مراجعة كتاب (الوجودية مذهب إنساني) لسارتر وبعض الآراء والنقد على الكاتب

بقلم: ميثاق عبد المجيد

أصل هذا الكتاب (الوجودية مذهب إنساني) أو الوجودية نزعة إنسانية، هو رد سارتر على كل ناقد للمذهب، ونعته الناقدون في ادعاءات أن الوجودية تعني الغرق في الذاتية أو الفردانية، والتشاؤم الشديد إلى المستقبل، والكآبة التي تفقد اللذة، ليأتي سارتر في إشباع لهذا المضمون والمعنى مسبقًا فيقرر الشروع في نقد النقاد بحوار وبعد ذلك تحول إلى كتاب.

الوجودية عند الفيلسوف سارتر

النقد المتعلق بالكآبة

إن الوجودية التي اختارها سارتر في نكر الإله كما يوجد مفكرين في الوجودية يؤمنون بالمسيح. وأنها تنص على أن الجوهر يسبق الوجود “مثل تخيل صنع طاولة من أربعة أقدام وفي قياسات معينة وبعد ذلك يهم في شرعها لتتنفذ على الواقع المحسوس” كذلك هو الإنسان في نفس الآلية. ويثبط بالعلم الذي لا يدرس الإنسان إلا كجمع ولا يهتم بفردانيته “الفرد” وإنما يعنى بالتطور الذي هو بعيد عن حاجيات الإنسان الأساسية. فإن خلق مذهب كهذا هو يهتم بوجودية الفردانية قبل الجمع، وأما الكآبة هي من المسؤولية المفرطة للواجب تجاه المجتمع لدن عمل ما على سبيل المثال لنقيس هذه الكآبة كيف تتمثل في الشخص المسؤول (إن ضابط في حرب ينفذ أمر بإطلاق النار، هو له كآبة لأنه مسؤول على أرواح الجيش من قتلهم، وعلى بلاده من انتصار العدو، فإنه يحمل مسؤولية مجتمع على عاتقه).

أما رأي الخاص أن يوجد هناك ما ينقد، لكنني اختاربت من المسلمات، إلى أن الوجودية تنتظر عيون فاحصة أكثر وهذا الذي كتبه جاك بول سارتر فيه نقص فهو ينكر قصة النبي إبراهيم بأن ملاك ما أتاه وقال له “اذبح ابنك” ويدعي بذلك بأنه اكتئاب مشابه لحالة فتاة ذهبت إلى طبيب نفساني قالت له أنا رأيت الله. ولم يقارن بأن ابراهيم بطل قومي وداعية في الإسلام بقوله “حنيفًا مسلمًا” وأنه هلك طاغية النمرود بأمر الله، وإنما الفتاة لم تزيد سوى أقاويل مثل الذي يعبر عن خاطره وأنه يرى قطة تتكلم.

النقد المتعلق بالاختيار

والنقد الثاني سيكون على ما كتب عن الاختيار (إن الانسان يختار بين أمرين وهو راضٍ عن اختياره وهو من نفسه الذي اختار). ذلك فيه نقد شديد أنه لم يعنى بالإنسانية الفردانية جيدًا، وأن هناك أحيانًا سلطة على المتخير، واختياره لأمر يكون عن طريق جبره وإلا سيتأذى ماديًا أو معنويًا، أو هو بطبيعته رجل شخص خجول فإنه لا يرغب بما يخيره شخص ثان، لكن خجله من المحتمل يجعله يميل لرغبة الشخص الثاني وليست لأنه يريد ذلك ومقتنع في الخيار. وهو ضرب مثل التخير على طالب من طلابه اراد مساعدته في أمر (هو أن لديه أخ استشهد في حرب وهو وحيد لأهله وقد أصبحت أمه تعيسة وتخاف عليه، لكنه يريد الانتقام و المشاركة في الحرب، ويريد من جاك بول سارتر أستاذه أن يوجهه في اختيار المشاركة في الحرب أو البقاء مع أمه، وكان جواب سارتر؛ أنك لوحدك حق في الاختيار.) و مبرر بذلك انه قد يذهب في المشاركة في الحرب لكنه من الممكن لم يكن محاربًا! و هذا جعله يختار تعارض لسلوكه ذاك المتثل في الحوظية تعارض الانساتية بوحه من الاوجه، ان للمجتمع الكثير من المقاتلين لكن الام من المحتمل انها ستتأذى و تنهار من قتله او المخاكرة به! و هو أملها الوحيد، كان من المحتمل أن يبين له الأمر ويجعله يرغب في الاختيار بعد نظرة متفحصة لظروف الحرب وظروف الأسرى، لكنه تصرف كأنانية، وتغريسه بفكرة غير محسوسة لكنها تتطبق في ظروف أخرى (إن كانت الرغبة تعادي الانسانية افعلها ولا تسمع كلام شخص آخر). لنقل من المحتمل أن سجية الطالب خطيرة و خصلة من خصال صفاته تبحث عن الانتقام وذلك يوسع نظرتنا فإنه على الأغلب منفعل إذا حاول فعل إرهابي جراء هذا الصراع الذي ينمو وتمحيضه بالفكرة من الذي سيمنعه من هذا الفعل؟

الوجودية هي نظرة تحليلية في وجودية الإنسان

إن الشخص الوجودي يجب عليه أن يكون عميق في فكره، فإن المذاهب هي بالأصل فكرة إنسانية، بمعنى كما ذكر ويتضارب مع فكرته كآبة الرجل في مسؤوليته بمعنى “أنني سأضحي لأجلك” وهذا يوصلنا إلى النقطة الذي نريدها “كان على الطالب أن يختار أمه إذا اتبع مذهب الوجودية، ولا يبخس عليه وجوده من أجل الانتقام”. ونقطة أخيرة توصلنا أن الوجودية ليست مذهب إنساني متبع، لأنه ناقص، إنما هي نظرة تحليلية في وجودية الإنسان المتناهية ربما تصح أو تخطئ لبعض ما يعمله الإنسان وما يألفه المفكر. لنوضح ذلك (إذا كان الشخص المسؤول كئيب وهو ضابط في حرب، الناحية الأولى إن الحرب ليست من اختياره وهذا لن يذكره سارتر، إنما هو موجود ليتفذ عمل وجب عليه وهو عمل ربما هو اختاره أو الظروف التي جعلته ضابطًا من أجل لقمة العيش، فإننا وجدنا الكثير من التأويلات التي هي في طالح أو صالح المذهب). وهذا ما يؤكد لنا نقصه. (شاهد فيديو موقع مقال على اليوتيوب).

بقلم: ميثاق عبد المجيد

 

أضف تعليقك هنا