ضروري لاستمرار الحياة والتغيير

ثم ينتقل بنا المحاضر عيّاد لمحور آخر محاولاً تصحيح التاريخ الذي درسناه في مراحل حياتنا المدرسية، فيتحدث عن الانقسام المجتمعي الذي حدث بعد مقتل هابيل، ويرى أن انقسام المجتمعات شيءٌ ضروري لاستمرار الحياة، فالاختلاف بين الناس يولد تجمعات تتصارع فيما بينها، مما يدفع بالمجتمع نحو التغيير، وهذا التغيير جوهر التطور بحسب رأيه. وحتى الدين يتعرض للانشقاقات والانقسامات، فالدين الذي جاء به آدم كان يناسب عصره ووقته وكلما ظهر تطور جديد في الحياة البشرية ازدادت احتمالية الانقسام وهكذا…، لذلك أرسل الله الرسل على فترات متباعدة لتتناسب مع تطور البشرية.

حروب النبي إدريس مع القابيليين

ويتكلم المحاضر عيّاد عن فترة الحرب بين شيث وقابيل، موضحاً أن هذه الحروب هي أول صراع بين الخير والشر، وأن الخير كان بيّناً في صف شيث والشر كان بيّناً في صف قابيل، ثم يصحح مفاهيمنا عن فترة الحرب بين إدريس والمجتمع القابيلي، فيقول: إن حروب ادريس ضد القابيليين كانت لمصلحة البشرية، فهم شقّوا عصا الطاعة وأظهروا الفساد في الأرض، وقد كانت حروبه للدفاع عن نفسه وعن مجتمعه، فالقابيليون ما فتأوا يشنون الغارات عليهم لإبادتهم واستحلال مجتمعهم، فكانوا يقتلون الرجال ويسبون النساء، فواجههم إدريس بنفس أسلوب حربهم فصار السبي سنة متبعة في تلك الحروب، ولذلك اضطر إدريس لسبي النساء القابيليات ومن ثم تثقيفهن وتأديبهن وتزويجهن، وإذا ما لحق بها زوجها وأظهر الصلاح جمعهما مع بعضهما من جديد.

وهنا تتكلم حيرا بكل حماسة فتقول: إن السبي في حد ذاته مهانة للمرأة، فالله سبحانه وتعالى خلق أبانا آدم ثم خلق منه أمنا حواء وجعلهما زوجين يأنسون ببعضهما، وأوكل لهما بناء الأسرة ومن ثم المجتمع، وجعل دور كل منهما مكملاً لدور الآخر، فالمرأة جزء فعال في المجتمع، فإذا كانت خيمة المجتمع مبنية على عمودين فإن المرأة أحدهما والرجل العمود الآخر.

الانقسام المجتمعي هو حل لإنهاء الصراع

فيرد المحاضر عيّاد: نعم إن المرحلة الأولى في حياة البشرية حملت معاني المساواة والإخوة، فحتى مقتل قابيل لهابيل كان له صداه المحزن لدى الأسرة البشرية الأولى، وقابيل نفسه شعر بالندم، ولذلك آثر الابتعاد بأسرته ومن يلف لفيفه ليشكل تجمعاً جديداً مناوئاً لتجمع أبيه آدم ومن ثم أخيه شيث، وحتى الحرب بين شيث وقابيل نشأت عن أسباب لا تتعلق بالصراع على الموارد من طعام وشراب وإنما صراع نتيجة خلاف عقائدي دائماً ما ينشئ عند انشقاق الجماعات، وقد دفع كل من الفريقين بالفريق الآخر لمنطقة أبعد، حتى صارت كل جماعة معزولة عن الجماعة الأخرى تماماً. وهنا يقول صمّاد: أتعني أن الحروب الأولى كانت حروب تدافع، بمعنى (أنتم ابتعدوا عنا ونحن نبتعد عنكم) وكل مجموعة تعيش لوحدها وفق منظومتها العقائدية والاجتماعية، ولكن متى حدثت الصدامات الأعنف، والقتل والدمار ومن ثم الإبادة.

أسباب الخلافات التي جرت بين مجتمع قابيل ومجمتع شيث

المحاضر عيّاد: إن البشرية بعد انشقاق قابيل تناسلت وتكاثرت يوماً بعد يوم وسط مجتمعين متناقضين هما المجتمع القابيلي المنسوب لقابيل والمجتمع الشيثي المنسوب لشيث، ونتيجة هذا التكاثر ظهرت الحاجة لأراضٍ أكثر لسد حاجات الأفواه الجديدة وهكذا ……… حتى ملأوا الأرض كل مجتمع من الجهة التي يسكن فيها ليصلوا أخيراً  لنقطة الالتقاء المباشر، مما أدى لحدوث أولى المناوشات، فلأول مرة ومنذ آلاف السنين يلتقي تجمعان بشريان متناقضان تماماً ويصبحان على تماس مباشر مع بعضهما البعض، وقد كان لكل تجمع أفكاره ومعتقداته … ومن ثم عاداته وتقاليده … ومن ثم أسلحته وأساليبه وفلسفته الحربية.

وهنا حاولت التدخل فقاطعني صمّاد قائلاً: ألهذه الدرجة كان الخلاف شديداً بينهما. فنظر إليّ المحاضر عيّاد وقال: هات ما عندك يا جراح. فقلت: إضافةً لما تكلم به صمّاد، أقول هل أدت تلك الخلافات لنشوب الحرب بينهم، بالرغم من وجودها منذ الانشقاق الأول أم أن هناك أسباب أخرى أدت لذلك؟.

فقال المحاضر عيّاد: أحسنت … سؤال وجيه … إن الخلاف والحرب نشآ بسبب كثرة أعداد البشر وبالتالي تنافسهم على موارد الرزق، فهذا السبب الرئيسي للحرب، وهنا أود توضيح نقطة مهمة وهي أن المجتمع القابيلي والمجتمع الشيثي الذي نتكلم عنهما الآن يختلفان عن التجمعين الأولين اللذين نتجا عن انشقاق قابيل، فالمدة الزمنية التي لزمت لالتقاء التجمعين استغرقت آلاف السنين بعد موت قابيل وشيث.

سبي النساء والرق

فقاطعته حيرا: ولكن كيف حدث سبي النساء.
المحاضر: لقد ابتدع المجتمع القابيلي بدعة الرق، وقد نشأت عمن يعجز عن دفع ديونه، ففي مجتمعهم نشأت الربا حيث يتم إقراض الأشخاص المبالغ المالية بفوائد عالية لأجلٍ محدد، ومن يعجز عن تسديد ديونه يتم استرقاقه، والحقيقة يا ابنتي حيرا أن الاسترقاق لم يقتصر على النساء فقط بل شمل الرجال، فنحن مشمولون في ذلك الظلم، فالرجل المدين عندما يعجز عن وفاء دينه يكون أمام خيارين إما أن يصير عبداً وبالتالي يترك أسرته في مهب الريح التي رويداً رويداً تغرق في الديون لتنتهي بالاسترقاق، أو أن يضحي بأحد أفراد أسرته ويقدمه للاسترقاق بدلاً عنه ليبقى معيلاً للأسرة، وهنا بدأ استرقاق الإناث .. نعم … هنا وقع الظلم على المرأة لأن الأب لما خُيّر بين ابنه وابنته في الاسترقاق فضل استرقاق البنت بدلاً من الابن، لأن الذكر يشكل قوة وسنداً له في مجتمع كان يأكل فيه القوي الضعيف، وهذا طبعاً غير مقبول في المجتمع الشيثي فالمرأة لها مقدار كبير من العزة والكرامة، أما في المجتمع القابيلي الفاسد القائم على الاستغلال والانتهازية والأنانية فإن العنصر الأضعف سيدفع الثمن، وبالتالي كان استرقاق النساء أولاً ثم الأطفال وهكذا…. وهنا تشعر حيرا بالارتياح وتقول: الحمد لله لم نكن في ذلك الزمن.

سبي النساء عند كل من القابيليين والشيثيين

ويتابع المحاضر عيّاد: والحقيقة أن القابيليين لما صاروا على احتكاك مباشر بالشيثيين، ونظراً لازدهار سوق النخاسة وكثرة الأسياد المترفين عندهم مما استدعى الحاجة لعدد أكبر من العبيد، ولكثرة انتشار الملاهي الإباحية في مجتمعهم وحاجتهم للنساء في ذلك، فإنهم شنوا الغارات على المجتمع الشيثي فقتلوا الرجال وأخذوا النساء والأطفال كأسرى لاسترقاقهم، وهذه الأحداث ترافقت مع ظهور الزعيم النبي إدريس الذي اضطر لمعاملتهم بالمثل، ومن ثم إخضاع من يقع في الأسر من الرجال والنساء والأطفال لدورات تثقيفية تبين أهمية حياتهم الإنسانية وتطلعهم على حقوقهم وواجباتهم كبشر ليتم دمجهم تدريجياً في المجتمع الشيثي، وشتان ما بين فتاة تؤسر لدى القابيليين فيتم إكراهها على البغاء، وفتاة تؤسر لدى الشيثيين فيتم ترقيتها إنسانياً، فالفتاة التي تؤسر لدى الشيثيين توضع لدى عائلة محددة ليتم رعايتها وتزويجها، ولا يحق لهم بيعها لغيرهم، فبيع البشر محرم لدى الشيثيين.

سبب الفساد الاجتماعي والسياسي للمجتمعات

فقلت: ولكن لماذا وصلتنا تلك الصورة السيئة عن السبي في الحروب، ولماذا ازدهرت تجارة النخاسة ازدهاراً عظيماً في العصور السابقة للطوفان؟. المحاضر عيّاد: إن السبب في ذلك يعود لتطورات اجتماعية لاحقة وفساد السلطات الحاكمة وكهانة رجال الدين، فالثالوث القاتل للمجتمعات هو (حاكم مستبد ورجل دين منافق وصاحب مال خسيس)، فالقبيلة تبقى خارج نطاق الديكتاتورية والتسلط طالما زعيمها يعتبر نفسه خادماً للقبيلة، إلا أن الحاكم وبسبب التطورات المادية ونتيجة تحالفه مع رجال الدين يتسلط ويتجبر فيظهر الفساد السياسي ثم الاجتماعي فالأخلاقي، بالرغم من سير التطور المادي بالاتجاه الصحيح.

فقلت: هل تعني أن الفساد السياسي يسبق الفساد الاجتماعي. المحاضر عيّاد: كلا، لا أقصد ذلك فكل نواحي الفساد والتحلل تسير مع بعضها جنباً إلى جنب، وحتى إن حدث تأخر في انهيار البنية الاجتماعية، فإن ذلك يعود إما لحاكم مصلح أو رجل دين تقي أو بنية اجتماعية ما تزال متماسكة في نواحٍ كثيرة.

وهنا يقاطع صعّار المحاضر عيّاد فيقول: لا بد من العودة لما كان عليه أجدادنا قبل زمن النبي المعمر نوح أي لزمن إدريس ومن قبله شيث، فهم الأساس ويجب أن نسير على نهجهم في كل شيء. فيقول المحاضر عيّاد: يا بني لا يجب اتباع الأجداد في كل شيء بل علينا اختيار ما يناسب زماننا، وبنفس الوقت لا يمكننا نفي كل تراث الأجداد فهناك أساسيات لا تتغير ويجب المحافظة عليها إلا أن تطور المجتمع يفرض متغيرات لا بد من مراعاتها.

ماذا سيحدث إن انهارت الحضارة البشرية؟ 

ولكن أخطر فكرة طرحها المحاضر عيّاد في محاضراته كانت حول فرضية انهيار الحضارة البشرية وكيفية العودة بها من جديد، ولذلك تجدني بعد عودتي للبيت وتحت تأثير محاضرات الأستاذ عيّاد … أفكر في حياتنا. أفكر بالبشرية … ماذا سيحل بها لو انهارت هذه الحضارة التي نعيشها، فنحن نعتمد في كل شيء على طاقة الأثير، وجميع المعلومات محفوظة لدينا بواسطة ذاكرات التقنية الأثيرية التي اعتمدنا عليها بشكل كامل حتى أننا لم نعد نحفظ شيئاً في ذاكرتنا، فلو حدث أن تِلِفَتْ هذه الذاكرات لَفقدنا جميع المعرفة، بل سيصل الأمر حتى أساسيات حياتنا في المسكن والملبس والمطعم.

فلو فرضنا كما قال الأستاذ عيّاد أن هذه التقنية تعطلت فجأة، فهل لدينا الإمكانية لاستعادتها؟ وإن لم نتمكن من ذلك فما هي البدائل؟، هل سنعود لنقطة الصفر؟، الأمر كما تصورته أسوأ مما حدث بعد الطوفان، فالحضارة التي وصلت إليها البشرية قبل الطوفان وانهارت بعده هي حضارة متوازنة بقي الإنسان فيها هو المحور المسيّر لها بعكس حضارتنا الحالية فكل شيء فيها قائم على التقنية الأثيرية حتى ذاكرتنا … بل حتى إبداعاتنا، فقبل الطوفان كان الناس يحفظون العلم ويتناقلونه وينتجونه، أما الآن فالعلم ينتج نفسه بنفسه دون تدخلنا، إن الأمر خطير جداً ما لم ندرك أبعاده وأهميته…….

نظام الامتحان عند الأستاذ المحاضر عيّاد

مضت السنة الأولى في الجامعة التي أظهرنا فيها اختلافاً عن بقية الطلاب، فقد كنا نحضر جميع المحاضرات ونتقدم للاختبارات وفقاً للطرق التقليدية، فنأتي لقاعة الامتحان في وقت محدد ويطرح علينا الأستاذ عيّاد مجموعة من الأسئلة المكتوبة على الجهاز اللوحي الخاص به، ثم ينقلها لأجهزتنا اللوحية أثيرياً وعليّنا أن نجيب عليها ونبدي رأينا في المسائل المطروحة خلال وقت محدد، فالأستاذ عيّاد خالف أسلوب الاختبارات المتبع في الجامعات المعتمد على الأبحاث الفردية، من خلال تكليف كل طالب ببحث فردي مستقل عن زملائه منعاً للاتكالية والغش، ولكن الطلاب في الواقع يتكلون في أبحاثهم على أبناء الشعوب الأخرى بمقابل مادي أو يعتمدون على تطبيقات البحوث عبر التقنية الأثيرية فيطرحون المسألة للنقاش فتبدأ الأجهزة بالبحث والتمحيص عبر نظام المعلومات المتوفر لديها وهكذا ……  والحقيقة أن الأستاذ عيّاد أثار زوبعة من النقاش والاحتجاج من قبل أساتذة الجامعة، فهو مثير للجدل دوماً منذ أن كان طالباً حتى صار أستاذا محاضراً.

فيديو مقال الجزء 3 من روايـــــــة//عـــــوبـــــار// تـــألــيـــف: //زيــد العــرفـــج//

أضف تعليقك هنا